فإن خطوط التوتر العالي تحدث , خصوصاً عندما يكون الطقس رطباً , ما يسمى بالأثر الإكليلي وهذا الأثر هو عبارة عن دفقات كهربائية في الهواء تتسبب بالأزيز المزعج الذي غالباً ما نسمعه تحت تلك الخطوط . وهذه الدفقات تشحن جزيئات الهواء بالكهرباء ( تؤينها ( . وتلك الأيونات أي الجزيئات المشحونة يمكنها أن تفعل فعل نواة الذرة التي تجتذب إليها جزيئات ملوثة دقيقة نطلق عليها اسم الرذيذات , وتدفع تلك الجزيئات لتلتصق بجزيئات أكبر ثم يجرفها الهواء ويحملها إلى مسافات تكون بعيدة عن الخطوط في بعض الأحيان وتظهر الحسابات أن 20% من الرذيذات تتأين قرب خطوط التوتر العالي على ارتفاع مساوي لقامة الإنسان . ويمكن لتأثير الرذيذات أن يكون قوياً جداً على بعد 200 متر من الخطوط ومن الممكن أن يستمر حتى على بعد كيلومترات عديدة تبعاً لاتجاه الرياح . ومن جهة أخرى , فإنه من المعروف أن الرذيذات المشحونة كهربائياً تمتصها الرئتان بسهولة أكبر , وبالتالي تتدخل الدم قبل أن تحط رحالها في النخاع الشوكي , أي حيث تبدأ اللوكيميا بالظهور .
يقول هانشو أن خطوط التوتر العالي تتسبب سنوياً بموت 8 أشخاص باللوكيميا الأطفال و 14 شخصاً بسرطان الجلد و 400 شخص بسرطان الرئة وعدة آلاف من الأشخاص بأمراض على صلة بتلوث الجو كأمراض التنفس والحساسيات وحالات الربو الصعبة , إضافة إلى 900 انهيار عصبي و 60 حالة انتحار ( من كتاب الخطر المميت )
هذا بالنسبة للأجهزة الكهربائية والحقول الكهربائية أما بالنسبة لموجات الراديو أو الموجات الهرتزية والتي أتت لتفتح عصر الاتصالات بأبوابه الواسعة جداً مؤدية إلى انتشار منقطعة النظير فإنها لاتخضع لنفس القوانين التي تخضع لها حقول الشبكة الكهربائية فهذه الموجات تصل إلى مدى أبعد بكثير وتحمل معها الكثير من الطاقة كما أن قدرة الأنسجة الحية على امتصاصها أكبر بكثير مما يشكل أذى على صحة الإنسان وأكثر هذه الموجات إثارة للجدل هي الموجات الأكثر سرعة والأكثر قوة والأكثر نفاذاً وهي الموجات الصغرى "microwaves "
النصائح التي يجب اتبعاها للتقليل من أخطار الموبايل والموجات الصغرى :
( وهو الموضوع الأكثر حرجا والأكثر حاجة لنا في يومنا هذا ).
1- عدم وضع الموبايل على الرأس عندما يرن جرس الجهاز وخصوصاً خلال الثواني الأولى من المكالمة , لأن الموجات تكون عندئذ بقوتها القصوى .
2- مراقبة شروط الإرسال وهي غالباً ما ترتسم بصرياً على شاشة الموبايل فعسر الاستقبال يرفع القوة الإشعاعية التي يرسلها الجهاز بمعدل 100 مرة أو أكثر .
3- لايجب استعمال الأجهزة الخليوية في الأماكن الضيقة والمقفلة والتي تكثر فيها المواد المعدنية التي تساعد على انعكاس الموجات الصغيرة جداً ( ورشات عمل – مصانع ......) .
4- يجب التقليل جداً من استخدام الموبايل في السيارة فهي المكان الأمثل لانعكاس الإشارة من خلال جسمها المعدني .
5- عدم وضع جهاز الموبايل على الخصر فهذا يؤثر على الأعضاء الحساسة كالكليتين والمبيضين والخصيتين وأسفل الجهاز الهضمي .
6- عدم وضعه في الجيب قرب الصدر فإن الإشعاعات ستصيب القصبات الهوائية والرئتين.
7- أفضل الأماكن هي حقيبة اليد وحقيبة الظهر وحقيبة الأوراق حيث أنها في تحرك مستمر.
8- يجب تغيير موضع الموبايل في المنزل أو في المكتب فذلك يسمح بتقليص التأثير التراكمي على عضو واحد .
9- عدم النوم ليلاً بالقرب من الموبايل لما له من أثر سلبي على العين والنشاط الكهربائي للمخ ويفضل عدم وضعه بغرفة النوم لمى له من أثر تراكمي.
10- إن استعمال السماعات تزيد من كمية الإشعاعات فيها إلى ثلاثة أضعاف ونصف ! وذلك لوجود الشريط الممتد من الجهاز إلى السماعة والذي يعمل أحياناً كهوائي فتصدر عنه قوة إشعاع كبيرة تغمر كامل جسدنا أي كامل المناطق التي ينبغي من حيث المبدأ حمايتها.
11- إن استعمال سماعة البلوتوث يزيد من المنطقة الملاصقة للإشعاع بشكل مباشر فوضع الموبايل على الأذن مباشرة يؤثر على مساحة 6 سم مربع حول الأذن أما البلوتث فهو يغمر كل الرأس وذلك لكبر مساحة استقبال وبث البلوتوث حول الأذن .
12- إن أهم نصيحة وهو ما أنصح به شخصياً للجميع هو باستخدام الهاتف العادي كلما كان ذلك متاحاً.
