[MR.SAMO]

رغم المستوى المتذبذب الذي ظهر عليه المنتخب الفرنسي في التصفيات الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا وفشل المدرب ريمون دومينيك في إقناع المتابعين والمشجعين للفريق بقدرته على قيادة الفريق للانتصارات ما زالت آمال الفرنسيين معلقة بلاعبيها الكبار مثل زين الدين زيدان وتييري هنري.

ومع وجود النجمين الكبيرين زيدان وهنري وعدد آخر من زملائهما في صفوف الفريق لا يستطيع أحد أن يقلل من فرصة المنتخب الفرنسي في المنافسة خلال فعاليات البطولة التي تنطلق في التاسع من حزيران/يونيو الحالي.

ويأمل دومينيك بالطبع في ظهور نجوم الفريق بمستواهم العالي على أمل تحقيق اللقب في كأس العالم 2006 ليكون اللقب الثاني للمنتخب الفرنسي في تاريخ مشاركاته بكأس العالم بعد أن أحرز اللقب الاول على أرضه عندما أقيمت البطولة في فرنسا عام .1998

ولكن وجود دومينيك على رأس الادارة الفنية للمنتخب الفرنسي أثار جدلا واسعا بين رجال الاعلام والمشجعين على حد سواء خاصة وأن المستوى الذي ظهر به الفريق في الاونة الاخيرة يؤكد حاجته إلى التطوير وتعديل صفوفه إذا أراد المنافسة في البطولة أو على الاقل الوصول للادوار التالية.

ويمثل زيدان الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات سابقة مفتاح النجاح في المنتخب الفرنسي. وستكون بطولة كأس العالم بألمانيا هي بمثابة إسدال الستار على المسيرة الكروية الحافلة بالنجاح لزيدان مايسترو خط وسط ريال مدريد الاسباني.

وتعتمد الجماهير الفرنسية بشكل كبير على زيدان في قيادة منتخبها إلى المباراة النهائية للبطولة والتي تقام على استاد برلين في التاسع من تموز/يوليو المقبل.

ووصل هنري أيضا إلى قمة مستواه العالي في الاونة الاخيرة بعد الاداء البارز له مع أرسنال في الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا خلال الموسم المنقضي 2005/.2006

ولكن ما يزعج جماهير المنتخب الفرنسي هو أن أداء المهاجمين مع المنتخب يختلف عن مستواهم العالي مع أنديتهم. وتتردد الشائعات أحيانا عن عدم انسجام هنري في هجوم المنتخب الفرنسي مع زميله دافيد تريزيجيه مهاجم يوفنتوس الايطالي.

ويملك دومينيك العديد من البدائل التي تساعده إذا رغب في تعديل تشكيل الفريق ليس في الهجوم فحسب وإنما في جميع خطوط الفريق.

وحسم فابيان بارتيز حارس مرمى الفريق الذي توج بلقب كأس العالم 1998 ولقب كأس الامم الاوروبية 2000 الصراع مع مواطنه جريجوري كوبيه حارس مرمى ليون بطل الدوري الفرنسي على حراسة مرمى المنتخب الفرنسي في كأس العالم 2006 بألمانيا.

وعلى الرغم من الايقاف لمدة ستة شهور الذي فرض على بارتيز في وقت سابق من الموسم المنقضي بسبب البصق على أحد الحكام وأدائه الذي اتسم بالتذبذب مع مارسيليا الفرنسي على مدار الفترة الباقية من الموسم إلا أنه يملك الخبرة والامكانيات التي تؤهله لتقديم مستوى أفضل في المباريات المهمة والحاسمة.

وقد يكون إخفاق المنتخب الفرنسي في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان قد ذبل وخفت ولكنه لم يمح من الذاكرة.

وكان الفريق خيب جميع التوقعات التي وضعته ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب والحفاظ على عرشه ولكنه خرج من البطولة صفر اليدين وفشل في تحقيق أي فوز أو تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الاول للبطولة.

ولم يكن الفريق أفضل حالا في كأس الامم الاوروبية 2004 بالبرتغال حيث سقط أمام المنتخب اليوناني في دور الثمانية علما بأن الفريق اليوناني أكمل مسيرته بعد ذلك في البطولة وتوج باللقب في واحدة من كبرى مفاجآت اللعبة عبر التاريخ.

وكان الفريق مهددا بالغياب عن نهائيات كأس العالم 2006 بعد المسيرة المهتزة في التصفيات ولكن تراجع زيدان وزميليه كلود مكاليلي وليليان تورام عن قرار اعتزال اللعب الدولي كان له أبلغ الاثر في إنقاذ الفريق في التصفيات حيث تقدم المنتخب الفرنسي في مجموعته بالتصفيات وحل في المركز الاول أمام سويسرا وإسرائيل وأيرلندا ليشق طريقه نحو النهائيات مباشرة.

وكان دومينيك الذي سبق له تدريب المنتخب الفرنسي للشباب (تحت 21 عاما) قد حاول الاعتماد على اللاعبين الشبان في بناء فريق جديد بعد اعتزال زيدان ومكاليلي وتورام اللعب الدولي عقب إخفاق يورو .2004

ورغم ذلك لم تنجح الخطة وأنقذ الهدف الذي سجله هنري في مرمى المنتخب الايرلندي في عقر داره بالعاصمة دبلن موقف ديوك فرنسا وقاد الفريق إلى النهائيات.

ويخوض المنتخب الفرنسي الدور الاول في نهائيات كأس العالم ضمن المجموعة السابعة المتوازنة التي تضم معه منتخب سويسرا أحد الفرق التي لعب معها في مجموعته بالتصفيات وتعادل معه ذهابا وإيابا ومنتخب كوريا الجنوبية الذي يصعب التكهن بما يمكن أن يقدمه في البطولة بعد حصوله على المركز الرابع في كأس العالم .2002

أما المنتخب الوحيد في هذه المجموعة الذي يبدو بعيدا عن الترشيحات للمنافسة مع المنتخبات الاخرى في المجموعة والعبور للدور الثاني فهو المنتخب التوجولي وإن كانت المفاجآت واردة.

ويملك المنتخب الفرنسي الفرصة للوصول إلى المباراة النهائية كما يمكن أن يخرج من الدور الاول للبطولة. ولكن إذا ظهر زيدان وهنري بمستواهما العالي ستكون فرصة الفريق قائمة في التأهل إلى النهائي.