الموضوع: نزار قبانى
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/06/2006   #139
شب و شيخ الشباب ameen
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ameen
ameen is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
في قلب الحدث
مشاركات:
1,031

إرسال خطاب MSN إلى ameen
افتراضي


عزفٌ منفردٌ على الطبلة

1
الحاكمُ يَضْرِبُ بالطَبْلَهْ
وجميعُ وزارت الإعلام تَدُقُّ على ذاتِ الطبلَهْ
وجميعُ وكالاتِ الأنباء تُضَخِّمُ إيقاعَ الطَبْلَهْ
والصحفُ الكُبْرى.. والصُغْرَى
تعمل أيضاً راقصةً
في ملهى تملكهُ الدولَهْ!.
لا يُوجَدُ صَوْتٌ في المُوسيقى
أردأُ من صَوْت الدولَهْ!!.
الطَرَبُ الرسميُّ يُبَاعُ على العَرَباتْ
مثلَ السَرْدينِ..
ومثلَ الشاي..
ومثل حُبُوب الحَمْلِ..
ومثلَ حُبُوب الضَغْطِ..
ومثلَ غيار السيّاراتْ
الكّذِبُ الرسميُّ يُبثُّ على كُلِّ الموجاتْ..
وكلامُ السلطة برَّاقٌ جداً..
كثيابِ الرقَّاصاتْ...
لا أحدٌ ينجُو من وصْفَات الحُكْمِ ،
وأدويةِ السُلْطَهْ..
فثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ الأكلْ
وثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ صلاة الظُهْرْ
وثلاثُ ملاعقَ بَعْدَ صلاةِ العصرْ
وثلاثُ ملاعقَ.. قَبْلَ مراسيم التشييع ،
وقبل دُخُول القبرْ..
هل ثمّةَ قَهْرٌ في التاريخ كهذا القهرْ ؟
الطَبْلةُ تخترقُ الأعصابَ،
فيا ربّي : ألْهِمْنَا الصبرْ..
3
وتُجيدُ النَصْبَ.. تجيد الكَسْرَ.. تجيدُ الجرَّ..
تجيدُ استعراضَ العَضَلاتْ
لا يوجدُ شعرٌ أردأُ من شِعْرِ الدولَهْ
لا يوجدُ كَذِبٌ أذكى من كَذِبِ الدولَهْ..
صُحُفٌ. أخبارٌ. تعليقاتْ
خُوَذٌ لامعةٌ تحت الشمسِ،
نجومٌ تبرق في الأكتافِ،
بنادقُ كاذبةُ الطَلَقَاتْ..
وطنٌ مشنوقٌ فوق حبال الأنتيناتْ
وطنٌ لا يعرفُ من تقنية الحرب سوى الكلماتْ
وطنٌ ما زالَ يذيعُ نشيدَ النَصْر على الأمواتْ..
4
الدولةُ منذ بداية هذا القرن تعيدُ تقاسيمَ الطبلَهْ
"الشُورى – بين الناس – أساسُ الملكْ"
"الشعبُ – كما نصَّ الدستورُ – أساسُ الملكْ"
يا ربَّ الكون شبعنا من ضَرْبِ الطَبْلَهْ..
لا أَحَدٌ يرقُصُ بالكلمات سوى الدولَهْ..
لا أحدٌ يَزْني بالكلماتِ،
سوى الدولَهْ!!
"القَمْعُ أساسُ الملكْ"
"شَنْقُ الإنسان أساسُ الملكْ"
"حكمُ البوليس أساسُ الملكْ"
"تجديدُ البَيْعَة للحكَّام أساسُ الملكْ"
"وضْعُ الكلمات على الخَازُوقِ
أساسُ الملكْ..."
طبلَهْ.. طبلَهْ..
والسلطةُ تعرض فِتْنَتَها
وحُلاها في سوق الجملَهْ..
لا يوجد عُرْيٌ أقبحُ من عري الدولَهْ...
5
طَبْلَه.. طَبْلَه..
وطنٌ عربي تجمعُهُ من يوم ولادته طبلَهْ..
وتفرَقُ بين قبائله طبلَهْ..
وأهلُ الذِكْر، وقاضي البلدة..
يرتعشونَ على وَقْع الطَبْلَهْ..
الطَرَبُ الرسميُّ يجيء كساعاتِ الغفلَهْ
من كلِّ مكانْ..
والطربُ النفطيُّ يحاولُ تسويقَ الإنسانْ
سعرُ البرميلِ الواحدِ أغلى من سعر الإنسانْ
الطربُ الرسميُّ يعادُ كأغنية الشيطانْ
وعلينَا أن نهتزّ إذا غنَّى السلطانْ
ونصيحَ – أمامَ رجال الشرطة – آهْ..
آهٍ .. يا آهْ..
آهٍ .. يا آهْ ..
فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ
موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ
آهٍ .. يا آهْ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
كغناء اللهْ ؟؟.
طَرَبٌ مفروضٌ بالإكراهْ
فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ
موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ
آهٍ .. يا آهْ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
كغناء اللهْ ؟؟.

انسان بلا حدود


بين الرغبات الأبدية الجارفة...و الأقدار المعاكسة...كان قدري

وكان الحب يأتي،متسللا إلي،من باب نصف مفتوح،وقلب نصف مغلق

أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء أخر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09687 seconds with 11 queries