[صياد الطيور]

هل هي نوع جديد من الانفلونزا تلك التي ضربت ديوك فرنسا في مقتل فلم يظهروا بمستوى يقنع المشاهدين انهم امام فريق يسعى بجدية للمنافسة على الفوز بكأس العالم ؟! سؤال تبادر الى اذهان العديدين وهم يتابعون احداث مباراة فرنسا وسويسرا التي انتهت احداثها يوم الثلاثاء بالتعادل السلبي العادل ورسمت الآلاف من علامات الاستفهام حول قدرة الفرنسيين على المنافسة على اللقب حيث بدا الفرنسيون الذين دخلوا المباراة دون تريزيغيه الذي يبدو ان دومينيك لا يفضله الا في اوقات الازمات - وكأن مباراة اليوم لم تكن كذلك- وكأنهم مصابون بفيروس بدني وفني معد .ولم يظهر اغلب نجومه بمستواهم فلم يتحرك زيدان كثيرا رغم الآمال المعقودة عليه ولم يكن هنري فعالا كعادته في الارسنال فأضاع كرات كثيرة اسهل بكثير من انصاف الفرص التي يسجل منها في ناديه الانجليزي ولا اعلم هل يحتاج ذلك المهاجم الفذ للشعور بانه النجم المدلل حتى يخرج كل ما في جعبته مثلما هو الحال في لندن ام ان المسألة مجرد سوء حظ؟!
المباراة يمكن اختصار تحليلها في عبارة واحدة انه كانت بين فريقين اولهما فرنسي يريد الفوز لكنه لا يقدر على تحقيقه واخر سويسري يملك فرصة الفوز لكنه لم يسع اليه.
بداية المباراة كانت باردة على غير التوقعات خصوصا من الفرنسيين، فإذا كان الهدوء اسلوبا منطقيا للفريق السويسري الشاب في مواجهة منافس اكثر خبرة واستعدادا وامتلاء بالاسماء التي تبعث الرعب في القلوب فان هدوء الديوك كان محيرا لمحبيها الذين راحوا يسلون وقتهم وهم يتابعون احداث الشوط الاول الممل بعلبة التخمينات حول سبب هذا الهدوء، ومنهم من اكد ان كبر سن لاعبي فرنسا في الملعب قياسا بخصومهم يؤثر على عطائهم البدني، وآخر يقول ان نجوم الازرق الخبراء لا يريدون اهدار طاقتهم في الشوط الاول حتى لا ينفرد بهم السويسريون في الثاني خاصة مع حرارة الجو العالية، وثالث يلمح الى مغامرات المدرب دومينيك غير المفهومة التي جعلته يبقي تريزيغيه هداف اليوفنتوس الى جواره على الخط لصالح ويلتورد الذي لم يكد يظهر طوال الشوط الاول وكذا اصراره على الاستعانة بالعجوز بارتيز ليحرس مرمى الديوك على حساب ريمون الافضل مستوى.
زيدان حاول كثيرا في مباراة سويسرا احداث الشوط الاول مرت بطيئة بشكل عام ولم يرض الفرنسيون محبي الكرة الجميلة حيث لعبوا ببطء شديد وتثاقل ولم يبد عليهم انهم مستعدون بدنيا على الاقل للنزال العنيف الذي ينتظرهم في البطولة، ومع ذلك سنحت لهم عدة فرص خطيرة نتيجة الخضة التي انتابت لاعبي سويسرا لكن هنري تكفل باضاعتها كلها وكانت اخطرها الكرة العرضية التي ارسلها ريبيري من جهة اليمين بعدما قطع الكرة من مدافع سويسرا لكن هنري الذي استلم الكرة عند نقطة البنالتي سددها فارتطمت بيد المدافع ولم يحتسب الحكم شيئا.
وكرة اخرى من انفراد بعد عملية ناجحة لضرب مصيدة التسلل لكن هنري سددها بتعال في يد الحارس.
في المقابل سنحت لسويسرا فرصة ذهبية بكل المقاييس حين مرت ضربة حرة رفعها فوغل من فوق رؤوس الجميع لترتطم بالقائم وتتهيأ امام فراي الذي اطاح بها بعيدا.
الشوط الثاني كان واحدا من اسوأ الاشواط ليس في هذه البطولة وانما قد يكون في تاريخ كأس العالم كله اذ اكتفى الفريقان بتناقل الكرة في وسط الملعب دون أي خطورة حقيقية على المرميين الا بالصدفة مثل كرة فراي التي سددها برأسه فارتدت من بارتيز وكرة اخرى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من ضربة حرة ارتقى لها فراي مجددا لكنه بدلا من ان يسددها برأسه او يتركها لزميله القادم من الخلف وضع يده فيها على الطريقة المارادونية فاستحق انذارا بدلا من الهدف.
اما فرنسا فلم تقدم طوال الشوط الثاني ما يشفع لها ان تكون بين الطامحين الى اللقب حتى ان الكرة الخطرة الوحيدة طوال هذا الشوط كانت في الدقيقة الاخيرة حين تهيأت الكرة لدوراسو البديل داخل المنطقة فسددها قوية بجوار القائم، وغير ذلك اختفى هنري وزيدان وفييرا وبدا عليهم جميعا الارهاق الشديد.
وتنتهي المباراة من دون ان تشهد أي هدف ولا تثير أي شعور سوى بالاشفاق على فريق كان يوما بطلا للعالم..!
سطور المباراة .
المباراة: فرنسا - سويسرا صفر-صفر
الدور: الاول
المجموعة: السابعة
الملعب: غوتلييب دايملر ستاديوم في شتوتغارت
الجمهور: 52 الف متفرج
الحكم: الروسي فالنتين ايفانوف

الانذارات:
فرنسا: ابيدال (64) وزيدان (72) وسانيول (90)
سويسرا: مانيان (42) وبارنيتا (45) وديغن (56) وكاباناس (72) وفراي (90)

التشكيلتان:
- فرنسا: باريتز- ابيدال وتورام وغالاس وسانيول- فييرا وماكيليلي وريبيري (ساها) وزيدان- ويلتورد (دوراسو) وهنري
- سويسرا: زوبربوهلر- مانيان وسنديروس وديغن وبارنيتا ومولر (دجورو) وفوغل وكاباناس وفيكي (مارغيراتس) وفراي وستريلر (غيغاكس).
.