الحقيقة لست اعتقد ان هناك امتياز اعظم بالنسبة لي من أن اقدم قلبي للمسيح ليسكنه ولآخدمه ولآفرحه حيث هو في قلبي .....فلن انسى ابدا ذلك المساء يوم قبلت المسيح في قلبي , كم كان دخوله عظيم لقلبي , لم يكن حدث عاطفي ولا درامي ..ولكنه كان جدا حقيقي ..وقد حصل في مركز ذاتي ..فقد دخل الى ظلمة قلبي وأشعل الضوء , وأوقد النار وأدفء قلبي البارد , عزف الموسيقى حيث كان الصمت قاتل !! فحل التناغم بدلاً من النشاز وملآء الفراغ بحبه وصداقته ..من يومها لم أندم أني فتحت له ابواب قلبي وأني متيقن أني لن اندم أبداً ..
هذه هي أولى الخطوات لجعل المسيح يسكن القلب . فقد قال " هنذا واقف على الباب واقرع , إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي " رؤيا 3: 20
فإذا اردت حقيقة ان تعرف الله والحضور الشخصي للمسيح في أعماق ذاتك . اذاً إفتح باب قلبك له على مصراعيه واطلب منه أن يدخل كمخلص وكرب على حياتك ..
فبعد ان دخل المسيح حياتي وفي غمرة فرحي بهذه العلاقة الحميمة التي صارت بيننا , طلبتُ منه وقلت " ربي , أريد أن تتخذ من قلبي مسكناً لك وان تأخذه ليكون بيتاً مريحاً لك . اريدك أن تستخدمه كمُلك لك .. ولذلك دعني أن اريك ما في قلبي كي تشعر اكثر واكثر أنك في بيتك , فأني أريد ان اشاركك كل شيء واريد ان نتمتع بعلاقتنا معاً . عندها شعرتُ أنه قد قبل دعوتي بفرح
المكتبة :
أول غرفة قدتهُ إليها كانت ( المكتبة ) , ولندعوها غرفة ( المعلومات في العقل او الذهن ) وقلت له تفضل يارب أدخل هذه غرفة المكتبة في بيتي لها جدران سميكة ولكنها غرفة جداً مهمة فهي غرفة السيطرة على باقي غرف المنزل فدخل معي وجال بنظره على الكتب في الخزانة والمجلات الموجودة على الطاولة والصور المعلقة على الجدران , وبينما كنت ألآحق نظراته بدأتُ اشعر بعدم الأرتياح , والغريب أني لم اشعر مسبقاً بعدم الآرتياح بهذه الغرفة من قبل , ولكن الآن لأنه معي ينظر للأشياء الموجودة هناك قد شعرت بألأحراج !! فقد كان هناك بعض الكتب على الرف لم يكن مناسباً لعينيه الطاهرة ان تنظر اليها , وكان هناك بعض المجلات على الطاولة غير مناسبة أبداً لشخص مسيحي , كذلك الأمر بالنسبة للصور المعلقة على الجدران ( تصورات وتخيلات افكاري ) فقد كان البعض مخزي جداً.
وبوجه محمر خجلاً قلتُ له (ياسيدي , أعلم الآن ان هذه الغرفة بحاجة الى تنظيف وأعادة ترتيب فهلا ساعدتني بجعلها كما ينبغي ان تكون ؟ )
( بكل تأكيد) أجابني ( بكل سرور سأساعدك , فقد اتيت لآقوم بهذه الأصلاحات , اولاً خذ كل هذه الأشياء الغير الصحيحة و الغير النظيفة والتي لا تبني وأرميها خارجاً .. ومن ثم املاء الأرفف الفارغة بصفحات الكتاب المقدس , واملآء المكتبة من الكتب الروحية والتأملات , اما بالنسبة للصور على الجدران , انا اعلم انه من الصعوبة عليك أن تسيطر عليها ولكن عندي ما يساعدك ) . ثم اعطاني بوستر كبير فيه صورته الشخصية وطلب مني ان اعلقها في مركز افكاري وبمرور السنين اكتشفت انه عندما يكون هو في مركز افكاري , يتراجع ويقل بل يتلاشى اهتمامي بما هو غير طاهر وغير مقدس وغير مسر ..نعم قد ساعدني فعلاً في ابقاء افكاري تحت السيطرة رغم وجود صراع بين الأفكار في بعض الأحيان .
