فرنسا تضع قدما خارج البطولة
هل يمكن أن تكون حسابات نجوم ومدرب أي فريق بحجم فرنسا سبق له أن فاز بكل البطولات الكبرى في العالم وتحفل صفوفه بنجوم يلعبون في أهم أندية العالم مشوشة إلى الحد الذي ظهر
زيدان
أين واقع المنتخب الفرنسي في كأس العالم الحالية والآمال التي نثرها نجوم الديوك يمينا ويسارا قبل أن يبدأ المونديال؟!
وهل يمكن للبرازيل التي حققت فوزين غير مقنعين أن تواصل طريقها بهذا المستوى إلى النهائي ومن ثم انتزاع البطولة من فرق أظهرت قوة كبيرة مثل الأرجنتين وألمانيا وايطاليا وانجلترا؟!
سؤالين تبادرا إلى ذهن الملايين من محبي الكرتين البرازيلية والفرنسية عقب الأداء المتواضع والتعادل الثمين الذي خرج به الديوك مساء أمس مع كوريا الجنوبية التي كانت أحق قياسا بعدد الفرص التي لاحت لها وسيطرتها على اللقاء بالخروج بنقاط المباراة الثلاثة لتعلن مبكرا رحيل الفرنسيين عن بطولة دخولها وهم يعشمون مشجعيهم بإمكانية الفوز بها.وكذا الفوز الهزيل البرازيل على استراليا التي لا زالت تحبو كرويا بعد مباراة أحرج فيها الكانجارو ملوك السامبا فلم يرقصوا ولم يطربوا وان مروا بسلام إلى الدور التالي بانتظار الأصعب.
التعادل الذي رفع رصيد الفرنسيين إلى نقطتين من لقاءين خلف كوريا الأولى بأربع نقاط وضع بلاد النور على صفيح ساخن بانتظار لقاء توجو وسويسرا اليوم الذي سيكون من حسن حظ الفرنسيين أن ينتهي بالتعادل كونها النتيجة الوحيدة التي تحفظ لهم أمالهم قوية في التأهل إلى الدور التالي حيث ترفع سويسرا رصيدها إلى نقطتين هي الأخرى وتوجو صبح لديها نقطة واحدة تلاقي بها فرنسا في المرحلة الأخيرة بينما تلتقي كوريا مع سويسرا في لقاءين من المتوقع أن يشهدا قتالية عالية لان بطاقة التأهل ستكون في متناول الفرق الأربعة لكن الخبرة قد ترجح كفة الفرنسيين على توجو لترفع رصيدها إلى خمس نقاط ما يعني أن أي نتيجة في اللقاء الآخر ستكون في مصلحتها حيث تتأهل مع كوريا إذا فازت أو تعادلت مع سويسرا وتتأهل مع الأخيرة إذا فازت على كوريا.
ديك على المعاش
وإذا كانت حسابات التأهل النظرية تؤكد أن فرصة فرنسا لا تزال قائمة إلا أن الواقع المزري الذي قدمه نجوم الديوك في لقائهما في البطولة حتى الآن يقول أن الديك الفصيح وضع قدما خارج البطولة بالفعل بعدما فقد قدرته على الصياح أو مشاكسة الدجاج وظهر مثل ديك على المعاش ينتظر مساعدات من الآخرين للتحرك فلا لياقة بدينة ولا تفاهم أو انسجام ووضح تماما في اللقاءين الذين خاضهما الفرنسيون أن هناك انفصال تام بين النجوم القدامى مثل زيدان وهنري وتورام وبين باقي اللاعبين الذي لم يلعب اغلبهم مع هؤلاء النجوم من قبل إلا مرات نادرة خصوصا زيدان وتورام وماكليلي الذي عادوا من الاعتزال قبل شهور قليلة ولم يخوضوا مع المنتخب سوى مباريات معدودة وبدا الفريق مثل الجيش الذي ضم خيرة جنود العالم لكن بلا أي تفاهم أو وسيلة له ما جعل كل يغني على ليلاه في الملعب ولا أجد تعبيرا هنا اصدق عن تلك الحالة مما قاله هنري قبل لقاء كوريا أمس حينما سأله محرر صحيفة الايكيب الفرنسية الرياضية عما إذا كان يفتقد تريزيجيه بجواره أو حتى مهاجم ثان صريح فقال بلا مبالاة "لا تفرق معي"!.
والمؤكد أن ما قدمه زيدان ورفاقه حتى الآن يثبت الحكمة القديمة التي ننساها جميعا وهي أن الطريق إلى البطولة لا يمر فقط عبر النوايا الطيبة حيث لا تكفي رغبة زيدان وتورام في الفوز بالبطولة لتكون ختاما لمشوارهما الدولي للفوز الفعلي ولا أريد أن يغضب محبي الفريق الفرنسي عندما أصارحهم بان ما قدمه الديوك لا ينبئ بأي خير لهم في البطولة، وإذا كانوا يحجلون ويتنفسون صناعيا أمام الفرق الضعيفة فماذا سيفعلون أمام وحوش الكرة في الأدوار التالية وربما هذا الإحساس باليأس هو ما دفع احد محبي الكرة الفرنسية وهو كونجولي التقيته في احد مقاهي دبي مساء أمس للقول انه من الأفضل أن تخرج فرنسا من الدور الأول بصعوبة عن أن تلقى هزيمة وهينة في الدور التالي.وما قاله يؤكد حقيقة واحدة أن توالي المباريات ومرور الأيام المونديالية تخفض أحلام الفرنسيين في البطولة شيئا فشيئا.
سامبا غير راقصة
أما البرازيل التي نشرنا في إيلاف ثلاث حلقات توقعنا فيها إلا تفوز كأس العالم لأسباب موضوعية وفنية وأخرى لها علاقة بالأرقام أوردناها من باب الطرافة فلم تقدم حتى الآن ما يقنع احد بقوتها على خلاف القوى الكروية الكبرى الأخرى مثل الأرجنتين التي أمتعت عشاقها بوجبة غاية في الدسامة على صربيا وأسبانيا التي اكتسحت أوكرانيا وايطاليا التي فازت وتعادلت لكن قدمت الحد الأدنى من الكرة التي ترضي عشاقها وانجلترا التي تلعب بأقل مجهود وتفوز به أيضا في انتظار اكتمال الصفوف بعودة روني بقوة.
أما كرواتيا خطفت البرازيل هدفا وفشلت كرواتيا في معادلته رغم سيطرتها على اغلب فترات المباراة أما أمام استراليا التي نشرت إحدى الصحف الأسبانية عشية أقامتها أن راتب رونالدينيو وحده يعادل رواتب لاعبيها ال23 المقيدين في قائمتها المونديالية كاملة، في هذه المباراة حدث احد الأشياء التي اشرنا إليها في حلقات البرازيل وهي الصعوبة التي أوجدها الاندفاع البدني الاسترالي للبرازيليين وهي أيضا نقيصة اعترف بها كارلوس البرتو لكنه خفف من أثرها وقال أن البرازيل لن تخوض سباقا بدنيا مع أي فريق لان لديها من الفنيات ما يجعلها تبتعد عن ذلك.
ورغم فوز البرازيل بهدفين نظيفين إلا أن كل من شاهد اللقاء خرج مستاء من أداء السامبا وغير مقتنع بقدرة عواجيز البرازيل على مواصلة المشار حتى النهاية أمام منتخبات تجمع بين الفن والقوة مثل الأرجنتين أو القوة والقتالية والمعنويات العالية مثل ألمانيا.
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
|