[القيصر 76]

جحا:
معجزات !! و أي معجزات رايتها انت بعينيك لكي تؤمن
الشيخ :
القرآن الا تفهم انه معجزة خالدة ابقاها الله لنا

جحا:
اذا ابهرني بمعجزة قرآنية
افتح لي المصحف و اذكر لي الآن حالا ما هي المعجزة التي جعلتك تؤمن بأنه كتاب الله

الشيخ :
ان الامر لايؤخذ هكذا بهذه الطريقة
انه تحد بالبلاغة

جحا:
ومن الآن، يفهم البلاغة حتي يشعر بالمعجزة
ان المعجزة التي بين يديك تحتاج الى علم لا يملكه الا اقل القليل
اني اتوجه بندائي الي كل من يراني الان
اليك انت ايتها السيدة التي تجلس امامي افتحي المصحف و قولي لاطفالك و اولادك هاهي المعجزة التي ابهرتني و لم تجعلني احتاج اي ان اري ملاكا او اري من يحيي امواتا

اليك ايها الشاب افتح و استخرج لاصحابك ما رأيته مبهرا اكثر من تفجير ينبوع من الارض او اسقاط كسفا من السماء

او انت ايها الشيخ الوقور الذي رسمت حنايا عقلك خبرات الحياة لاي الاجزاء سلمت عقلك و اقنعته بان تلك الكلمات هي قمة الاعجاز الذي يستطيع ان يتركه اله بهذه القدرة ليقنع بها كل البشر في كل زمان و مكان
هل خالق هذا الكون الفسيح من مجرات و ابعاد و نظام
يجعل دليل قدرته استخدام الفاظ بشكل رائع

الشيخ :
(انخفض صوته و نظر برأسه الى الاسفل و أخذ يدق بأصابعه على المنضدة كانه يستعرض افكاره وما تعود ان يقوله دائما في برامجه ليجد ردا يلجم به جحا )
انك لا تريد ان تقول لنا حتى الان ماذا جئت به
انك تعترض و تعترض ثم ماذا
ماذا لو صدق اؤلئك انك مندوب الله ماذا تريد منهم

جحا:
اريد ان اقول لهم ان الله قد تراجع عن كل ما قاله من قبل بعد ان اكتشف انه لم يعد يصلح الان للبشر

الشيخ :
(بانفعال )
بل انت كاذب حقير كيف تكون مندوبا من الله ثم تقول عليه هذا الكلام
لقد كشفت نفسك بنفسك تعالي الله سبحانه ان يغير دينه او اقواله

جحا:
عفوا ايها الشيخ
لقد نسخ اقواله و اتى بافضل منها او مثلها

الشيخ:
اذا كان ينسخ فلا مانع اختر الفاظك و لاتتجنى على الله وتأدب في ما تقول

جحا:
ان الله امرني و انتدبني ان اقول لكم
اهدموا بيوته في الارض
اهدموا الصوامع و البيع اهدموا الكنائس و المساجد
اهدموا المعابد و المزارات

ارجموها بالحجارة

الشيخ:
ويل لك من ما تقول ايها العالم انظروا ما يقول هذا المجنون
اتركوه يتكلم ان اكبر دليل علي جنونه ما يقول
هل نهدم بيوت الله في ارضه

جحا:
نعم لقد اكتشف انها هي السبب في وجود بشر لا يرون فيها الله بقدر ما يرون فيها سببا في احتقارهم الاخرين
انظروا يا أهل فلسطين لو لم يكن هناك معني لمسيحي او يهودي او مسلم علي ارضكم
انظروا يا هل مصر انظروا يا اهل لبنان
انظروا ياهل العراق لو يكن هناك مسلم و شيعي ومسيحي علي ارضكم
لو تكن هناك ايات الله في ايران او عمائم ازهرية و ووهابية و

ماذا كان سيكون شعور اليهودي اذا تخلى عن معبده مع مسلم تخلى عن مسجده
و نظر كل منهم الي الاخر و تفحص وجهه و جسده
ورأي عينين كعينيه و يدين كيديه و اطفال كاطفاله وحب للحياة كحبه للسلام و الحياة

لقد اختار حماري القبلة الجديدة انها الاتجاه الذي تري منه ان البشر بشرا بلا قيود او توجيهات
بل تري البشرية الخالصة
ان اسم ديني الذي ادعو اليه هو الانسانية
لن اقول لك كن مسلما او يهوديا او مسيحيا
بل اقول لك كن انسانا
لا اريد جهادا او صلاة او عبادة لكي ترضي الها
بل اريد عملا و جهدا لكي تكون انسانا ترضي انسانيتك

الشيخ:
(بدأت تخرج منه الحروف بسرعة و كان عقله في واد و لسانه في واد آخر)
هذا كلام انشائي لا يصلح الا لخطبة
كيف لا أعبد الله و استرضيه
سيغضب الله اذا لم نزر بيته و نذبح من اجله و ننتصر له على اعدائه و نطهر الارض من االكفار الانجاس اتلذين يعتدون علي حرماته
هل تريدني ان اهدم المسجد بدلا من اصلي فيه
هذا و الله سخف ما بعده من سخف
و ليس بعيدا ان يرسل علينا الضفادع و القمل و الدم كما فعل مع فرعون
او يخسف بنا الارض كما فعل مع لوط

جحا:
لا تقلق لن يفعل
و الا لكان خسف الارض كلها بما عليها من بشر منذ مئات السنين
لقد انتدبني لكي اوضح لكم انه توقف عن تلك الافعال منذ غزوة الاحزاب


المعد:
التلفونات تتوالي
بعضها من رؤساء دول تطلب من جحا ان يأتي اليها و يبدأ دين الانسانية من عندها

هل ستهاجر يا جحا لاي دولة و تبدأ منها

جحا:
اذا فشلت هنا في بلادي سأهاجر
سأبحث عن المدينة من جديد
لا بد أن اجد المدينة لابدأ
دعني اتحدث معهم

يتبع