تكملة الحلقة السابقة.
وتساءل زيني ايضا حول قرار ادارة بوش الذي اتخذ في يناير (كانون الثاني) الماضي بمنح وزارة الدفاع (البنتاغون) الإشراف على جهود ما بعد الحرب في العراق، قائلا: «لماذا تكون وزارة الدفاع هي هيئتنا الحكومية المسؤولة عن اعادة بناء العراق؟ انه لامر لا معنى له».كذلك انتقد (زيني ) ،ادارة بوش لعدم اعدادها خططاً مبكرة ولعدم بذلها جهودا قصوى من اجل الحصول على قرار للامم المتحدة، لمح العديد من دول العالم ان شرط مشاركتها المسبق مع قوات التحالف هو مساهمتها في عمليات حفظ السلام في العراق. وقال الجنرال المتقاعد: «لقد قمنا بالتأكيد بتجاوز الامم المتحدة. لماذا؟. لا اعرف. وها نحن الآن نعود اليها وننشد دعمها».* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» واشنطن: توماس ريكس6/9/3 ثانيا – أسلحة دمار الشامل :
من المواضيع المهمة التي اخذت حيزا واسعا بعد احتلال العارق هو البحث عن اسلحة دمارالشامل في العراق و قد شكلت هذه المعضلة نقطة ارتكاز في بادئ الامر لشرعية الحرب ويلاحظ ان هذه المسالة تم التعامل معها ومواجهة نتائجها من قبل ادارة البيت الابيض بالشكل التالي :
• الفشل في البحث عن اسلحة دمار الشامل : عمدت الادارة الامريكية الى تشكيل لجنة برئاسة المستشار الخاص لوكالة المخابرات المركزية الاميركية سي آي إيه( ديفيد كاي )وكذلك ريتشارد كير وهو نائب سابق لمدير الوكالة. وأعتبر رئيس فريق المفتشين الاميركيين السابق ديفيد كاي قد اعلن خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاميركي «تبين بنظري اننا اخطأنا جميعا على الارجح. وهذا الامر يبعث قلقا كبيرا»، معتبرا وبصفة شخصية ان لجنة مستقلة وحدها قادرة على تسليط الضوء على الاخطاء التي ارتكبتها اجهزة الاستخبارات) وقالت رايس مستشارة الامن القومي لشبكة «ان بي سي» التلفزيونية ان المخابرات بدأت بالفعل في اجراء تحقيق خاص بها وهو «نوع من التدقيق لمراجعة ما هو معروف أنه دخل بالفعل (للعراق) وما تم العثور عليه عندما ذهبوا الى هناك».
وتابعت قائلة ان الادارة ترغب في الحصول على كل الحقائق لتقارن بين ما كان يظن البيت الابيض أنه سيتم العثور عليه في العراق وما عثر عليه بالفعل. وأضافت «ليس هناك من يريد أن يعرف أفضل وأكثر عما عثرنا عليه عندما دخلنا العراق أكثر من هذا الرئيس (بوش) وادارته».وقالت انه مهما تكن النتيجة فان الادارة لن تغير موقفها بأنه كان يتعين رحيل صدام. وأضافت «التقدير سيظل كما هو.. هذا رجل خطير جدا في موقع خطير في العالم وأن الوقت حان لعمل شيء ما ازاء هذا التهديد». واشنطن: « جريدة الشرق الأوسط»30/12/4.
• تبرير الفشل في عدم ايجاد الاسلحة : قد ذكرت تبريرات كثيرة في عدم ايجاد اسلحة الدمار الشامل و لكن اهمها :
1. تدميرها من قبل النظام السابق فقد اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش بتاريخ 21/7/3عن اعتقاده بان مواقع اسلحة الدمار الشامل العراقية تعرضت الى النهب في الايام الاخيرة لحكم صدام حسين. وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية: «خلال اكثر من عقد من الزمن، قام صدام حسين بكل ما هو ممكن لاخفاء اسلحته عن العالم. ». وقد تكهنت دراسة استخباراتية أميركية سرية أعدت قبل ثلاثة اشهر من الحرب في العراق ديسمبر (كانون الأول) 2002 ان «تحديد برنامج اتسم بقواعد الانكار والتضليل ليس مهمة سهلة. ان غياب الأمن المديد وأعمال العنف والعصابات ما تزال الى حد كبير أسوأ حصيلة للحصول على ترسانة صدام من أسلحة الدمار الشامل». جون دياموند* 14/2/ 4 جريدة الشرق الاوسط
2. تهريبها الى منظمات ارهابية و دول الجوار : وقال الرئيس بوش في سينسناتي، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي2003.«يمكن أن يقرر العراق في أي يوم إعطاء الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية لأية مجموعة إرهابية أو للإرهابيين كأفراد. وبالتالي فإن التحالف مع الإرهابيين يمكن أن يمكن العراق من الهجوم على أميركا دون أن يترك اية بصمات».كان بول بريمر، القائد المدني الأميركي في العراق، قد صرح بتاريخ 18/7/3في برنامج «مع الصحافة» في قناة إن بي سي، أنه يعتقد ان صدام حسين ما يزال حيا. كما صرح لوكالة فوكس نيوز، يوم الأحد، أن صدام قام بنقل الأسلحة ووضع الخطط لقيادة حرب عصابات، في حالة هزيمة قواته، كما هو متوقع، في الحرب ضد الولايات المتحدة واشنطن ـ لندن: «الشرق الاوسط» 20/7/3.
3. المعلومات الخاطئة المسربة من دوائر الاستخبارات الامريكية : اوعز بعض مسؤولي البيت الابيض ان سبب عدم ايجاد أسلحة الدمار الشامل يعود الى التسريبات الكاذبة من قبل عملاء الاستخبارات الامريكية و خصوصا من بعض افراد المعارضة العراقية و بعض التقارير الغير دقيقة لتقارير الاستخبارات وذكر ستيفان هادلي نائب مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس للمراسلين، انه تسلم مذكرتين من «سي. آي. ايه»، في اكتوبر (تشرين الاول)، تلقيان ظلالا من الشك على المزاعم القائلة ان العراق حاول الحصول على اليورانيوم من النيجر لاستخدامه في تطوير اسلحته الكيماوية. شعر البيت الابيض بوخزة قوية عندما اكتشف ان واحدة من حجج بوش لشن الحرب استندت على معلومات مشكوك فيها، ولذلك عمد الى اجراء تحقيق داخلي حول الكيفية التي اخترق فيها هذا الزعم المشبوه كل الحواجز ليصل حتى خطاب حالة الاتحاد؟ * خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط24/7/3 .
تلك كانت متابعة مختصرة لبعض افكار صاحب القرار الامريكي بعد سيطرته على العراق ، و نحتاج في المرحلة القادمة والاخيرة ، ان نعرض موجزا عن اهم الاهداف الاستراتيجية الامريكية في حربها للارهاب بالعراق .
|