عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #97
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل

وأعلم يا أخي بأن من الأخلاق والقوى

ما هي منسوبة إلى النفس النباتية الشهوانية، ومنها ما هي منسوبة إلى الحيوانية الغضبية، ومنها ما هي منسوبة إلى النفس الإنسانية الناطقة، ومنها ما هي منسوبة إلى النفس العاقلة الحكمية، ومنها ما هي منسوبة إلى النفس الناموسية الملكية.
فأما المنسوبة إلى النفس الشهوانية من الخصال والقوى التي تخصها، فأولها شهوة الغذاء، وهي النزوع والشوق نحوالمأكولات والمشروبات والمشتهيات، والرغبة فيها، والحرص في طلبها، واحتمال المشقة والذل من أجلها، والفرح والسرور بوجدانها، والراحة واللذة في تناولها، والملل والشبع عند الاستكفاء منها، والنفور من الضار منها والبغض له، ومن القوى المختصة بها أيضاً القوة الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة والغاذية والنامية والمصورة؛ومن الشعور والتمييز معرفة الجهات الست، ومن الأفعال إرسال العروق نحوالجهات الندية والتراب اللين، وتوجيه الفروع والقضبان إلى الجهات المتسعة، والميل والانحراف عن الأمكنة الضيقة والأجسام المؤذية.
كل هذه الخصال مركوزة في الجبلة من غير فكر ولا روية، وكل ذلك معاونة من الطبيعة لنفوسها وتأييد لها بإذن باريها- جل ثناؤه- على طلب مشتهياتها والوصول إلى منافعها، والفرار من المضرة، إذ كانت تلك المشتهيات هي غذاء لأجسامها، ومادة لقوامها وسبباً لبقائها كلها، إذ كان في بقائها كلها تتميم لمعارفها وتكميل لفضائلها؛ وفي تتميم معارفها وتكميل فضائلها ترق لها إلى أفضل حالاتها وأشرف نهاياتها.
وأما المنسوبة إلى النفس الحيوانة المختصة بها من الخصال المركوزة في الجبلة زيادة على ما تقدم فهي شهوة الجماع، وشهوة الانتقام، وشهوة الرياسة، ولها أيضاً الهياكل اللحمية، والأعضاء المختلفة للأغراض العجيبة، والمفاصل اللينة للحركات المكانية والتنقل في الجهات الست لمآرب ومنافع كثيرة؛ ولها الشعور بالحواس المخصوصة والأصوات المختلفة لدلالات متبانية، ولها أيضاً الوهم والتخيل للمطالب والمنافع، والحفظ والذكر لعرفان أبناء الجنس والمخالف، وإمكان الاحتراس من المضار، والنفور والفرار من العدو: كل هذه مركوزة في جبلة الحيوانات القريبة النسبة إلى الإنسان. فأما علة شهوة الجماع المركوزة في جبلتها فهي من أجل التناسل، والتناسل هومن أجل بقاء الصورة في الأشخاص المتواترة، إذ كانت الهيولى دائمة في السيلان لا تقف طرفة عين. وأما علة شهوة الانتقام المركوزة في جبلتها فهي من أجل دفع المضرات المفسدات لهياكلها المتشخصة وأعلم يا أخي بأن دفع المضار تارة يكون بالقهر والغلبة، وتارة يكون بالهرب والفرار، وتارة بالتحرز والتحصن، وتارة بالمكر والحيلة، كما قد شرحنا ذلك في رسالة الحيوانات. وأما شهوة الرياسة المركوزة في جبلتها فهي من أجل تأكيد السياسة، إذ كانت السياسة لا تتم إلا بعد وجدان الرياسة.
وأعلم يا أخي بأن المراد من السياسة هوصلاح الموجودات وبقاؤها على أفضل الحالات وأتم الغايات كما سنبين في فصل آخر.
وأما المنسوبة إلى النفس الناطقة المختصة بها زيادة على ما تقدم ذكره، فهي شهوة العلوم والمعارف والتبحر والاستكثار منها، وشهوة الصنائع والأعمال والحذق فيها والافتخار بها، وشهوة العز والرفعة والترقي في غايات نهاياتها، والشوق إليها والرغبة فيها، والحرص في طلبها، واحتمال الذل والمشقة من أجلها، والفرح والسرور من وجدانها، واللذة والراحة عند الوصول إليها، والغم والحزن من فقدانها.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02911 seconds with 10 queries