البرازيل 1950
توقفت بطولة كأس العالم 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب عام 1946 اجتمع الاتحاد الدولي في العام ذاته واتخذ قرارا باطلاق اسم جول ريميه على الكأسن كما اعلن انضمام الاتحاد البريطاني الى كنفه بعد غياب طويل وقبول عضوية الاتحاد السوفياتي. واوكل الى البرازيل احضتان البطولة الرابعة. وكان اختيار البرازيل طبيعيا لان معظم الدول الاوروبية كانت خارجة من حرب فتاكة اتت على اقتصادها وبناها التحتية. وشيدت البرازيل لهذه المناسبة ملعب ماراكانا الشهير وهو اكبر الملاعب العالمية حيث يتسع ل200 الف متفرج. واقيمت النهائيات من 24 حزيران/يونيو الى 16 تموز/يوليو بمشاركة 6 منتخبات اوروبية و5 من اميركا الجنوبية و2 من اميركا الشمالية.
وسجلت في البطولة مفاجأة من العيار الثقيل ردد صداها في انحاء العالم وتمثلت بفوز الولايات المتحدة المغمورة على انكلترا مهد اللعبة بهدف سجله الهايتي الاصل لوري غايتجنس في مدينة بيلو هوريزونتي.
واكد الدور الاول ان المنافسة ستنحصر بين البرازيل المضيفة والاوروغواي العائدة بقوة والتي اكتسحت بوليفيا 8-صفر.
وعمل بنظام الدوري بعد انتهاء الدور الاول ويتوج بطلا المنتخب الذي يجمع اكبر عدد من النقاط. وقد فاز البرازيليون على السويد 7-1 وعلى اسبانيا 6-1، في حين فازت الاوروغواي على السويد 3-2 وتعادلت مع اسبانيا 2-2.
وكان اللقاء الاخير بين البرازيل والاوروغواي بالتالي حاسما لتحديد الفوز مع افضلية للاولى التي كانت تلعب على ارضها وبين جمهورها كما ان التعادل كان يكفيها لضمان اللقب للمرة الاولى.
وام ملعب ماراكانا 200 الف متفرج يوم المباراة النهائية معتبرين ان احراز اللقب تحصيل حاصل. وزاد من اقتناعهم عندما احرز فرياكا هدف التقدم للبرازيل (4

، بيد ان شيافينو ادرك التعادل للاوروغواي (6

قبل ان يوجه غيغيا ضربته القاضية (79) فابكى ملعب ماراكانا.
اقيمت في البطولة 22 مباراة سجل خلالها 88 هدفا منها 3 من ركلات جزاء ولم يطرد اي لاعب، وتابعها 1337000 متفرج، وتوج البرازيلي اديمير هدافا برصيد 9 اهداف.
نجوم البطولة:
- اديمير (البرازيل): هداف البطولة اختير هداف البطولة بعدما سجل 9 اهداف في 6 مباريات.
- الفرد بيكل (سويسرا): اللاعب الوحيد الذي شارك في البطولتين اللتين اقيمتا قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها: فرنسا 1938 والبرازيل 1950.
- جوزيف غيتنز (الولايات المتحدة): صاحب الهدف التاريخي الذي اخرج انكلترا (1-صفر) من المسابقة.
- السيدس ادغاردو غيجيا (الاوروغواي): صاحب هدف الفوز في مرمى البرازيل، علما ان الاخيرة كان يكفيها التعادل لتحرز اللقب.
- خوان شيافينو (الاوروغواي): سجل 5 اهداف في المباراة التي فازت فيها بلاده على بوليفيا 8-صفر في الدور الاول.
- المباراة النهائية اقيميت في 16 تموز/يوليو وفازت فيها الاوروغواي على البرازيل 2-1 في ريو دي جانيرو امام 199854 متفرجا. سجل شيافينو (66) وغيجيا (79) هدفي الاوروغواي وفريياشا (47) هدف البرازيل. قاد المباراة الحكم الانكليزي ريدر.
