[MR.SAMO]

الفريق الذى لا يقهر فريق الأحلام فريق المواهب فريق السحرة ملك المونديال كلها ألقاب أطلقت على منتخب البرازيل الحالى جعلته يفوز بكأس العالم قبل أن يلعب.

وبذلك وجد الفريق نفسه بنجومه الكبار رونالدينهو و رونالدو وأدريانو و كاكا و غيرهم أمام مسئولية جسمية تحتم عليهم أحراز البطولة مهما كانت الظروف فى كرة القدم الساحرة المستديرة التى تمتلىء بالمفاجأت و يلعب فيها الحظ و التوفيق وأخطاء الحكام دورا لا يمكن أنكاره لا سيما لو كانت مبارة فى الدور قبل النهائى أو الدور النهائى.

و تقول صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن المشكلة الرئيسية التى تواجه فريق البرازيل الحالى الذى يعد أقوى منتخب برازيلى بعد منتخب الجوهرة السوداء بيليه هى أنه كتب عليه أن يفوز ببطولة قبل أن يلعبها لدرجة أن جميع محبى الكرة فى العالم و ليس البرازيليون وحدهم هيأوا أنفسهم للأستمتاع بعروض متميزة من أبطال السامبا لا سيما فى المباراة النهائية مهما كان الخصم لتحتفظ البرازيل بالكأس الذى فازت به فى مونديال 2002.

ويدرك كارلوس البرتو بريرا المدير الفنى لمنتخب البرازيل المشكلة التى تواجه فريقه لا سيما المغالاة فى الثقة فى الفوز نظرا لفارق المستوى المهارى بين البرازيليين و ما عداهم من لاعبين الهم إلا من قليل من النجوم فى المنتخبات الاخرى مثل زيدان و هنرى و دروجبا و بيكامب.

ويؤكد بيريرا الذى قاد من قبل منتخب البرازيل للفوز بمونديال الولايات المتحدة فى عام 1994 أنه أخضع لاعبيه للأعداد الذهنى و النفسى بقدر ما أخضعهم للأعداد البدنى و الفنى مؤكدا أن المونديال لا يتحقق فقط بالمهارات و إلا لفازت البرازيل بجميع بطولات كأس العالم منذ عام 1930 رغم أعترافه بأن المهارات كانت وراء فوز البرازيل بالمونديال خمس مرات و هو رقم قياسى لم يحققه منتخب اخر.

ويعترف بيريرا بأن اتفاق الجميع على أن المنتخب البرازيلى هو الاوفر حظا للفوز بالبطولة بنسب كبيرة يحمل مخاطر يدركها جيدا الجهاز الفنى فهو يضع اللاعبين تحت ضغوط نفسية رهيبة لتحقيق البطولة و يدخل فى نفس الوقت الثقة الزائدة فى قلوب اللاعبين مما يمكن أن يؤدى إلى الغرور فتكون النتيجة مدمرة.

ويؤكد بيريرا أنه أخضع لاعبيه لبعض الجلسات النفسية التى جرت تحت شعار "المرشح الأوفر حظا غالبا ما يخسر "مؤكدا أن اللاعبين من جانبهم على قناعة تامة بأن جميع الفرق ستبدى حماسة غير عادية أمام البطل الذى ينظر له الجميع على انه لا يقهر.

وقد تولت الطبيبة النفسية الشهيرة ريجينا برانداو عملية تأهيل المنتخب البرازيلى نفسيا ضد الثقة المفرطة و الغرور وهى نفس الطبيبة التى كانت قد تولت هذه المهمة من قبل بنجاح مع منتخب البرازيل الذى أحرز مونديال 2002 فى كوريا و اليابان.

ويحذر كارلوس أوسترمان شيخ النقاد الرياضيين فى البرازيل من تتويج منتخب البرازيل قبل أن يلعب معتبرا أن المهارات بمفردها لا يمكن أن تحرز بطولة طويلة النفس مثل بطولة كأس العالم .. ويتساءل أوسترمان من كان يتوقع أن يخسر منتخب البرازيل الرهيب فى عام 1982 بنجومه الكبار زيكو و سقراط و فالساو و ايدر و إيزودورو امام إيطاليا الأقل مهارة لكنها الاكثر تنظيما فى الدفاع و الأسرع فى شن الهجمات المرتدة التى ترجمها مهاجم إيطاليا حينذاك باولو روسى فى عرين البطل.

ويرى أوسترمان أن فريق البرازيل الحالى هو مع ذلك أفضل فريق برازيلى فى تاريخ البرازيل رغم أن بيليه يرى أن فريقه الذى فاز بالمونديال ثلاث مرات أعوام 1958 1962 و 1970 هو الأفضل .ويبرر أوسترمان وجهة نظره بأن الكرة فى القرن الماضى لم تكن بسرعة الكرة الحالية حيث كان لدى لاعب مهارى مثل بيليه الوقت الكاف ليوقف الكرة و يسيطر عليها ثم يمررها أو يسددها بدون مضايقة من الخصوم فى الوقت الذى يلتصق فيه الان الخصوم بأقدام النجوم أمثال رونالدو و رونالدينهو و أدريانو.

ويعترف أوسترمان بأن المنتخب البرازيلى يواجه مع ذلك تحديات كبيرة قد تطيح بلقبه مثل الأفراط فى الثقة و الاهتمام بالهجوم على حساب الدفاع و ترك مساحات خالية للخصوم على أساس أن النجوم الكبار لا سيما خماسى الرعب (رونالدو و رونالدينهو و ادريانو و كاكا و روبينهو) لا يقومون عادة بواجباتم الدفاعية خاصة واجبهم فى الضغط على الخصم من منتصف ملعبه.