عرض مشاركة واحدة
قديم 01/06/2006   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


* عجز الدماغ عن تصور حالة الجسم بدون مرآة > اهتمام الباحثين بالمرآة كوسيلة علاجية أمر منطقي، ولعل العبارة الشعبية عند الغضب من إنسان ما أو محاولة إعادة الرشد إلى تصرفاته وسلوكياته هو القول له: اذهب وانظر إلى نفسك في المرآة. ونستخدمها أيضاً عند محاولتنا رفع معنويات بعضنا كأن يقال للزوجة: ألم تري نفسك أخيرا في المرآة لتدركي قيمة ذاتك ومقدار جمالك. وحتى الأطفال الصغار نستخدم المرآة معهم.
إن دماغنا لا يستطيع أن يتصور الكثير عن جسمنا بدون المرآة أو أي سطح يعكس صورتنا، مهما حاول الجهاز العصبي في الأطراف وبقية الجسم أن يزوده بالمعلومات. فمن ذا الذي سيخبر الدماغ عن شكل الوجه وتفاصيل ما فيه، وعن تغيرات الحال التي تعتريه من شحوب أو إرهاق أو نضارة أو جمال أو تقدم في السن؟!. ولذا فإن اعتمادنا على تصورات الجهاز العصبي وحده لا يكفي، ناهيك عن اعتمادنا على وصف الناس من حولنا لنا، ولك أن تتخيل كم مرة حصل مع أحدنا أن قابله شخص يقول له لقد نقص وزنك أخيرا، ثم بعدها بدقائق يقابله شخص يبدي التعجب من زيادة وزننا الواضحة.
هذا كله في الظاهر، أما ما يتعلق بعمل الدماغ في الجوانب التي يبني فيها الدماغ تصوراته عن الجسم، والتي يتصرف نفسياً وعضوياً بناء عليها الإنسان، فإن الأمر أشد تعقيداً. والتصورات المقصودة هي ما تتعلق بإحساس الدماغ عن شكل وحجم ووضعية أعضاء الجسم في الهواء أثناء السكون والحركة. وكذلك ما يتعلق بتفاعل الدماغ مع ما يشعر به بما هو حوله، بأي نوع من الحواس نما إلى الدماغ ذلك التصور، وأوضحها ربما التطورات المتقدمة في البحث الطبي حول ما يسمى بخلايا المرآة العصبية في الدماغ، وهي مما لا مجال لعرضه فيما يجرى الحديث عنه وإن كانت وثيقة الصلة بالأمر. محاولة الاستفادة من المرآة في الحياة الصحية عموماً أو في الجوانب العلاجية، هو في حقيقة الأمر محاولة لإعادة التوازن إلى تصورات الدماغ عن الجسم. والأمر أبعد من الاستفادة منها في صالات الألعاب أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو في تطوير تجاوب الطفل أثناء جلسات علاج النطق. فالمرآة ما هي إلا وسيلة بسيطة وخفيفة ومتوفرة وواقعية للحصول على تصور أفضل عن أجزاء من جسمنا، مثلها مثل وسائل أخرى كالأفلام السينمائية. وكلما كانت التصورات الدماغية أوضح تحسن الأداء إذا عرف المرء كيف يستثمرها. وكلما تعلمنا كيف نخفف أو نعدل من تصورات الدماغ كلما استفدنا إما زيادة في أدائه أو تخفيف فرط نشاط مزعج لنا منه، والإنسان يستطيع التحكم والسيطرة والتوجيه حتى على دماغه لو شاء. فأحدنا يعلم عن نفسه في مقاطع من الصور المتحركة أموراً يجهلها عن نفسه، أبسطها كيف يمشي وكيف يتلفت وما هي تعبيرات وجهه. ولو تمعن الإنسان فيها واستفاد دماغه منها لأدرك الكثير مما يمكن أن يُضيفه أو يحسنه من أداء حركات جسمه وغيرها من الجوانب في معرفة الذات. ولعل من أطرف ما يحتاج إلى بحث هو تأثير رؤية الإنسان لأعضائه الداخلية كما في فحوصات الأشعة كالأشعة الصوتية للقلب مثلاً التي تعطي المرء صورة تلفزيونية كأن قلبه في يديه يقلبه ليراه من كل الزوايا. لكن مهلاً لم نذهب بعيداً، إن ما يحتاج إلى تأمل بحثي هو رؤية الأم الحامل لجنينيها في فترات متعاقبة أثناء الحمل بالأشعة فوق الصوتية التلفزيونية، وأثر ذلك من ناحية شعورها بثقل الحمل أو تعلقها بالجنين وغير ذلك مما له علاقة بتصورات الحامل الدماغية.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02366 seconds with 10 queries