روبير باشياني: فــكّر بالاعتــزال فظهـــــــــــــر بصــــــــــــــورة الأبطــــــــ
- كابتن روبير.. وأنت تمضي أكثر من »20« سنة مع كرة السلة.. هل تجد أن اللاعب المخضرم بحاجة لكلمات الإطراء والإعجاب.. أم أنه بلغ حالة الإشباع من المديح والثناء؟
مع ارتفاع عمر اللاعب عليه أن يدرك أمراً هاماً.. فإذا كان يشعر بتراجع مستواه فعليه أن يفكر بالاعتزال.. وأما إن كان يشعر بقدرته على الاستمرار بالعطاء فهو بحاجة في هذه الفترة لكلمات التشجيع التي تعطيه الحماسة للاستمرار ولاسيما إذا كان يتعب على نفسه ويبدي الجاهزية الدائمة، علماً أن للاعب الكبير ميزة هامة وهي قلّة ارتكاب الأخطاء »تورن أوفر« والإحصاء كفيل بكشفها فخبرته تعطيه المزيد من النضج والتوازن في التحرك بالملعب.. لكن للأسف لم أجد فرصة التعبير عن نفسي هذا الموسم ورغم التزامي التام ومستواي الجيد بالتمرين بشهادة الجميع إلا أن المدرب لم يدع لي دوراً في الملعب.. وحتى عندما كان يشركني فكانت مبادرة رفع عتب حيث المباراة محسومة ولا مجال للبت فيها..! وهذا ما خلف لدي حالة من التناقض واليأس ودفعني للتفكير جدياً بالاعتزال لكن المقربين كانوا ينصحوني بالبقاء وطولة البال.. ولن أنسى نصيحة الإداري السابق جوزيف بابازيان حيث قال لي: لاتستعجل فالأمور قابلة للتغيير وسيكون لك دور مؤثر ولاتنسَ أنك كابتن الفريق وأنت الذي ستحمل كأس البطولة.. فكيف تفوّت على نفسك فرصة كهذه!
وبالفعل فقد انقلبت الأحوال وتبدل المدرب وفزنا ببطولة الكأس وكان لي دور مؤثر بالفوز وهذه المباراة بالذات تعني لي الكثير الكثير.. فقد كنت واثقاً من إمكاناتي لكنني كنت أنتظر الفرصة كي أثبت للناس أنني مازلت معطاءً.. والفضل بذلك يعود للمدرب الجديد شريف عزمي الذي أعطاني دوري..
- كلاعبين هل كنتم تتوقعون الوصول للمباراة النهائية بآسيا؟
الثقة كانت موجودة أساساً ولن أبالغ إذا قلت إن فريقنا هو الأفضل محلياً كمجموعة حيث التكامل في الصفوف وتوفر البديل لكل مركز.. لكن الإصابات وعقوبة حكمت حداد أثرت على الفريق وهذا ما خلق لدينا ردة فعل عكسية لإثبات مقدرتنا كفريق يظهر آسيوياً لأول مرة..
- بصراحة.. لو بقي المدرب ثابت حجيج.. فهل كان الفريق سيحقق ما حققه؟
طبعاً لا.. لأن عدداً من لاعبي الفريق لم يكن لهم أدوار بالملعب على أيام ثابت.. وهذه واحدة عليه.. وبصراحة أكثر لم أكن أتوقع نجاح المدرب البديل شريف عزمي بتوليف الفريق خلال فترة زمنية قصيرة جداً..
- في حديث مع مدرب عربي فوجئت بإشادته الكبيرة بالمدرب ثابت حجيج بل إنه اعتبره من نخبة المدربين في يوغسلافيا.. فكيف تفسّر ذلك؟
ثابت مدرب جيد وأعطى أشياء للفريق ولاسيما في البداية لكن عندما دخلنا في جولة البلاي أوف الأولى وبفوزنا بكل مبارياتنا ساد الاعتقاد بأن الفريق سيفوز بالبطولة بسهولة متناهية وهذا خطأ.. فكثر الكلام والتدخلات ومشكلة ثابت أنه يعطي أذنه للآخرين الذين أنهكوه بالمشورات وحاول النزول عند رغباتهم فضاع وضيّع الفريق.
