برازيليان امام المنتخب الفرنسي
لم ينته المنتخب الفرنسي من خصوصمه البرازيليين في المونديال لانه يبقى امامه برازيليان آخران هما مدرب البرتغال لويز فيليبي سكولاري وصانع العابها ديكو عندما تلتقي فرنسا والبرتغال غدا الاربعاء على استاد "اليانز ارينا" في ميونيخ في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في المانيا وتختتم الاحد المقبل. وأثبت سكولاري الملقب ب"فيليباو" (57 عاما) حنكته في النهائيات الحالية بقيادة البرتغال الى دور الاربعة للمرة الاولى منذ 40 عاما والثانية في تاريخها بعد عام 1966 عندما خسرت امام انكلترا 1-2، وهو يملك حتى الان سجلا خاليا من الخسارة في المونديال في 12 مباراة حقق خلالها 11 فوزا متتاليا (بينها 7 مع منتخب بلاده في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا) قبل ان يتعادل مع انكلترا صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي ويتغلب عليها 3-1 بركلات الترجيح.
ولم تخسر البرتغال في مبارياتها ال19 الاخيرة بقيادة سكولاري كما انها حققت حتى الان 31 فوزا باشرافه.
وبدأ مجد سكولاري منذ تعيينه على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده في حزيران/يونيو 2001 وقاده الى احراز اللقب العالمي الخامس في تاريخه في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. وقال سكولاري وقتها "قلت للاعبي المنتخب البرازيلي ان البرازيل اذا حلت في المركز الثاني في المونديال فان ذلك يعتبر وكأنها اول الاخيرين".
ورفض سكولاري مواصلة مهامه على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده وقرر الدخول في تحد جديد باشرافه على المنتخب البرتغالي في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 ونجح في قيادته الى المباراة النهائية لبطولة امم اوروبا التي استضافتها البرتغال عام 2004 وخسرتها امام اليونان صفر-1 علما بان الاخيرة تغلبت على اصحاب الارض 2-1 في المباراة الافتتاحية ايضا.
وبعد نجاحه في بطولة امم اوروبا، أبدى الاتحاد الانكليزي رغبته في التعاقد مع سكولاري الذي يلقبه الانكليز ب"بيغ فيل" لخلافة السويدي زفن غوران اريكسون بيد ان المدرب البرازيلي رفض العرض مؤكدا انه يرغب في الايفاء بالعقد الذي يربطه مع الاتحاد البرتغالي.
ويعرف سكولاري بمزاجه الحاد وخطابه القاسي للاعبين واختياراته التي لا يقبل النقاش فيها، فهو لم يتردد في الدور ربع النهائي لبطولة امم اوروبا في اخراج القائد لويس فيغو في المباراة ضد انكلترا ليشرك هيلدر بوستيغا مكانه في الدقيقة 75 ونجح الاخير في ادراك التعادل في الدقيقة 83 بعدما كان الانكليز متقدمين بهدف لمايكل اوين منذ الدقيقة الثالثة.
كما انه استبعد الحارس الشهير فيتور بايا من التشكيلة مفضلا عليه ريكاردو الذي تدين له البرتغال بالتأهل الى نصف نهائي المونديال الحالي بتألقه في حصة الركلات الترجيحية وتصديه لثلاث ركلات لافضل اختصايين في هذا المجال وهما ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد بالاضافة الى جيمي كاراغر.
وكان استدعاء لسكولاري لديكو البرازيلي الاصل الى تشكيلة البرتغال عام 2003 من بين قراراته التي خلفت انتقادات كثيرة خصوصا من القائد لويس فيغو الذي قال وقتها "النشيد الوطني بالامكان حفظه ولكن لا يمكنه ان تشعر به"، لكن رد "فيليباو" كان قاسيا بقوله "هذا منتخب البرتغال وليس منتخب لويس فيغو".
ولم يرغب ديكو، المولود في ساو برناردو دي كامبو احد ولايات ساو باولو من عائلة ضمت 3 اخوة و3 اخوات، في الرد على فيغو والدخول في مشاكل بيد ان جوابه كان على ارض الملعب وعروضه مع المنتخب البرتغالي حتى انه بات من العناصر الاساسية التي لا يمكن ان يتم الاستغناء عليها داخل تشكيلته.
وقال ديكو، الذي كان يعشق في صباه الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والبرازيلي زيكو: "قلبي برازيلي، لكنني أرغب في أن أعطي للبرتغال الذي كونني وعلمني فنون اللعبة كل ما لدي"، مشيرا الى انه "لم تكن لدي اي مشاكل سوى مع وسائل الاعلام، لانه داخل المنتخب كل شىء على ما يرام".
وضرب ديكو، واسمه الحقيقي اندرسون لويس دي سوزا، بقوة في اول مباراة دولية له في 29 آذار/مارس 2003 بتسجيله هدف الفوز للبرتغال في مرمى... البرازيل (2-1) من ركلة حرة ومنح بالتالي الفوز الاول للبرتغال على ابطال العالم منذ 37 عاما.
وخاض ديكو 37 مباراة دولية حتى الان سجل خلالها 3 اهداف فقط لكنه يبقى صانع الالعاب المتألق للمنتخب البرتغالي بفضل مؤهلاته الفنية الرائعة ونظرته الثاقبة في الملعب وتمريراته الحاسمة، دون اغفال تألقه في مساعدة المدافعين.
لفت ديكو (28 عاما) الانظار مع بورتو بقيادة المدرب جوزيه مورينيو من 1999 الى 2004 وساهم باحراز النادي البرتغالي العريق لقبي كأس الاتحاد الاوروبي عام 2003 ومسابقة دوري ابطال اوروبا عام 2004 والدوري المحلي عامي 2003 و2004 والكأس المحلية عام 2001، ليخطف برشلونة الاسباني خدماته ويساهم في احرازه لقب الدوري عامي 2005 و2006 ولقب مسابقة دوري ابطال اوروبا العام الحالي.
ولم يخف ديكو اماله في احراز اللقب العالمي، وقال مبتسما "ما الذي ينقصني؟: قوة (البرازيلي) رونالدو وسرعة (الفرنسي) تييري هنري. بدون شك لقب كبير مع المنتخب البرتغالي ايضا". يذكر ان ديكو بدأ مسيرته الكروية في البرتغال مع فريق الفيركا موسم 97-98 وسجل له 13 هدفا في 32 مباراة وانتقل بعدها الى سالغيروش ولعب معه 9 مباريات فقط سجل خلالها هدفين. موسمه الاول مع بورتو كان 98-99 ولعب 6 مباريات فقط، قبل ان يلعب 23 مباراة في الثاني (1999-2000) وسجل هدفا واحدا.
وفي موسم 2000-2001 سجل 6 اهداف في 31 مباراة، وفي 2001-2002 سجل 13 هدفا في 30 مباراة، وفي 2002-2003 سجل 10 اهداف في 30 مباراة، وفي 2003-2004 سجل هدفين في 28 مباراة.
مع برشلونة سجل ديكو في موسمه الاول 2004-2005 ثمانية اهداف في 35 مباراة في الدوري وهدفان في 7 مباريات في مسابقة دوري ابطال اوروبا، وفي الموسم الحالي سجل 3 اهداف في 29 مباراة في الدوري وهدفان في 11 مباراة في مسابقة دوري ابطال اوروبا.
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
|