عرض مشاركة واحدة
قديم 07/06/2006   #2
شب و شيخ الشباب javarmouna
عضو
 
الصورة الرمزية لـ javarmouna
javarmouna is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
حلب
مشاركات:
536

افتراضي 2


جمال الشيشوي: اختطفت من أحد المنازل في مدينة الدار البيضاء في المدينة القديمة، فقبل هذه المدة بحوالي ستة أشهر كان البوليس يبحث عني، ويبحث عني ابتداء من بدأ يشك في نشاطي داخل الثانوية التي كنت أدرس، وحصلت على البكالوريا وكان التتبع، ومباشرة حاولوا جمع المعلومات من الثانوية وجو المخابرات جو على المنزل ودخلوا على المنزل ليلاً لم يجدوني، فأنا كنت أحس بأن محاولات الاختطاف أخذت الاحتياطات ومشيت، غير أن المسألة ما دامت مدة أكثر من شهرين وتعرضت للاختطاف بعدما أعطى بعدما أحد المناضلين كان يوزع مناشير وتعرض للاختطاف أحد المناشير وتم تعذيبه بشكل بشع، وكان يعرف هذاك المنزل وأعطى العنوان ذاك المنزل وتم اعتقالي في ذاك المنزل أنا وأحد المناضلين الآخرين.
باسم الجمل: جمال الشيشوي هو أيضاً سجين اختطف قسرياً لما كان في السابعة عشر من عمره بتهمة الانتماء إلى منظمة "إلى الأمام" الماركسية السرية، ذاق من العذاب الأمرين في سجن دار مولاى الشريف في الدار البيضاء.
جمال الشيشوي: لحظة الاعتقال كانت لحظة استعداد لمرحلة جديدة من الحياة، قاومتها بتساؤلات عن هذه التجربة البسيطة لم تدم أكتر من ثلاث سنوات في التنظيم، ومحاولات الإجابة إلى أي حد يمكن أن أضع قناعتي في المحك، أنا شاب عمري 17 سنة كنت أدخل مدرسة المهندسين، وبدأ التساؤل ففي لحظات خيّم عليّ نوع من كل الحياة كله في لحظات، فتم اقتيادي مباشرة تم تعذيبي ببشاعة من 5 صباحاً تقريباً حتى التاسعة صباحاً، بحضور حوالي تقريباً كان أحد الكبار معروف اللي هو يوسفي قدور والذي يعتبر من الأسماء السيئة الذكر في التاريخ للشعب المغربي، باعتبار أنه أشرف على معتقلين مرّ منه آلاف المناضلين والمناضلات المغربيات، بل أنه أشرف كذلك على اغتيال مناضلين بيده، فيوسف القدوري هو الذي اغتال عبد اللطيف زروال، الذي اغتال أمين تهاني، أمين تهاني مهندس في المدرسة المحمدية للمهندسين، وعبد اللطيف زروال شاعر وطالب فلسفة وقائد من قادة منظمة إلى الأمام، اعتقله وعذبه حتى الموت.
باسم الجمل: يقول جمال إن عذاب السجن طوال السنوات العشر التي أمضاها فيه أهون عليه من اللحظة التي بال عليه أحد رجال الأمن أثناء التحقيق.
جمال الشيشوي: كنت على استعداد نفسي وهذا هو أجمل ما كان عندي وهو قوتي النفسية أمام هذه العملية، والمحاولة وليس محاولة الصمود لأنه الصمود محدودة عند الإنسان العذاب هو أشد من الإنسان، ولكن محاولة ربح الوقت كان هدفي أن أربح الوقت لأن الوقت بعد المواعيد التي كانت عندي المنظمة أنها تمر أنني ما أنهزمش قبل ما أعطي تلك الموعد فهنا كان المشكلة، وهنا كانت اللي حصل إنه مواجهة الآلام مواجهة التعذيب تقريباً 10 خبراء مفتشين ضباط بيعذبوك باستعمال جميع الأساليب، بجميع الأساليب لا يمكن أن تتصور الأساليب التي يستعملها، ونجحت في العملية أنه مر موعد دون أن أعطيه، واعترفت مباشرة على أن هذا الموعد كان عندي مع فلان وأنه مر ولم أنس لحظة أن أحد الضباط عرفته من بعد بأنه يوسف قدور تبول عليّ.
باسم الجمل: مآسي السجن التي ما زالت تجول في خاطر جمال لم تحل دون أن تطل عليه بين الفينة والأخرى بقايا من ذكريات جميلة.
جمال الشيشوي: أذكر أنه في ليلة من الليالي كانت ليلة عيد الأضحى وأحد الحراس قال لي: ما هي رغبتك؟ حاجة أو حاجة نجيبها لك، قلت له: رغبتي أن أسمع قطعة من قطع أم كلثوم الأطلال، ذهب وجاب الكاسيت غنية أم كلثوم الأطلال سمعناها حوالي ساعتين الأطلال.
باسم الجمل: وباعتقال جمال ورفاقه هوت كل أحلامهم بإقامة وطن ديمقراطي جميل.
محمد الرحب مختطف آخر ومعاناة أخرى يصعب على المرء نسيانها، وعلى عكس عبد الناصر وجمال فإن محمد رغم معاناته القاسية في السجن فإنه ما زال يعاني شظف العيش وقسوة الحياة خارج السجن أيضاً، التقيته في بيته المتواضع في مدينة تمارا القريبة من الرباط، لقيته إنساناً يعتصره الألم ويكويه الحزن على مصيره، لكنه يفيض صبراً على شدائد الحياة.
محمد الرحب: خلال ستة عشرة شهراً ونحن معصوبو الأعين ومقيدي الأيدي..
باسم الجمل: طوال 16 شهراً؟
محمد الرحب: طوال 16 شهراً.
باسم الجمل: يعني ما كان..
محمد الرحب: كانت تُزال نادراً عندما كنا نُكلف بتنظيف المعتقل أو عندما كنا وهذا أقل بكثير من تنظيف المعتقل عندما كنا يُسمح لنا بالاستحمام.
باسم الجمل: الطعام والعلاج كانا أيضاً جزءاً من منظومة العذاب في السجن.
محمد الرحب: في العشاء كانت تُعطى لنا يوماً وجبة من الفول النيء وفي الغد العدس غير المطبوخ على نحو جيد، فكنا نسخر من تلك الوضعية ونقول بأننا يعطى لنا الفول والعدس الصالح للزراعة لأنه لم يكن قد تم طبخه جيداً.
باسم الجمل: محمد هو وحيد والديه توفي والده وهو في السجن ولم يعلم بذلك إلا بعد أربع سنوات، أما أمه فقدت جزءاً من بصرها من كثرة البكاء عليه عند اختفائه ولم تكن تعلم أين ذهب.
والدة محمد الرحب: اختفي ابني فأهملت نفسي ولم يعد لي شهية للطعام ولا الشراب، وحتى اللبس بقيت في البرد، الغصة في فمي عندما أتذكر ابني الوحيد، قلت في نفسي ابني الوحيد مات فلم الحياة من بعده، بعد اختفائه لم أستطيع النوم وكنت أدور في البيت كالمجنونة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.35816 seconds with 11 queries