10/07/2006
|
#7
|
عضو
-- مستشــــــــــار --
نورنا ب: |
Jul 2005 |
المطرح: |
قلب العاصمة دمشق |
مشاركات: |
3,171 |
|
اقتباس:
كاتب النص الأصلي : dot84
ثالثاً، تعليق رجل دين:
كما وأكتفي أيضاً بنقل تعليق واحد من رجل الدين، الشيخ صالح الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وأكثرهم غزارة في التأليف)، وبالتأكيد هناك جيش عرمرم من أمثاله من التكفيريين والمحرضين على الإرهاب. فيؤكد الفوزان في كتابه بحق اليهود والنصارى والشيعة قائلاً:
1) إن اليهود والمسيحيين هو مشركون وكفار.
2) يجب قتال اليهود والمسيحيين حتى يسلموا.
3) دماء وأموال وأعراض اليهود والنصارى مباحة وأن يتخذوا عبيداً.
4) إن من لم يكفرهم فهو كافر، وينطبق عليه ما ينطبق عليهم.
إن فكر الفوزان هو من صميم الفكر السلفي الذي لم يسلم منه كتابي أو مسلم، فكل الناس ينقسموا إلى قسمين، ماعدا أصحاب "المذهب السلفي"، فاليهود والنصارى ليسوا أهل كتاب، بل كفار ومشركون ويجب قتالهم حتى يسلموا، وإن الجنة حرام عليهم، ودمهم ومالهم وأهلهم مباحون "لأهل التوحيد" وأن يتخذوهم عبيداً (ص93-95، عقيدة التوحيد). والقسم الآخر من المسلمين، هم كذلك مشركون ومبتدعة، ولكن ممن "يتظاهر" أو يشهد بأن لا إله إلا الله، وإن محمداً رسول الله. فهؤلاء مبتدعة، شيعة، روافض، قبوريون، جهمية، معتزلة الخ. فهؤلاء أيضاً يجب قتالهم وهم مشركون شرك أكبر ويحل مالهم ودمهم وأهلهم "لأهل التوحيد". (علي فردان، مكاشفات في فكر صالح الفوزان ، الحوار المتمدن).
هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتعليقات رجال الدين وغيرها كثير، هي السبب الأساسي في دفع الشباب إلى ارتكاب جرائم تفجيرات لندن وليس لأن بريطانيا شاركت في الحرب على الطالبان في أفغانستان والعراق. وهذا الإرهاب في قتل الأبرياء في العالم بشكل عشوائي أعمى يحصل الآن في معظم أنحاء العالم وتحت مختلف الذرائع. لذلك نعيد الدعوة مرة أخرى وفي المرات القادمة أيضاً، أنه على العقلاء من مشايخ المسلمين الحريصين على الإسلام وأمن العالم أن يعيدوا النظر في النصوص الدينية التي تدعو إلى العنف وإعادة تفسيرها بما ينسجم مع متطلبات العصر. ولا يكفي الصراخ على الكتاب الليبراليين وكل من يطالب بالإصلاح باتهامه بالكفر والخيانة والعمالة لـ"الصليبية والصهيونية الحاقدة" ودفن الرؤوس في الرمال. وإذا اكتفى هؤلاء المشايخ والمتأسلمين بإلقاء اللوم على غيرهم وتركوا الإصلاح، فإن مزيداً من الكوارث على الأبواب ولذلك يجب أن لا يلوموا إلا أنفسهم.
فهل من مجيب؟
|
إنَّ المفهوم الإسلامي للعنف هو نفسه المفهوم الإنساني في الحضارات كلّها في العالـم، فلنبدأ من الجوانب الفردية، حيث لا يجوز للإنسان أن يضرب أيّ إنسان آخر سواء كان ولداً دون سبب، ولا يجوز ضرب من يسبّك أو يشتمك، ولا يجوز لك ضرب أيّ إنسان أو قتله أو جرحه إلاَّ في حالات الدفاع عن النفس، كما لا يجوز لك البدء بقتال أيّ إنسان إلاَّ في حالة الدفاع عن النفس.
إنَّ بعض الغربيين يعتقدون أنَّ الإسلام يطلق كلمة الجهاد بدون شرط أو ضوابط، فما هي هذه الكلمة: [ وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم] ، [ وما لكم لا تقاتلون في سبيل اللّه والمستضعفين..] ، لذلك فإنَّ قراءتنا لتعامل المجتمع المسلم مع غير المسلمين [ لا ينهاكم اللّه عن الذين لـم يقاتلوكم في الدِّين ولـم يخرجوكم من دياركم، أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنَّ اللّه يحبّ المقسطين، إنَّما ينهاكم اللّه عن الذين قاتلوكم في الدِّين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم] .
فإنَّ كلّ إنسان مسالـم لك ولدينك هو إنسان له الحقِّ في أن تبره وتقسط معه وتؤدّي حقَّه وأمانته.
للحرب قوانين في الإسلام نقول في الإسلام هناك الآية [ وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلونكم.. وما لكم لا تقاتلون في سبيل اللّه والمستضعفين] ، المسألة هي أنَّ الحرب عندما تفتح بين دولة تقاتلك أو تقاوم وتريد أن تقتلك فرداً أو شعباً، أو تقتل المستضعفين من النَّاس، فلا بُدَّ لك من أن تقوم بمهمة الدفاع عن نفسك سواء كنت فرداً أو مجتمعاً أو شعباً، كما عليك أن تقوم بمهمة الدفاع عن المستضعفين، إذا كنت تملك أن تنصرهم باعتبار وجوب نصرة المظلوم، عندما تفتح الحرب وتأخذ شرعيتها من خلال أنَّك في موقع الدفاع عن النفس المبرّر إسلامياً والمبرّر في كلّ الحضارات، فإنَّ من الطبيعي أن تستحضر كلّ أسلحتك في سبيل الدفاع عمّا يجب أن تُدافع عنه.
إنَّ الإسلام يبرّر للإنسان أن يُدافع عن نفسه لكنَّه يختم بأكثر من آية في قوله: [ ولا تعتدوا إنَّ اللّه لا يحبّ المعتدين] و [ إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به] ، [ من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم] . إنَّ للحرب قوانينها العادلة في الإسلام، ولكن للحرب شرعيتها في الإسلام، عندما توجّه لمن يقاتلونك أو لمن يظلم المستضعفين مما يجعل موقعك موقعاً شرعياً في هذه الحرب.
|
|
|