الخلاصة : أصبحت ظاهرة الهوائيات ( المحطات الوسيطة ) للخليوي حاضرة بشكل كبير في مدننا وأريافنا , في كل مكان وسمي الهاتف الخليوي بهذا الاسم لأن الاتصالات التي تجري من خلاله تنتقل عبر محطات من أجهزة الاستقبال والإرسال تغطي كل منها منطقة جغرافية صغيرة يطلق عليها اسم الخلية . ويتوقف حجم كل خلية على عدد المكالمات المراد نقلها ففي المناطق الريفية تكون المسافة بين كل خلة وخلية في حدود 30 كم ويتم تركيز الهوائيات فوق خزانات المياه أو فوق أبراج معدنية صغيرة . أما المدن حيث تكون كثافة المكالمات أكبر بكثير , فإن المسافة بين الهوائيات تكون بضع مئات من الأمتار ويتم تركيزها , في هذه الحالة , فوق سطوح الأبنية مع دفع بعض المال لمالكيها , أما السكان المجاورون فلا يستشيرهم أحد وعلى ذلك قد يكون الهوائي بقرب غرفة نوم أطفالك أو غرفة نومك ....... فكيف لهم الحق بذلك ....... ؟؟؟؟؟؟؟
إن استخدام الموبايل هو خيار شخصي وكل واحد منا يستطيع أن ينوع باستخدامه كيفما يشاء و بكل حرية . أما المحطات الوسيطة ( الهوائيات ) فإنها تعمل 24 ساعة في اليوم ولايمكن لأحد من الجيران أن يتجنب التعرض لها ولإشعاعاتها وبما أن هذه المسألة تمس الحقوق الأساسية للأفراد فإنها تثير حالياً عدد لاحصر له من الدعاوى والشكاوى والنداءات الموجهة للسلطات العامة . فتقرير السيد ستيوارت في بريطانيا يدعم الناشطين ضد الهوائيات حيث أنه يوصي , و من مبدأ الاحتياط بإلغاء جميع التراخيص المعطاة للهوائيات القائمة . كما أنه ينصح بعدم وضع أي هوائي على مقربة من المدارس والمستشفيات ويتمنى فيما على ذلك أن يصار إلى إخضاع التراخيص الجديدة لتحقيق حكومي مع إعلام واستشارة السكان المقيمين في المنطقة المعنية لكي يحصلوا على الموافقة منهم بطريقة ديمقراطية........
وبالتالي فإني ألفت الانتباه إلى أن المخاوف الصحية هي آخر ماتهتم به كبريات الشركات الصناعية والمصدرة للتكنولوجيا و التي تعمل على مد العالم بالكهرباء والبلدان التي تتزايد استخدامها للأجهزة الكهرومغناطيسية والتي تبث بقدرات عالية تتلقى حالياً تحذيرات من شأنها أن تثني الناس على الانخراط في الجيش أو تؤدي إلى مطالبة العسكريين برفع أجورهم. كل ذلك أدى إلى أن الفكر الفلسفي البيولوجي في القرن العشرين غالباً مايرفض آراء أصحاب الرؤى المستقبلية حول ارتباط الموجات الكهرومغناطيسية بالصحة ويتهمهم بالانجراف نحو الروحانيات والشعوذة .
وإننا من هنا نناشد كل من له يد من الشركات الخاصة والحكومية بأن يراعي شعور الأفراد وحرياتهم وحياتهم الشخصية في مسألة المحطات الوسيطة والهوائيات وأجهزة التوتر ونقول لهم بأن صحتنا وصحة أولادنا لا يجب أن تكون في يد بعض المستفيدين من أصحاب التكنولوجيا أو وسطائهم من أصحاب الأسطحة المؤجرة لهم فعيشة الجيران تحت وطأة الشك فقط مدة طويلة هي مسألة في غاية الأهمية وذات وزر كبير فما بالك إذا كان الشك أساسه مواضيع علمية وأبحاث وتجارب موثقة يضرب بها عرض الحائط من قبل المستفيدين ؟؟؟؟
كل الآمال تعلق على مدى الاستيعاب العام لهذا الخطر الحاضر والمستقبلي والذي يتزايد كل يوم وكما قلت درهم وقاية خير من قنطار علاج هذا إن لم يفت الآوان فكما نعلم أن السرطان واللوكيميا لاتظهر إلا بعد سنوات عديدة من التأثر الأولى للخلايا البشرية وأنا أتحفظ كثيراً مع أنني شديد الدهشة إيذاء كل ماتتقبله شعوبنا فخروج أحد القطارات عن سكته ووفاة 31 شخص دفع بريطانيا لوضع خطة حماية من حوادث القطارات بتكلفة مليار جنيه
وحادث وحيد لطائرة الكونكورد أدى إلى إيقاف أسطول الكونكورد بكامله طيلة أشهر ونحن هنا بالحقيقة مع الكهرباء والمحطات الوسيطة للخليوي ونظامه في وضع مشابه تماماً ففي غضون قرن من الزمن سننظر إلى أعمدة الكهرباء ومحطات البث بوصفها مظهراً من مظاهر الشطط في القرن العشرين وستتساءل الأجيال القادمة ......كيف سمحوا بحدوث ذلك ...... ؟؟؟؟
فلننشر هذا المقال ولنطبعه ونوزعه على الجميع فأجيالنا لن تفغر لنا وهم أمانة في أعناقنا ولنبدأ بالكلمة والإرادة فهي سلاحنا الوحيد ....
ملاحظة هامة : إن جميع الأمثلة الواردة في هذا المقال مأخوذة من كتاب الخطر المميت للكاتب الفرنسي بيار لانتان .