- البعض اعتبر أن هذا الإنجاز تحقق بفضل اللاعبين الأجنبيين واللاعبين المعارين شريف الشريف ورضوان حسب الله وهما يشكلان نسبة 80% من الفريق؟
ما حققه الجلاء سجل باسم السلة السورية.. وأعاد لها سمعتها ووجودها على المنصة الآسيوية وإذا تحدثوا عن الأجانب.. فكل الفرق دعمت صفوفها بلاعبين أجانب وبمستوى أعلى من أجانبنا.. أما بالنسبة لاستعارة اللاعبين فكل الأندية المشاركة استعارت لاعبين من أندية محلية في بلادها.. وأسأل في أية مشاركة آسيوية لم يكن الفريق السوري مستعيناً بلاعبين محليين؟!
أيضاً من الظلم المقارنة بين إمكانيات نادي الجلاء وإمكانات نادي فاست لينك الذي هو بالأساس فريق شركة تتبع لشركة عالمية للاتصالات (MTC) وترصد ملايين الدولارات لفريقها السلوي بدليل أنها تعاقدت مع نخبة لاعبي المنتخب الأردني قبل البطولة بأيام.. تصوروا أن اللاعب الدولي الكبير أشرف سمارة كان موجوداً على كرسي التبديل ولم يلحق به دور المشاركة.. وتخيلوا أن وسطي مرتب اللاعب الأردني »8« آلاف دولار.. فيما وسطي مرتب لاعبنا »400« دولار.!. وراتب لاعبهم الأجنبي لايقل عن »25« ألف دولار.. ووسط هذه المفارقة المادية.. ألا يعتبر ما حققناه إنجازاً كبيراً..
- هذا الإنجاز هل هو نقطة انطلاقة لفريق الأحلام السورية كما يسميه الجلائيون؟
الإنجاز هام.. والأحلام كبيرة.. لكن لا أفضل أن تكون على حساب الغير.. ولا أظن أن عبارة فريق الأحلام السورية تعني سحب نجوم الأندية.. فالجلاء لديه لاعبون بدلاء يمكن الاستفادة منهم وعلى سبيل المثال رامي مرجانة الذي ظهر كأبرز نجوم الدوري بعد أن أخذ فرصة هذا الموسم بالذات والأمثلة كثيرة..
- لكن الإدارة تطمح لبلوغ العالمية بفريق الأحلام؟
صعود السلم يكون »درجة درجة«.. وما حققناه يجب أن تتلوه خطوات لاحقة فالاستمرار في المشاركات الدولية أمر هام ويحقق التطور وعلينا ألا ننقطع عنه..
- خلال الدوري الحالي اتجهت الأنظار نحو الجلاء ففاز الاتحاد بالبطولة.. فماذا تتوقع حدوثه في الدوري القادم؟
التكهنات صعبة.. والمسألة مرهونة بانتقالات اللاعبين ولاسيما أن المفاوضات والتحركات »شغالة« ولا أظن أن تبقى الفرق الكبيرة في برجها العاجي.. فقد يشهد الدوري دخولاً لأحد الفرق الطامحة كالكرامة مثلاً..
- وانتقال شريف عزمي.. هل هو من حسن حظ الجلاء.. أم لسوء حظ الجيش؟
التغيير كان ضرورياً للعزمي بعد أن درب الجيش ثلاث سنوات وهو مدرب كبير وقدير ويمتاز بمعرفته لكل لاعبي الدوري السوري ولديه الحنكة في التعامل مع لاعبيه وإعطائهم حرية التحرك بالملعب وهذا من أسباب نجاحه..
