في مفاجأة ربما لم يكن يتوقعها جوس هيدنيك مدرب الفريق الاسترالي نفسه فاز ابناء الكانجارو على اليابان في اول واخر ديربي اسيوي في كأس العالم بثلاثة اهداف لهدف واحد، المفاجأة ليست في فوز الاستراليين الذين يضعهم الكثير من أبناء القارة الصفراء في موقع الصدارة على القارة التي انضموا اليها رسميا قبل عدة اشهر وانما في ظروف الفوز حيث كانت احداث المباراة تشير الى ان اليابانيين في طريقهم لتحقيق النقاط الثلاثة الاولى لهم في البطولة بعدما تقدموا بهدف في الدقيقة 26 واحتفظوا بها حتى الدقيقة الرابعة والثمانين دون ان يقدم الاستراليون ما يدل على جديتهم في تحقيق التعادل او الفوز الذي رشحتهم المراهنات له بنسبة 3 الى 1 لكن ست دقائق مجنونة قلبت المباراة رأسا على عقب بحيث انتهت تلك النهاية الدرامية التي تقترب في عنفوانها من نهايات مسرحيات شكسبير الشهيرة.بدأت المباراة التي اشرنا الى انها دخلت تاريخ البطولة الاهم في العالم ليس طبعا لقوة طرفيها ولا لمراقبة حشد النجوم الموجود في صفوف كلا منهما كما هو الحال في فرق الدرجة الاولى عالميا وانما لانها اول واخر ديربي غير اوروبي ضمن كأس العالم اذ يقضي نظام القرعة بابعاد فرق اسيا وافريقيا واميركا الجنوبية عن بعضها البعض في الادوار التمهيدية ما عدا المنتخبات الاوروبية باعتبار ان ممثليها في البطولة الذين يصلون الى ستة عشر فريقا لا يمكن ابعادهم عن بعضهم في هذا الدور لانهم يصلون الى ضعف عدد مجموعات البطولة، لكن لان استراليا التي تأهلت عن قارة اوقيانوسيا ثم مباراة فاصلة مع اوروجواي انتهت لمصلحتها بضربات الترجيح انضمت بعد تأهلها الى قارة اسيا كرويا ما يعني انها واليابان ستتنافسان ضد بعضهما البعض من الان فصاعدا على بطولة الامم الاسيوية والبطاقات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم.
وفي التفاصيل فان المباراة التي اقيمت على استاد فرتيز والتر بمدينة كايزر سلاوترن في افتتاح لقاءات المجموعة السادسة يصح فيها الحكمة العربية المأثورة ان من يضحك اخيرا يضحك كثيرا اذ بدأت المباراة يابانية خالصة وسط ارتباك استرالي بلا داع اللهم الا رهبة اللاعبين من المشاركة للمرة الاولى في بطولة العالم على اعتبار ان االمرة السابقة كانت منذ 32 عاما واغلبهم لم يكن قد ولد بعد، ترتطم الكرة بالجدار وهجمة سريعة لليابان في اول دقيقة تحصل منها على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء الاسترالية لكنها تضيع.
ويحاول الفريق الاسترالي دخول اجواء اللقاء دون جدوى بينما تتزادي سيطرة اليابانيين على مجريات المباراة ويشنون عدة هجمات لكنها تفتقد للمسة الاخيرة.
فرحة كبيرة للاعبي استراليا ووسط سيل الهجمات اليابانية التي بدا انها رسالة من ابناء الكيمونو الى اخوانهم الاسيويين المذعورين من انضمام استراليا الى قارتهم العجوز بان القوى التقليدية الاسيوية لا تزال في مكانها المتقدم يسجل ناكامورا هدف اليابان الاول من كرة قوية سددها من خارج منطقة الجزاء الى المرمى مباشرة في الدقيقة 26.
