الموضوع: كأس العالم
عرض مشاركة واحدة
قديم 29/06/2006   #1456
شب و شيخ الشباب صياد الطيور
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ صياد الطيور
صياد الطيور is offline
 
نورنا ب:
Jun 2005
المطرح:
في قلب حبيبتي
مشاركات:
12,956

إرسال خطاب MSN إلى صياد الطيور
افتراضي استعادة لمباراة جميلة ومثيرة


كانت أول مرة يصل فيها حكم عربي إلى نهائي لكأس العالم في كرة القدم. وكانت الأولى التي يفوز فيها المنتخب الفرنسي باللقب. وكانت الأولى التي ينهزم فيها البرازيليون
في مباراة نهائية بثلاثة أهداف لصفر. وكانت الأولى التي يغير فيها مدرب برازيلي لائحته مرتين في آخر لحظة.كانت نهاية مثيرة لا تنسى. جمعت بين منتخب برازيلي حالم بتكريس قوته على باقي المنتخبات العالمية، ومنتخب فرنسي يسعى إلى الظفر باللقب أمام جمهوره وكسر شوكة منافس يراه في المتناول. وحدث ما حدث.
بلقولة .. الغائب:
قبل أيام من النهائي الذي جمع بين منتخبي الديكة والسامبا في ملعب فرنسا في العاشر من يوليو 1998، كان الحكم المغربي الراحل سعيد بالقولة يجلس منفردا على حافة مسبح الفندق حيث يقيم الحكام. يستريح من تعب المباريات الفائتة. وينتظر ما إذا كان سيتحقق له مناه بقيادة مباراة العمر.
وفي لحظة من اللحظات، سيقترب منه العميد بوظو ليزف إليه البشرى. وسيقول له:"إنك اخترت لتقود النهاية". ليبدأ الرجل الصموت حكاية جديدة مع اللعبة التي أحبها ووهبها عمره. تلك التي سيحسم فيها بصافرته إلى من سيؤول كأس العالم.
كان بالقولة ابنا طيبا من أبناء مدينة تيفلت المغربية (بعيدة عن الرباط العاصمة بحوالي 100 كيلومتر). بدأت علاقته بكرة القدم مثل الآخرين صغيرا. انتمى إلى فريق الحي. ثم إلى فريق مدينته. وانخرط بعد ذلك في سلك التحكيم، بالتوازي مع تدرجه في سلك الجمارك وفي الهرم التسييري لوداد تيفلت.
فيما بعد سيصبح اسم بالقولة الحكم أشهر من نار على علم. قائدا متميزا. صاحب وجه لا يخطئه العارفون. لا يضحك أو يمزح إلا أحيانا، ومع الأصدقاء. لا يحب أن تناقش قراراته. ويثبت برزانة، لمن يفعل، أنه كان مصيبا وصافرته لم تنطق عبثا.
ونتيجة جديته تلك، سما سموا سريعا. أصبح حكما دوليا له وزنه وباعه. أدار عددا كبيرا من المباريات الحاسمة والمثيرة دون أن يخلف هرجا بعدها. ما جعله ينال ثقة المسيرين في الاتحاد الدولي ليختار حكما ضمن مونديال فرنسا 1998، ثم حكما لنهايته التي قادها برباطة جأش. وبرزت خلالها صورته وهو يشهر البطاقة الحمراء، طاردا العميد الفرنسي دوسايي.
البرازيل تتكلس
كان المعول في تلك المباراة العجيبة على منتخب برازيلي، قطع طريقه إلى النهائي بثبات، ليخنق أنفاس الفرنسيين. غير أن ما وقع أن راقصي السامبا وجدوا أنفسهم إزاء منافس قوي ومتراص الصفوف، مدرك لدقائق منافسه.
وسرعان ما توضح أن إيمي جاكي، مدرب المنتخب الفرنسي، هيأ ظهيريه لسد ثغري الجناحين على كل من روبيرتو كارلوس وكافو. ووضع حراسة لصيقة على كل من ريفالدو ورونالدو. وخنق دونغا في الوسط. لتتاح للاعبيه الفرص تلو الأخرى. وليحرز له زيدان هدفين، وإيمانويل بوتي هدفا ثالثا في الأنفاس الأخيرة.
