كسينجر : صعب تحديد الشعور الذى يدفع العالم الى عشق كرة القدم
أكد هنرى كسينجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق أن أغلب مشجعى كرة القدم سيجدون صعوبة فى وصف الشعور الذى يدفعهم الى الافتتان بكرة القدم الى الحد الذى يدفعهم لترتيب جدول مواعيدهم بما يتوافق مع متطلبات مباريات كأس العالم.
وقال كسينجر فى مقال نشرته مجلة "نيوزويك " الامريكية أن البعض سيشير بكل تأكيد الي ارتباطهم العاطفى بفريقهم المفضل وهو الامر الذى يختلف فى الولايات المتحدة التى يرتبط فيها الجمهور بفرق كرة القدم الامريكية بشكل يصل الى حد التعصب.
وأوضح كسينجر أن الانفعالات التى تثيرها الفرق المحلية تشبه تلك التي تثيرها المنتخبات الوطنية والتي تشبه اندفاع المياه عبر شلالات نياجرا بشكل ثائر.
وأشار كسينجر الى أن الفرق المحلية تلعب مرة واحدة اسبوعيا على الاقل فى الفترة ما بين أغسطس من كل عام ويونيو من العام الذى يليه بينما تلعب المنتخبات الوطنية أقل من ذلك بكثير وتلتقى معا مرة واحدة كل أربع سنوات فى كأس العالم.
وأكد وزير الخارجية الامريكى الاسبق انه لايوجد هامش للخطأ أو مجال لتأجيل التعاطف فالمنتصر هو البطل والمهزوم يعاني مما اسماه الشعور ب"العزلة الانسانية".
وأضاف أن مداعبة الكرة بالقدم فى ملعب يبلغ طوله 110 ياردات فى مواجهة مرمى مقابل تتطلب مهارات تشبه رقص الباليه .. مشيرا الي أن الفرق التي تركز على المهارات الفردية مثل البرازيل تدهشك ببراعتها وفى بعض الاحيان تفتنك بمهارات لاعبيها الفردية والجمالية من أجل تسجيل الاهداف ويعمدون الي التغلب على العقلية الفردية من أجل الفكر الخططي الجماعى.
وأكد كسينجر ان لاعبين قلائل -أمثال الارجنتينى مارادونا الذي قام بالمرور بالكرة من أربعة أو خمسة لاعبين انجليز في نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986 ليسجل واحدا من أشهر الاهداف فى تاريخ كأس العالم - يمكنهم التسجيل عن طريق جهودهم الفردية الا انه يعود ليؤكد أن الفوز بالمباريات يتحقق بالجهد الجماعى.
وألمح هنرى كيسنجر الى أن أعظم لاعبى العالم مثل زين الدين زيدان والالمانى فرانز بيكنباور بلغوا أعظم المراتب وأعلى الدرجات بمهاراتهم الخارقة المتمثلة في توزيع الكرة الي زملائهم في الفريق بطريقة لا يمكن تصديقها من حيث صعوبتها وتنم عن ثقة بالنفس والقدرة على الحسم.. مؤكدا أن كرة القدم فى أعلى مراتبها تساوى التعقيد متخفيا في ثياب البساطة.
ويقول كسينجر أنه ومع مرور العقود أصبحت اللعبة أكثر ميلا للنواحى التكتيكية .. مشيرا الي أنه منذ أن بدأ فى تشجيع كرة القدم فى بلدة فورث الصغيرة بجنوب المانيا كانت طريقة اللعب تتمثل فى وجود خمسة مهاجمين وثلاثة مدافعين واثنين كخط دفاع وهو ما نجم عنه زيادة فى أعداد المهاجمين على المدافعين مع الأخذ في الاعتبار أن اللاعبين لم يكونوا مؤهلين بالدرجة التي عليها الحال فى يومنا حيث كانوا يلتزمون بمواقعهم المكلفين بها فقط.
وأضاف كيسنجر أن تغييرات جوهرية دخلت على شكل انتشار اللاعبين فلم يعد يزيد عدد المهاجمين عن اثنين الا نادرا فيما يتم توزيع بقية اللاعبين بطرق مختلفة أقرب ما تكون الى الدفاع ومن بينها طريقة 4-4-2 التي تعد الاكثر شيوعا في عالم كرة القدم.
وأوضح أن النتيجة تمثلت فى ايجاد ما يسمى بالكرة الجماعية فمهما يكن المركز الذى يكلف به أى لاعب فان لديه مهمة اضافية تتمثل فى تدعيم مركز الجذب أو محور الأحداث فى الملعب سواء أكان فى الهجوم أو الدفاع حسبما يترأى له وحسبما يفرض عليه الموقف.
وشدد وزير الخارجية الامريكى الأسبق على أن النتيجة المحتومة لذلك تمثلت فى تزايد صعوبة تسجيل الأهداف وزيادة سيطرة الدفاع على الهجوم حيث تلعب كافة الفرق خاصة المنتخبات الوطنية حاليا من أجل عدم الخسارة فى المرتبة الأولى.
وأشار الى انه فى ظل كون المواقع التى يسهل منها التسديد على المرمى والتى يمكن من خلالها تسجيل أهداف تبدو محدودة فان الدفاع المنضبط يمكن أن يشكل فى بعض الاحيان عائقا أمام فريق يتسم بالتفوق المهارى والفنى .. موضحا أن هذه الطريقة هى التى تمكن بها مدرب منتخب اليونان من التغلب على المنتخب البرتغالي في نهائي كأس الامم الاوروبية عام 2004 وهو ماسبقه اليه المنتخب الالماني "المنضبط" عندما تمكن من التغلب على المنتخب الهولندي "الرائع" في كأس العالم عام 1974.
وقال كيسنجر ان النهائيات السبعة التى شاهدها مكنته من متابعة اداء البرازيل والمانيا في حين لم يتمكن من رؤية ايطاليا سوى ثلاث مرات فيما اكتفى بمشاهدة هولندا والارجنتين مرتين ومرة واحدة اختص بها فرنسا.
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|