يوم الحساب لكرة القدم الايرانية بعد الخروج من كأس العالم
عندما شارك المنتخب الايراني لكرة القدم في كأس العالم 2006 المقامة حاليا في ألمانيات كانت طموحاته بلا حدود خاصة وأنه يشارك بأفضل فريق في تاريخه وكان هدف الفريق هو عبور الافاق الاسيوية والوصول إلى العالمية.
ولكن بعد أن مني الفريق بهزيمتين متتاليتين وحقق التعادل في المباراة الثالثة تحولت طموحات الفريق وأحلامه إلى إخفاق كبير وأصبحت له الان أبعاد سياسية.
ورغم التوقعات غير الواقعية التي تتسم بالحماسة الزائدة في تأهل الفريق الايراني الذي كان أحد فرق المجموعة الرابعة في الدور الاول والتي تضم معه منتخبين قويين هما البرتغال والمكسيك بالاضافة للمنتخب الانجولي أحد الوجوه الجديدة في البطولة على الدور الثاني أنهى المنتخب الايراني مشواره في البطولة باحتلال المركز الاخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة من التعادل مع أنجولا 1/.1
وكان الفريق الايراني خسر مباراتيه الاوليين في المجموعة أمام المنتخب المكسيكي 1/3 ثم البرتغالي صفر/2 مما أظهر أن الطريق ما زال طويلا أمام المنتخب الايراني ليصل إلى العالمية التي ينشدها.
وقال المراقبون إن إخفاق المنتخب الايراني في كأس العالم 2006 منح الفرصة لتصفية حسابات قديمة.
وأثار إقالة منظمة الرياضة الايرانية لرئيس الاتحاد الايراني للعبة محمد دادكان عقب مباراة الفريق الثالثة أمام المنتخب الانجولي سؤالا عن إمكانية التدخل الحكومي في شئون الرياضة بوجه عام وكرة القدم بوجه خاص.
وقال غلام حسين زمان عبادي المتحدث عن الاتحاد الايراني للعبة في تصريح خاص لوكالة أنباء الطلبة الايرانية (إسنا) إنه "طبقا لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا يسمح للهيئات الحكومية التدخل في شئون اللعبة. ومثل هذا التدخل قد يؤدي إلى عواقب قانونية من الفيفا ضد إيران".
وعلى مدار أكثر من 25 عاما كان الاتحاد الايراني للعبة وما زال أحد الاتحادات المتفرعة من منظمة الرياضة الايرانية والتي تمثل بدورها جزءا من الحكومة الايرانية التي يقودها حاليا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.
ويرأس منظمة الرياضة الايرانية في الوقت الحالي محمد علي عبادي نائب الرئيس الايراني.
وبناء على ذلك يكون اختيار رئيس اتحاد كرة القدم في إيران بالتعيين من قبل الحكومة وهو ما يتعارض مع قواعد الفيفا. وقال عضو البرلمان جوناثان بيتكوليا الذي يشغل منصب نائب رئيس لجنة الرياضة بالبرلمان "المشكلة الاساسية هي في الحقيقة التعارض بين اتحاد كرة القدم في إيران ومنظمة الرياضة الايرانية وبدلا من الاشارة إلى المشاكل الرئيسية يتجه كل التركيز إلى أمور ثانوية".
وكان علي عبادي وعدد من أعضاء البرلمان الايراني قد رافقوا المنتخب الايراني خلال وجوده في ألمانيا للمشاركة في كأس العالم ولكن لم تكن هناك أي تقارير عن مدى تدخلهم في شئون الفريق.
وبدا أن الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش المدير الفني للمنتخب الايراني قد أدرك هذه المشاكل والاضطرابات مبكرا فأخذ المبادرة وأعلن عن اعتزامه الاستقالة من تدريب الفريق بعد خمسة أعوام قضاها في المنصب.
وقال خبراء كرة القدم في طهران إن كرة القدم الايرانية يجب أن تبدأ بشكل صحيح من البداية مجددا خاصة بعد أن أظهرت بطولة كأس العالم أن الفريق لم يستطع حتى احتلال المركز الثاني في مجموعته.
وفي ظل الاداء القوي للمنتخبين الياباني والكوري الجنوبي في كأس العالم بألمانيا ومشاركة أستراليا في التصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 المقرر إقامتها في جنوب أفريقيا بعد انضمام الاتحاد الاسترالي إلى الاتحاد الاسيوي للعبة قبل عدة شهور ستكون المنتخبات الثلاثة هي المرشحة بقوة للتأهل إلى نهائيات البطولة عن قارة آسيا.
وسيجعل هذا المنتخب الايراني في صراع شرس مع دول الخليج على البطاقة الاسيوية الرابعة إلى نهائيات كأس العالم القادمة.
وقال صحفي رياضي في طهران "سيحتاج الامر لوقت طويل حتى يعود الوفاق بين المشجعين والمنتخب الوطني بعد هذا الخروج المهين من كأس العالم".
وكان الفيفا قد طالب إيران أكثر من مرة سابقة بفصل الاتحاد عن الحكومة ولكن منظمة الرياضة الايرانية أوضحت أنه طبقا للهيكل القانوني في إيران يجب أن يكون الاتحاد دائما جزءا من الحكومة وأنه سيظل هكذا في المستقبل.
وقال صحفي رياضي إيراني "كان من الضروري على الاتحاد الايراني للعبة أن يوضح هذه الزاوية القانوينة قبل كأس العالم وألا يستخدم هذه القضية كذريعة لبدء أزمة سياسية".
وأضاف أن الاتحاد هو الذي أصر قبل سفر المنتخب إلى ألمانيا على لقاء اللاعبين مع الرئيس الايراني.
ووصف دادكان إقالته بأنها "مؤامرة" وقال إن المنتخب الياباني أيضا حصل على نقطة واحدة في كأس العالم وخرج من الدور الاول ولكن لم تحدث ردود أفعال متسرعة مثل هذه في طوكيو.
وقال دادكان في تصريح إلى (إسنا) "السؤال الاساسي هو : من يجب أن يدير شئون الرياضة في إيران ؟ هل هم أناس مثلنا كخبراء رياضيين أم أشخاص مثل علي عبادي وعلى رضا نائبي الرئيس الايراني ؟".
وأضاف دادكان "هؤلاء الاشخاص لم يولوني رئاسة الاتحاد وليس لهم الحق في إقالتي. وفي المستقبل القريب ستكون الاقالة لهؤلاء الاشخاص" في إشارة إلى علي عبادي وعلي رضا نائبي الرئيس الايراني.
وألقى زمان عبادي المتحدث عن الاتحاد الايراني للعبة باللوم على منظمة الرياضة الايرانية ومن ثم على المسئولين السياسيين ووصف تدخلهم بأنه "تدخل غير عقلاني" في شئون الفريق والذي قال إنه سيؤدي إلى "مشاكل نفسية" مع اللاعبين.
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|