قيل ساعتها إن الفرنسيين كانوا الأقوى والأكثر استعدادا وانضباطا. ثم قيل إن شيئا ما حدث وجعل البرازيل في غير حالتها الطبيعية. وعاد كثيرون إلى القصة التي رواها روبيرتو كارلوس عن زميله رونادلو، إذ تحدث عن إصابة زميله بنوبة صرع أفزعت اللاعبين والإطار التقني. وهي النوبة التي قيل إنها أجبرت المدرب البرازيلي على وضع مهاجمه النفاثة في الاحتياط، قبل أن يدفعه لاعبوه إلى التراجع. وهو ما أحدث البلبلة، وهيأ الظروف للفرنسيين كي يفوزوا على منافس "نسي" أن يسخن على أرضية الملعب.
فرنسا كبيرة..
بالنسبة إلى الفرنسيين كانت تلك ليلتهم. فزين الدين زيدان تعملق، وأحرز هدفين بضربتين رأسيين غاليتين. وزميله إيمانوييل بوتي حسم الأمر بإحرازه الهدف الثالث في الوقت المناسب جدا. وقطب الوسط ديشان عرف كيف يشل حركة المد عند ريفالدو. فيما أفلح ودوسايي في وضع رونالدو خارج السياق العالم للمباراة.
وجاءت البداية الفرنسية قوية ذلك المساء من صيف سنة 1998. فمنذ اللحظات الأولى انطلق الديكة إلى الأمام بحثا عن الهدف. وتوضح أنهم، وقد عولوا على قوتهم ومساندة جماهيرهم، لا يريدون أن يضيعوا فرصة تاريخية بامتياز من أجل إهداء فرسنا، صاحبة الفضل في اختراع المونديال، الكأس الذهبية التي لم يسبق لها أن فازت بها.
وأمام تشتت المنافس البرازيلي وتيهه في الملعب. تأكد للمتتبع أن المنتخب الفرنسي وجد ضالته سريعا. سيما أن الفرص جاءت تترى خلف بعضها. كما تأكد لمتتبع أن نهاية النهاية لا يمكن إلا أن تنصف من يلعب أمامه بشكل أجود، واستطاع أن يفشل خطط المرشح الدائم للفوز بكأس العالم.
في اللحظات التالية أحرز زيدان بضربة رأسية، وهو الذي لم يسبق له أن أفلح في ذلك إلا نادرا. ثم أضاف الهدف الثاني بضربة رأسية أخرى، محولا الميدان إلى ساحة لدرس فرنسي قاس للبرازيليين الباكين والفاشلين. وهو الدرس الذي كرسه بوتي بهدف قلما يحرز في مرمى منتخب ضعيف، فأحرى منتخب البرازيل. إذ أنه ذرع نصف الملعب كما لو أنه في مباراة تدريبية، وسدد بثقة من يسجل ضد حارس معتزل.
الملعب وأشياء أخرى:
أدخلت مباراة المنتخب الفرنسي ضد نظيره البرازيلي ملعب فرنسا (سان دوني) التاريخ. ذلك أنه احتضن الافتتح والنهاية مباشرة بعد تدشينه بمباراة ودية ضد المنتخب الإسباني. وكان قد طلب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران منحه اسمه، فرفض. والشأن ذاته بالنسبة إلى الدولي الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني. ثم اهتدى المسؤولون في فرنسا إلى طرح المسألة على الشعب، واختار الفرنسيون اسم بلادهم بالأغلبية.
ملعب فرنسا، الذي شيد غرب العاصمة الفرنسية باريس، لم يدخل التاريخ بذلك الحدث فقط. بل بأحداث أخرى كثيرة ضمها النهائي. وكان بينها حضور الرئيس جاك شيراك بنفس خارج عن البروتوكول المعهود. إذ أنه استجاب لنداء اللاعبين الموجه إلى المسؤولين ليخلعوا عنهم تكسلهم على الكراسي وأن يأتوا بلباس رياضي ويشجعوا ما أمكنهم. فشوهد وهو يشارك الجماهير هتافها وعلى عنقه شال أزرق. وسعد كثيرا بالفوز الكبير، وباللقب الذهبي

ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
 
 
Page generated in 0.03495 seconds with 10 queries