عزيزي القاريء اذا كان لديك مشكلة مع هذه الغرفة في ذهنك دعني اشجعك لتدخل يسوع اليها , ليملاءها لك بكتبه وكلامه الطاهر , وامضي الوقت في دراسة هذه الكتب وتأمل فيها وضع المسيح نصب افكارك دائما .
غرفة الطعام :
بعد المكتبة أخذته ليتعرف على غرفة الطعام ( غرفة الشهوات والرغبات) فقد كانت غرفة كبيرة , حيث كنت امضي فيها وقت طويل محاولاً اشباع كل احتياجاتي ..
قلت له : " هذه غرفة مفضلة لدي , وانا متأكدة من انك ستسر بما يُقدَم فيها!"
فأتخذلنفسه كرسياً وجلس عند الطاولة متساءلاً " ماذا يوجد في قائمة الطعام لهذه الليلة ؟ "
فقلتُ : " وجباتي المفضلة , المال , الدرجة العلمية , المشتريات كوجبة رئيسية مع المقالة اليومية عن الشهرة والمشاهير من الصحيفة اليومية كطبق سلطة " .
فقد كنت اعتقد ان لا مضر م اي صنف من الأصناف السابقة ولو كنت ادرك أن هذه الوجبة حقيقةً لم تكن مشبعة ابداً ولم تلبي حقيقةً حاجات نفسي وروحي..ولكني دائماً كنت اشعر بالجوع حتى بعد تناولها بفترة قصيرة..
ولكن عندما وضعت الصحون امام صديقي العزيز , لم يقل شيء , ولكني لاحظت انه لم يتناول منها !! فتساءلت مزعوجاً " ياصديقي, الآ يعجبك هذا الطعام ؟ ما المشكلة ؟ ".
فأجابني " لدي طعامي الذي أأكل منه انت لا تعرفه بعد ..فطعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني " ثم نظر إلي ثانيةً وقال " اذا كنت تريد طعاماً يشبعك حقاً , فأعمل مشيئة أبوك السماوي وضع مشتهى قلبه قبل مشتهاك انت ..وتوقف عن السعي المتعب لآشباع رغباتك الخاصة وشهواتك الخاصة وقناعاتك الخاصة , وابدأ في اسعاده هو ..هذا الطعام سيشبعك فعلاً , جرب قليلآ منه وانت ستدرك مذاقه الحسن وقيمته الغذائية المشبعة حقاً لك ."
وهناك في تلك اللحظة أعطاني قليلآ لآتذوق من طعامه ( إتمام ارداة الرب في حياتي ) فعلاً كانت لقمة مشبعة, لم اعرف ذلك الشبع قبل تلك اللحظة من قبل .
وهنا اتساءل معك يا قارئي العزيز ..ما هي الأطعمة المقدمة في غرفة طعامك ؟ الأية تقول : " لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ". ايوحنا 2: 16
فهل ما نتناوله هو ما تطلبه الذات فينا ؟ ام نتناول ما يقدمه الآب لنا لشبع ارواحنا ونفوسنا بالكامل ؟
غرفة الجلوس :
انتقلنا بعد ذلك لغرفة الجلوس , فهذه كانت غرفة هادئة , مريحة مع جو دافيء . كنت احبها .فيها موقد , وكنبة , وكراسي وثيرة ومنضدة صغيرة عليها بعض الكتب , والجو مريح وحميم.
وهو ايضاً كان مسرور بها , وقال " فعلاً , هذه غرفة لطيفة لنأتي غالباً هنا , فهي معزولة وهادئة ونستطيع ان نتجاذب اطراف الحديث حقاً . "
بالواقع كمسيحي جديد . كنت جداً متحمساً , فلم اكن استطيع ان افكر باي شيء ممتع اخر غير ان أختلي بيسوع لنتجاذب فيها الحديث الودي والصداقة . عندها وعدني : " انا سأكون هنا باكراً كل صباح , منتظراً إياك كي نتحدث قليلآ ثم نبدأ يومنا معاً ".
وهكذا يوما بعد يوم كنت انزل باكراً كل صباح لغرفة الجلوس وكان يأخذ مقطع من الكتاب المقدس الموجود على المنضدة الصغيرة ويفتحه وكنا نقرأه معاً , ودائما كان يشرح لي ويفسر جواهر وكنوز المخبئة في الكلمة المقدسة ويجعل قلبي يرقص فرحاً وهو يحدثني عن كل ما فعله من اجلي انا وما قد اعده من اجلي , تلك الآوقات معاً كانت رائعة , من خلال قراءة الكلمة المقدسة ,فعن طريقة الروح القدس كان يتحدث هو إلي ومن خلال الصلاة كنت اتحدث انا معه واتجاوب مع كلمته . فتعمقت صداقتنا معاً من خلال تلك الآوقات الهادئة التي كنا نتقاسم الحديث الشخصي الواحد للآخر .
ومع ذلك , تحت ضغط العديد من المسؤليات , شيئاً فشيئاً صرتُ مضطر لآختصار ذلك الوقت , لماذا لست متأكداً , ولكني أعتقد ان مشاغلي كانت تمنعني من قضاء وقت خاص كل يوم مع المسيح , وطبعاً انت تفهم يا قارئي ان ذلك لم يكن قراراً متعمداً , ولكن الأمور سارت بهذه الطريقة ومع الوقت لم اختصر الوقت فقط , بل احياناً كان يفوتني يوم او يومان للتواجد صباحاً في تلك الغرفة وخاصة خلال فترة امتحانات نصف السنة او الأمتحانات النهائية او في حالة الظروف الطارئة التي غالباً ما كانت تتزاحم , الأمر بعد الأخر .
في صباح احد الأيام , اذكر اني كنت انزل السلم سريعاً لآذهب لقضاء أعمال يومي ولحضور موعد مهم , وانا اعبر غرفة الجلوس , وبنظرة خاطفة لداخل الغرفة , وجدته قد اشعل النار في الموقد وهو جالس هناك بانتظاري .وفجأة تبادر الى ذهني " هو ضيفي وانا قد دعوته ليسكن بيت قلبي وهو لبى دعوتي كصديق وكنقذ ليعيش معي , ومع ذلك أجدني قد أهملته !!" عندها توقفت واستدرت متردداً ودخلتُ الغرفة , وانا خافضٌ نظري قلتُ له : " سيدي , انا آسف هل جلست هنا كل صباح بأنتظاري؟ " اجابني : " نعم , لقد وعدتك اني سأكون هنا للقاءك!" وهذا ما أخجلني بالأكثر , فقد كان أميناً رغم عدم امانتي معه . سألته ان يغفر لي وقد فعل , كما هي عادته عندما أدرك اخطائي واندم عليها واعتذر منه واصلحها .
ثم قال : " المشكلة انك كنت تحسب ان الوقت الذي تقضيه هنا لدراسة الكلمة والصلاة هو لمنفعتك الروحية , وهذا صحيح , ولكنك نسيت ان هذا الوقت يعني لي الكثير انا ايضاً , فأني احبك , وقد دفعت ثمناً باهضاً لآنقاذك وانا أقيّيم الشركة معك , فنظرتك لوجهي تعني لي الكثير وتدفيء قلبي , ارجوك لا تهمل هذا الوقت من اجلي , لانه يعني لي الكثير . فأن كنت راغباً في قضاء الوقت معي أم لا ..تذكر أني انا أرغب في رؤيتك فأني احبك.
أرجوك عزيزي القاريء لا تهمل هذا الوقت في حياتك ابداً , فإن كنت راغباً في قراءة الكلمة أم لا , تذكر انه هو بأنتظارك وانك متى فعلت ذلك , لن تندم ابداً بل متعة هذه اللحظات لدى الرب هي عبادتك المقدمة له .