- يُقال إن الخطط التكتيكية للعزمي كثيرة جداً لدرجة أنه يصعب على بعض اللاعبين حفظها؟
في البداية حدث ذلك لدى بعض اللاعبين ولاسيما الذين لم يلعبوا دولياً وخبرتهم القليلة لم تساعدهم في هضمها بسرعة.. لكن فيما بعد انسجم الكل معها..
- وهل صحيح أن العزمي كثيراً ما يقوم بتسمية خطة اللعب خلال الهجمة بدلاً من صانع الألعاب؟
قراءته الذكية للملعب والتحول السريع لدفاع الفريق المنافس يدفعانه لتوجيه الفريق نحو الخطة الهجومية المناسبة لكسر الدفاع الجديد..
- لكن العزمي يصر على إكمال تنفيذ الخطة ، أي تدوير الكرة لحين وصولها للاعب المناسب في المكان المناسب للتسجيل.. ويبدو منزعجاً مع الاجتهاد الفردي من أحد اللاعبين.. فهل هو خروج عن النص؟
الخطة لها عدة احتمالات.. وعندما يجد أحد اللاعبين نفسه في موقع مناسب للتسجيل فمن الطبيعي أن يبادر دون النظر لإكمال الخطة.. ويبقى ما حققه العزمي إنجازاً كبيراً خلال فترة قصيرة.. وهذا دليل الانسجام المشترك بيننا..
- لكنك انسجمت مع العزمي بشكل لايوصف لدرجة أنه أعادك إلى »اللوج«؟
مادمت جاهزاً تدريبياً فقد كنت أنتظر إنساناً مثل العزمي يعطيني الثقة بالملعب مما يضاعف من ثقتي به ويدفعني لإنجاحه والثقة المتبادلة مسألة في غاية الأهمية فكم من اللاعبين الذين يدفعهم عدم الثقة بالمدرب لإفشال المدرب.! فالمحبة أساس النجاح ومثال ذلك فريق الاتحاد الذي قطف البطولة بالمحبة التي زرعها المدرب بلاعبيه وتكاتفهم..
- وهل صرفت النظر عن فكرة الاعتزال؟
عندما يجد اللاعب نفسه قادراً على العطاء فلماذا الاعتزال..
- وحالتنان متناقضتان من الفرح والحزن؟
حزنت على فريق الوحدة لابتعاده عن المنافسة وفرحت للاتحاد لفوزه ببطولة الدوري وهنأته بذلك وأتفاءل بفريق الكرامة وأعتقد أن تكون له كلمة قريبة.
- أفكارك تبدو احترافية بحتة.. فلو عرض عليك الاحتراف خارج نادي الجلاء فهل تقبل؟
تتحدث عن الاحتراف وضروراته.. لكننا مازلنا نتعامل بتحفظ تجاه مسألة الانتقالات حيث يشدنا الانتماء للنادي.. لكن إذا وجدت نفسي قادراً على العطاء.. ووجدت فريقي قادراً على الاستغناء عني فلماذا لا ألعب لفريق محلي آخر؟ عموماً مسألة انتقالات اللاعبين بين أنديتنا مسألة مهمة ومفيدة ويجب أن تخرج أنظمتنا الاحترافية من حالتها الضبابية، وعلى سبيل المثال فما المانع من استغناء الجلاء عن لاعبي »الصف الثالث« الذين لم يجدوا فرصتهم بالفريق.. ولاسيما الصاعدين..
- لدى استلام العزمي فريق الجلاء تخوف البعض من أن يتحول إلى »فريق ميشو« كونه مغرماً بمهاراته الهجومية؟.. فهل حدث ذلك؟
بالعكس تماماً.. فاعتمادنا الكلي على ميشو في الدروي »أيام ثابت« هو الذي أفقدنا البطولة وبالذات في مباراة الاتحاد الحاسمة حيث خرج ميشو من الجو ولم يكن الفريق مهيئاً لاتخاذ الحلول البديلة..
مقابلة في صحيفة الرياضية
في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....
في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....
في البدء كان الكلمة .....
مملكتي ليست من هذا العالم .....
|