
قدم المنتخب الغاني أروع العروض الأفريقية حتى الآن في المونديال، واستطاع أن يتغلب على نظيره التشيكي بهدفين مقابل لا شيء، في ثاني مباريات الفريقين في منافسات المجموعة الخامسة، التي استضافها ملعب راين إينيرجيا بمدينة كولون الألمانية.
أفتتح أساموا جيان أهداف المنتخب الغاني في الدقيقة الثانية من المباراة، مسجلاً أسرع أهداف المونديال الألماني حتى الآن، وأختتم سولي منوتاري أهداف المباراة بإحرازه الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بسبع دقائق من تسديدة قوية بقدمه اليسرى.
كما شهدت المباراة طرد اللاعب التشيكي توماس أويفالوسي في الدقيقة 65، وضياع ضربة جزاء لغانا، سددها جيان أساموا في القائم الأيسر للحارس التشيكي بيتر تشيك.
وباتت تشيكيا في خطر عدم التأهل إلى الدور الثاني حيث ستصطدم بايطاليا في مباراتها الثالثة، بينما ستواجه غانا الولايات المتحدة.
واستحقت غانا الفوز اليوم لأنها كانت الأفضل على مدار الشوطين باستثناء بعض الدقائق التي سيطرت فيها تشيكيا على المجريات، ويقينا لو أن لاعبو غانا مايكل إسيان وماثيو أمواه وأسامواه جيان أحسنوا استغلال الفرص التي سنحت لهم لانتهت المباراة بنتيجة كبيرة لصالح الفريق الأفريقي.
في المقابل ظهرت ثغرات واضحة في الدفاع التشيكي الذي عجز أفراده عن إيجاد حل لسرعة الغانيين، وتركوا الحارس بيتر تشيك يتحمل العبء في معظم الأحيان، فصد أكثر من هدف أكيد، لكنه لم يستطع تجنيب منتخب بلاده الخسارة.
وأجرى مدرب غانا الصربي راتومير ديوكوفيتش تغييرات ملحوظة في تشكيلته منتخبه فأبقى مدافع روما الإيطالي وأكثر اللاعبين الغانيين خبرة سامي كوفور احتياطيا، وأشرك بدلاً منه محمد حبيب (22 عاما) والذي لا يحمل في سجله أي مباراة دولية حتى الآن.
وشهدت تشكيلة التشيك مشاركة المهاجم لوكفينتش بدلاً من العملاق يان كولر الذي تعرض لإصابة في المباراة الأولى، كما استمر غياب المهاجم الأخر ميلان باروش، هداف كأس أمم أوروبا الأخيرة لنفس السبب.
قدم المنتخبان شوطاً أول جيد المستوى، تبادلا فيه السيطرة على المجريات والفرص الخطرة وكان بإمكان أي منهما التسجيل أكثر من مرة لكن غانا أنهته متقدمة عبر جيان الذي سجل أسرع هدف في مونديال ألمانيا حتى الآن.
ففي الدقيقة الثانية، تلقى جيان كرة على مشارف المنطقة، فاستقبلها على صدره بين مدافعين، وسددها بيسراه قوية على يسار الحارس بيتر تشيك.
واحتاج المنتخب التشيكي إلى بعض الوقت لكي يدخل في أجواء المباراة خصوصا أنه وجد نفسه متأخرا في وقت مبكر، لكنه فشل في فرض إيقاعه كما فعل في المباراة الأولى ضد الولايات المتحدة.
وفي الدقيقة 12، انطلق توماس روزيكي بالكرة ومررها إلى بافل ندفيد الذي تابعها بيسراه لكن الحارس الغاني ريتشارد كينغستون سيطر عليها، ثم انطلق الغانيون بهجمة بعد دقيقتين وصلت منها الكرة إلى ستيفان أبيا الذي سددها قوية مرت قريبة جدا من القائم الأيسر.
وتبادل الطرفان الهجمات، فأرسل كاريل بوبورسكي كرة من الجهة اليمنى في الدقيقة 30 مرت أمام المرمى الغاني من دون أن تجد من يتابعها، ثم تلقى ماثيو أمواه تمريرة داخل المنطقة في الدقيقة 31 فاستدار وسددها بطريقة رائعة لكنها تابعت طريقها إلى يسار المرمى التشيكي.
وكاد جيان أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 32 إثر هجمة منسقة وصلت على أثرها الكرة إليه داخل المنطقة، فأرسلها باتجاه المرمى لكن الحارس انقض عليها في اللحظة المناسبة.
وأرسل أبيا قذيفة لامست القائم الأيمن في الدقيقة 40، قبل أن يهدر المنتخب التشكيي أخطر فرصه قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، إثر تمريرة من ندفيد إلى بوبورسكي المنطلق من الجهة اليمنى، الذي أرسلها عرضية لم يتمكن روزيكي من متابعتها في الشباك.
وكان من الطبيعي أن يهاجم المنتخب التشيكي في الشوط الثاني لإدراك التعادل على الأقل، وتكفل ندفيد وروزيكي بتوزيع الكرات لكن النهاية الهجومية لم تكن بالدرجة المطلوبة، وفي المقابل كانت الهجمات الغانية المرتدة خطيرة جدا حيث افلت مرمى التشيك من أكثر من هدف.
وفي الدقيقة 52، انطلق جيان بالكرة ثم سدد كرة أبعدها تشيك ببراعة إلى ركنية، ثم وصلت الكرة إلى التشيكي روزيكي في الدقيقة 56، سددها باتجاه المرمى لكن الحارس لمسها بأطراف أصابعه مبعدا الخطر.
وكادت أحدى الهجمات المرتدة تثمر هدفا ثانيا لغانا عندما حصلت على ركلة جزاء في الدقيقة 67، لتعرض ماثيو أمواه إلى عرقلة داخل المنطقة من قبل أويفالوسي، الذي تلقى البطاقة الحمراء، وانبرى لها جيان لكنه سدد الكرة بالقائم الأيسر.
وكانت ركلة الجزاء نقطة تحول في مجريات المباراة، حيث انهالت بعدها فرص غانا على المرمى التشيكي، لكن الحارس تشيك حال دون اهتزاز شباكه مرة ثانية، وفي اخطر المحاولات ابعد كرة سددها أمواه من على بعد أمتار قليلة، ثم تدخل لإبعاد كرة قوية من إسيان في الدقيقة 78، قبل أن يوقف كرة من أساموا أمام المرمى مباشرة في الدقيقة 79.
وبعد وابل من الفرص من مختلف الجهات، نجح الغانيون قبل نهاية المباراة بسبع دقائق في هز الشباك مرة ثانية إثر كرة من الجهة اليمنى وصلت إلى جيان ومنه إلى سولي مونتاري الذي وضعها بقوة في الزاوية اليسرى لمرمى التشيك.
وأنقذ كينغستون مرماه من هدف أكيد في الوقت بدل الضائع إثر كرة رأسية لسيونكو، أبعدها في الرمق الأخير إلى ركلة ركنية.
أرقام وإحصاءات
أرقام وإحصاءات المباراة، تظهر التفوق الكبير للمنتخب الغاني في النواحي الهجومية وخاصة التسديد على المرمى بينما ظهر المنتخب التشيكي بعيدا تماما عن المستوى الذي ظهر عليه في مباراته الأولى.
فقد تراجع أداء التشيك في جميع النواحي الهجومية وخاصة التسديد على المرمى, حيث سدد لاعبو التشيك 10 تسديدات على المرمى في لقائهم الماضي أمام أمريكا فيما انخفض العدد إلى 3 فقط في هذا اللقاء
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي