بعد ان هدات العاصفة الفرنسية الهائلة التي هبت على مدينة فرانكفورت الالمانية والتي اجتاحت الاصفر البرازيلي "اليابس" في مباراة استثنائية لزيدان ورفاقه بعد بداية مخيبة للآمال استعاد
تيري هنري نجم الهجوم الفرنسي وصاحب هدف الفوز على البرازيلالكثيرون ذكريات منتخب ايطاليا 1982 الذي بدأ بداية مشابهة لبداية منتخب الديوك في هذه البطولة اواكثر سوءا حين تعادل في مبارياته الثلاثة بالدور الاول مع كل من بيرو والكاميرون بهدف لهدف ومع بولندا سلبا لتصعد الى الدور الثاني من خرم ابرة كما يقولون.ووقتها اشفق الجميع على انزو بيرزوت ورجاله من الحارس العجوز زوف الى المدافعين جنتيلي وكابريني وسيرينا ولاعبي الوسط تارديلي واوريالي وكونتي والمهاجم روسي من مواجهة عملاقي اميركا الجنوبية الارجنتين التي لم تقدم عروضا هائلة في الدور الاول لكنها كانت مدعومة بكونها حاملة اللقب وتضم في صفوفها النجم الظاهرة وقتها مارادونا وايضا البرازيل التي كشفت في مباريات الدور الاول عن منتخب لا يقهر ولا يمكن الصمود امامه حتى رشحه الكثيرون للفوز بالكأس بعد ان يقضي لاعبوه نزهة لطيفة طوال فترة البطولة.
لكن الطليان انفجروا بقوة في وجه الارجنتين اولا وفازوا في مباراة قوية بهدفين لهدف واحد، ورغم الانبهار النسبي بما حققه الطليان الذين فشلوا في تحقيق الفوز على فرق اضعف بكثير من الارجنتين في الدور الاول الا ان الفوز البرازيلي على الارجنتين وبثلاثة اهداف لهدف في لقاء شهد طرد مارادونا عاد كثيرون ليردوا المنتخب الازوري الى حجمه الطبيعي ويرى في فوزه على الارجنتين حلاوة روح او الصحوة التي تسبق الموت متوقعين له الانهيار الكامل امام منتخب برازيلي لا يرحم ويقدم كرة متكاملة تقدم المتعة والنتائج والابهار.
يوم روسي:

وحين جاء موعد اللقاء امسك البعض الات حاسبة ليحصوا الاهداف التي يمكن ان تهتز بها شباك الطليان الا ان سير المباراة فاجا الكثيرين حيث خطف روسي الذي عاد من موت كروي عميق طوال المباريات الاربعة الاولى هدفا ولا اروع، ورغم تعادل البرازيل الا ان كل من شاهد المباراة شعر ان هناك فريقا ايطاليا في الملعب وان اللقاء لن يسير كما تقعه البعض برازيليا خالصا، وبالفعل وقبل ان يفيق هؤلاء من حساباتهم خطف روسي الهدف الثاني من كرة اصطادها بمهارة ذئب من بين اقدام مدافعي البرازيل ليسكنها شباك الحارس المسكين فالدير بيريز مسجلا الهدف الثاني له ولايطاليا. ومرت باقي احداث المباراة كما يتذكر من عاش تلك المرحلة بهجوم برازيلي كاسح ودفاع ايطالي حديدي استخدم الطرق المشروعة وغير المشروعة لحماية مرماه حتى انهار في لحظة وسمح بهدف برازيلي لفالكاو تعادلت به البرازيل وكان يكفيها للوصول الى النهائي، لكن بينما كان البعض يتأهب لرفع القبعة للطليان الشجعان كان لروسي كلمة اخرى حين خطف هدفا ثالثا في وقت قاتل سرق به بطاقة التأهل من البرازيل وفتح الطريق واسعا امام الازوري لرفع الكأس الذهبية بعد ذلك بحوالي اسبوع.
وكما يقول المثل العربي ما اشبه اليوم بالبارحة، ففي وقت توقع فيه كثيرون ان تحزم فرنسا حقائبها مبكرا عائدة الى باريس بعد ان

فشلت في الفوز على سويسرا وكوريا واكتفت بتعادلين واداء هزيل دفع الناس للترحم على مجد زيدان وفييرا وتورام وجيل العمالقة خطفت فوزا هزيلا من توجو المكافحة لتصعد الى الدور الثاني، وهو ما اعتبره البعض حفظا لماء وجه الفرنسيين حتى لا يخرجوا من الدور الاول لكن احدا لم يتوقع لهم الذهاب ابعد خصوصا انهم سيلاقوا اسبانيا المرعبة، لكن زيدان على طريقة روسي افاق من غفوته الطويلة وانتفض ليقود الديوك الى فوز صريح بثلاثة اهداف لهدف واحد ومن ثم ضمان الصعود الى الدور ربع النهائي لملاقاة البرازيل في مباراة عاد فيها زيدان اربعة عشر عاما الى الوراء وجرى وابدع مثل ابن العشرين وساهم زملاؤه كلهم في عزف المارسلييز (النسيد الوطني الفرنسي) على ارض الملعب.
الطريق يمر من هنا:
ومن المفارقات ان ايطاليا حين فازت بالبطولة مرت فوق اجساد منتخب برازيلي متألق وهو نفس ما فعلته فرنسا، كما ان عودة ايطاليا ارتبطت بعودة باولو روسي تحديدا من غفوته والان يقدم زيدان ادلة صارخة على االافاقة من غفوته ايضا، كذلك التقت ايطاليا بعد ان قهرت البرازيل بمنتخب غير مصنف للفوز بالبطولة وكان وقتذاك بولندا التي هزمها الطليان بهدفين لروسي ايضا وصولا الى الدور النهائي التي التقوا فيه بالالمان، وحاليا يستعد الديوك لملاقاة البرتغال وهو منتخب غير مصنف بين المرشحين للبطولة واذا ما فاز فهناك احتمال كبير ان يلتقي في النهائي مع الالمان انفسهم وبين الاثنين ثأة مزدوج لم ينسه الفرنسيون بعد حين حرمهم المانشافت مرتين من بلوغ حلمهم الذهبي وحرموا بلاتيني من التتويج بطلا للعالم الاولى في نصف نهائي 82 وفاز الالمان بضربات الترجيح بعد التعادل 3-3 والثانية في 86 في نفس الدور وفاز الالمان ايضا لكن بهدفين في الوقت الاصلي للمباراة.
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي