[نكتاريوس]

حضرة الأخوة المحترمون الذين يناقشون موضوع الكنيسة كدار عبادة
في البداية اسمحوا لي القول أن الدخول في موضوع كهذا يتطلب مدة زمنية طويلة للوصل إلى النتائج المرجوة. واسمحوا لي بمحبتكم التنويه إلى بعض الأمور التالية الأقرب والأصح بحسب التاريخ المتوفر بين ايدينا وبعض المراجع في اللغات الأجنبية بكون المراجع في اللغة العربية هي جد ضئيلة:
1. كبناء يمكن القول أن علية صهيون هي الكنيسة الأولى حيث كان الرسل يجتمعون ويواظبون على الصلاة وكسر الخبز وهذا نراه في أعمال الرسل الإصحاح الثاني الآية 42 ويمكن العودة إلى الوراء قليلاً حيث في نفس المكان اسس الرب يسوع سر الشكر (الافخارستيا)
2. في فترة القرون المسيحة الأولى حتى مطلع القرن الرابع حينما اعطى قسطنطين الكبير مرسوم عُرف بمرسوم ميلان صدر عام 313 ويقضي بأن يكون هناك حرية في اعتناق اي دين يشأه المؤمن من أي جهة ثم أعلن على أن الدين المسيحي هو الدين الرسمي للإمبراطورية. قبل هذه الفترة يمكن القول بالاعتماد على رسائل الرسول بولس أن الكنائس كانت في المنازل ولذلك نرى الرسول بولس يوجه بعض الرسائل ويقول إلى الكنيسة التي في بيت ... ويعود ليمسي المؤمنين في تلك الكنيسة "قديسين" (راجع رومية 16: 1-5)
3. ثم في فترة الإضطهادات التي قام بها الأباطرة الرومان اختبئ المسيحيون تحت الأرض بأماكن عُرفت اليوم ب" الديامييس" وهي تعني المكان الذي تحت الأرض . ومن هذه الدياميس لدينا أعداد لا تعد ولا تحصى. مثلاً في سوريا يوجد دياميس سيرجيوبولس. وشرقي الفرات دياميس اورابوليس وفي روما الكثير الكثير حيث تتميز دياميس روما بوجود ثلاث طبقات تحت الأرض. ولا ننسى كبادوكيا العظمى التي لا تزال حتى يومنا ها شاهداً على هذا الكلام. وطبعاً كل الدياميس مرسومة ومزينة بجداريات. البعض من دياميس سوريا موجود في محتف دمشق.
أما بالنسبة للكنيسة التي في طرطوس فليس لدي فكرة عنها. زرتها ولكن لم أجد في التاريخ أي مرجع.
وهكذا أيها الأخوة الأحباء نرى أنه كانت هناك كنائس كدور للعبادة (فوق الأرض وتحت الأرض) قبل قسطنطين الكبير بمئات السنين.
أقتضى التنويه. ولكم جزيل الشكر