بعد الهدف ورغم المحاولات الاسترالية للتعادل الا ان هيدنيك ورجاله فشلوا في اقناع المتابعين للقاء بجديتهم في تحقيق ذلك حيث مال لعبهم الى البطء الشديد ربما لارتفاع حرارة الجو،
وفي الشوط الثاني ورغم انهم كانوا اكثر امتلاكا للكرة في نصف ملعب اليابان الا انهم لم يشكلوا خطورة حقيقية وغاب عن هجماتهم ما يسمى في كرة القدم الشراسة الهجومية، ولعل ما ساعدهم على امتلاك زمام المباراة التراجع الغريب للمنتخب الياباني والذعر الذي ادار به زيكو اللقاء لدرجة انه دفع بلاعب مدافع في بدايات الشوط الثاني وكأنه لا يريد الهجوم. والاغرب مما فعله زيكو ان لاعبي استراليا وقفوا يتفرجون على المباراة وهي تضيع منهم خصوصا مع تألق الحارس الياباني الا ثماني دقائق مجنونة كما اشرنا اضاعت كل شيء من اليابانيين واعطت كل المجد لاستراليا، الدقائق المجنونة بدأت قبل نهاية اللقاء بست دقائق حين سجلت استراليا هدفا عجيبا من زحمة امام المرمى وخروج خاطيء للحارس المتألق عن طريق لاعب الوسط كاهيل. ولم يكد اليابانيون يستوعبون صدمة التعادل حتى عاجلهم كاهيل نفسه بهدف ثان من تسديدة من خاجر المنطقة لا تدخل الا في فرق العالم الثالث اذ انه استلم الكرة وعدلها وسار بها مترا داخل قوس الجزاء الياباني دون ان يزاحمه مدافع واحد او يضغط عليه وهي امور الكرة الحديثة منها براء، وكان منطقيا بعد ان فعل كاهيل كل هذا ان يسدد كرة محكمة يسجل منها هدف التقدم.
لقطة من مباراة اليابان واستراليا الغريب ان تلك الدقائق شهدت اثارة كروية لم تشهدها المباراة كلها حيث كاد اليابانيون ان يتقدموا قبل هدف استراليا الثاني بدقيقة حين دخل ناكامورا المنطقة وراوغ مدافعا ثم الثاني لكنه تعرقل دون ان يحتسب الحكم المصري شيئا ثم تسديدة قوية من خارج المنطقة لتاكاهارا بجوار القائم.
وفي الدقائق الثلاثة التي احتسبها عصام عبد الفتاح بدلا من الوقت الضائع يستغل الويزي اندفاع اليابانيين الهجومي للتعويض وينفرد بالحارس ويسجل هدف القتل الرحيم للمباراة معلنا تسجيل اول فوز لاستراليا ليس في تلك البطولة فقط وانما على مدى تاريخها في كأس العالم حيث كانت قد لقيت ثلاث هزائم في مشاركتها الوحيدة قبل 32 عاما.
المباراة: استراليا - اليابان 3-1
الدور: الاول
المجموعة: السادسة
الملعب: فريسفالتر ستاديوم في كايزرسلوترن
الجمهور: 46 الف متفرج
الحكم: عصام عبد الفتاح
الاهداف:
استراليا: كاهيل (84 و89) والويزي (90)
اليابان: ناكامورا (26)
الانذارات:
استراليا: غريلا (34) ومور (57) وكاهيل (69) والويزي (77)
اليابان: مياموتو (31) وتاكاهارا (40) ومونيوا (6
التشكيلتان:
- استراليا: شفارتسر- ايمرتون ومور (كينيدي) ونيل وتشيبرفيلد- كيويل وغريلا وويلكشير (الويزي)- كولينا وبريشيانو (كاهيل)- فيدوكا
- اليابان: كاواغوتشي- تسوبوا (مونيوا ثم اوغورو) وميياموتو وناكازاوا- كومانو وفوكونيشي وناكاتا وسانتوس- ناكامورا- تاكاهارا وياناجيساوا (اونو)
زيكو مستاء من الخسارة
وأعرب مدرب المنتخب الياباني لكرة القدم البرازيلي زيكو عن استيائه لخسارة فريقه امام استراليا 1-3 اليوم الاثنين في كايزرسلوترن في الجولة الاولى من منافسات المجموعة السادسة ضمن نهائيات كأس العالم التي تستضيفها المانيا حتى التاسع من تموز/يوليو المقبل.
وانتقد زيكو بشدة لاعبيه الذين تراجعوا الى الدفاع بعدما تقدموا 1-صفر، وقال "لم نفعل اي شىء بعدما تقدمنا"، مضيفا "حصلنا على فرصتين حقيقيتين للتسجيل من هجمتين مرتدتين، لكننا فشلنا في استغلالهما:.
وتابع "في كرة القدم عندما تفشل في استغلال فرص التسجيل فان الامر يرتد عليك وتستقبل شباكك اهدافا وذا ما حصل لنا اليوم".
وختم "من الصعب هضم الطريقة التي نجحت بها استراليا في قلب تخلفها امامنا الى فوز"
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي