31/05/2006
|
#2
|
مشرف متقاعد
نورنا ب: |
May 2006 |
مشاركات: |
3,276 |
|
التكملة
توماس مان في سطور
وُلد توماس في 6/6/1875 في لوبيك من أب ألماني وأم برازيلية رحلت بعد وفاة الأب إلى ميونيخ عام 1893 مع أطفالها الأصغر ولحق بها بعد عام ولداها الكبيران هاينريش وتوماس مان. وبينما عمل توماس متطوعاً في إحدى شركات التأمين ضد الحريق، كان أخوه الأكبر هينريش قد كتب ونشر باكورة أعماله الأدبية، وتبعه توماس عام 1901 بإصدار رواية سقوط عائلة التي دأب عدة سنوات على كتابتها في مجلدين، والتي كانت سبب شهرته العالمية، وقد طبعت ووزعت عام 1910 للمرة الخمسين، وحصل بها أيضاً عام 1929 على جائزة نوبل للآداب.
وبعد مقاومته الشرسة للنظام النازي الدكتاتوري اضطر للهجرة عام 1933 وأقام في سويسرا ثم في أمريكا حيث حصل على الجنسية فيها عام 1944 باعتباره لاجئاً سياسياً، بشكل مؤقت.. بناء على طلبه.
من أهم أعمال توماس مان الأدبية الأخرى التي رسخت مكانته كأحد أكبر وأهم كتاب القرن العشرين هي رواية: جبل السحر.. التي صدرت عام 1924 وكذلك ملحمته يوسف وأخوته عام 1933 ثم دكتور فاوست 1947 التي جابه فيها التطورات السياسية في ألمانيا بعد الحرب. ورفض بعناد أن يعود إلى وطنه معتبراً أنه ما زال محتلاً ومعترفاً بأنه عاجزاً عن المساهمة في تحريره فهو لا يملك سلاحاً غير الكتابة. التي لم تعد في رأيه كافية لتحرير أوطان احتلتها المدافع، والقنابل والطائرات.. لم يعتقد توماس مان بأن شعباً خضع اثنتي عشرة سنة للقهر والتعسف النازي قادر على التحرر من نير الاحتلال الإمبريالي الأميركي، ولهذا بقي بعيداً عن وطنه، وعندما كره أمريكا وأثارت وحشيتها في إذلال الشعوب سخطه وغضبه، هاجر منها أيضاً عام 1952 إلى سويسرا وعاش في قرية قرب زيوريخ تدعى كيلش بيرغ وكتب أعمالاً متميزة كثيرة منها رواية اعترافات المحتال فيليكس كرول ورواية المخدوعة والقسم الأول من مذكراته.
واجه مان حملات نقدية لاذعة بسبب تصريحه أثناء زيارته الأولى لألمانيا بعد الحرب أنه سيبقى في المهجر ولا يريد أن يعيش في وطنه المحتل وناصبه الكثيرون العداء ومنهم الشاعر المشهور برتولت بريخت الذي دعاه إلى العيش في الجزء الشرقي في ألمانيا بعد تأسيس دولة ألمانيا الديمقراطية الاشتراكية، لكن مان رفض ذلك أيضاً ووصف السوفييت السابقين بأنهم محتلون مثل الأمريكان سواء بسواء. (علما بأن خصومه اتهموه أكثر من مرة بأنه شيوعي).
قال في آخر زيارة قام بها إلى مدينة لوبييك مسقط رأسه في ألمانيا قبل وفاته في مدينة زيوريخ في 12/8/1955 قال لزوجته:
نعم أنا ألماني لكني ألماني –عالمي، إنني رسول الحضارة الألمانية إلى العالم، وسأبقى أميناً على هذه الرسالة في السنوات القليلة الباقية من حياتي..
ت.عدنان حبال
|
|
|