يجسد الحب البشري في العلاقة الذي يقيمها بين طرفيه صفات الحب الالهي على الوجه التالي:
1-انه حب وفي لا رجوع عنه:
الحب البشري ان كان على شيئ من العمق ينزع بطبيعته الى الوحدانية والديمومة هذا ما تعبر عنه أغاني الحب في مختلف اللغات وبشتى التعابير..

بحبك لوحدك وبحبك على طول...) ولكن شوق الحب هذا كثيرا" ما يرتد خائبا" أو يرتطم بعودة الانانية وباستنزاف الزمن .لذا فقد يبدو استمرار الحب مستحيلا". من هنا كان تعجب التلاميذ عندما كشف لهم الرب يسوع أن الزواج يجب أن يعود الى وحدانيته وديمومته الأصليتين بعدما لحقه من انحراف من جراء ((قسوة قلوب البشر))فقالوا له

ان كانت هذه حال الرجل مع أمرأته فالاولى ألا يتزوج)...من هنا أيضا" أن كثيرين ممن يقبلون بوحدة الزواج و ديمومته لاعتبارات خلقية أو أجتماعية أو حتى دينية قد يجدون من الطبيعي أن يموت الحب عاجلا" أم آجلا"
في ظل المؤسسة الزوجية...وأن يستمر اطاره قائما" لوحده من أجل الأعتبارات السالف ذكرها ليس الا .
ولكن المسيح لم يقصد ذلك , وهو الذي لم يكن همه دعم المؤسسات وترسيخ الشرائع من أجل ذاتها , بل تجديد القلب البشري الذي يعطي وحده للمؤسسات جدواها ومعناها, انما أن يحقق أمنية الحب العميقة..في الوحدانية والديمومة وذلك ليس عن طريق اخضاعه لمبادىء خلقية تنصب عليه من خارج ومن فوق انما بتجديده من الداخل , بتطعيمه بالحب الألهي نفسه بحيث يحب كل من الزوجين الآخر حبا" شبيها" بحب الله لشعبه ( والبشرية قاطبة مدعوة لكي تصير شعبه) وهو حب لا ندم فيه ولا رجوع عنه :لأن بعلك هو صانعك الذي رب الجنود اسمه,برأفة أبدية أرحمك قال فاديك الرب,ان الجبال تزول والتلال تتزعزع أما رأفتي فلا تزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع ...(أشعيا 5:54و8 و10
هكذا فالحب الزوجي مدعو بتماهيه بالحب الالهي الذي يزرعه فيه المسيح الى تحقيق ما بدا مستحيلا" من وحدانية وديمومة ينزع اليهما بملأ جوارحه ولكنه غالبا" ما يخفق في بلوغهما وانما هذا يكون بحضور الله في صميم هذا الحب اذ ليس من أمر مستحيل على الله لو 37:1
2- حب مجاني وغير مشروط

يتبع)
نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...