مثل الاوروغواي: ماسبولي وغونزاليس وتيخيرا وغامبيتا وفاريلا (قائد المنتخب) واندرادي وغيجيا وبيريز وميغيز وشيافينو وموران. المدرب لوبيز.
مثل البرازيل: بربوزا واوغستو (قائد المنتخب) وجوفينال وباور ودانيلو وبيغودي وفريياشا وزيزينو واديمير وجايير وشيكو. المدرب كوستا.
سويسرا 1954
اختيرت سويسرا لاستضافة كأس العالم 1954 لحيادها في الحرب العالمية الثانية وبالتالي فان اقتصادها لم يتأثر، واقيمت النهائيات من 16 حزيران/يونيو الى 7 تموز/يوليو بمشاركة 16 منتخبا: 12 من اوروبا و2 من اميركا الجنوبية و1 من اميركا الشمالية و1 من اسيا.
وكان المنتخب المجري الذي لم يخسر منذ اربع سنوات في 31 مباراة على التوالي وهزم انكلترا العريقة 6-3 في "قلعة" ويمبلي في لندن قبل سنة مرشحا فوق العادة لاحراز اللقب. وقد بدا ذلك واضحا من عروضه الرائعة في الدور الاول بقيادة هيدجيكوتي وكوتشيش وبوشكاش.
وقد اكتسحت المجر المانيا 8-3، وكوريا الجنوبية 9-صفر، وتركيا 7-صفر اي انها سجلت 24 هدفا في 3 مباريات بمعدل 8 اهداف في المباراة الواحدة. ثم تغلبت في ربع النهائي على البرازيل القوية 4-2 في مباراة عرفت بمعركة برن نظرا للخشونة التي تميزت بها، ثم فازت على الاوروغواي 4-2 في نصف النهائي ايضا.
في المقابل كانت المانيا تشارك للمرة الاولى بعد غياب دام 10 سنوات علما بانها الاتحاد الدولي منعها من المشاركة في البطولة الاخيرة في البرازيل لدورها في الحرب العالمية.
وضم المنتخب الالماني انذاك الاخوين فريتس واوتمار فالتر وهلموت ران، وكان بلوغها المباراة النهائية انجازا.
وصبت جميع الترشيحات في مصلحة المنتخب المجري الذي كان هزم الالمان 8-3 في الدور الاول. وكان الشك يحوم حول مشاركة النجم المجري بوشكاش الذي اصيب في ربع النهائي، لكن المدرب غوستاف سيبيس غامر واشركه منذ البداية. ولم يخيب بوشكاس امال مدربه وانصار المنتخب فافتتح التسجيل بعد مرور 6 دقائق فقط، قبل ان يضاعف زميله تشيبور الغلة بعد ثلاث دقائق، فظن الجميع ان سيناريو المباراة الاولى سيتكرر لا محالة.
بيد ان الالمان الذي يعرف عنهم انه لا يستسلمون الا مع نهاية المباراة كان لهم رأي اخر اذ تمكن مورلوك من تقليص الفارق في الدقيقة 11 واضاف ران الثاني في الدقيقة 18.
وقبل 6 دقائق على نهاية المباراة وجه ران نفسه الضربة القاضية بتسجيله هدف الفوز وسط ذهول الجميع.
وسجل في البطولة 140 هدفا في 26 مباراة اي بمعدل 38ر5 اهداف في المباراة الواحدة وهي اعلى نسبة تسجل في النهائيات حتى ايامنا، وتوج المجري ساندور كوتشيش هدافا برصيد 11 هدفا.
نجوم البطولة:
- هلموت ران (المانيا الغربية): سجل عشر اهجاف في عشر مباريات، بينها هدفان في المباراة النهائية ضد المجر، والطريف ان ران استدعي الى المنتخب في اللحظات الاخيرة علما انه كان يخوض دورة دولية في الاوروغواي.
- فريتز والتر (المانيا الغربية): قائد المنتخب الالماني بطل العالم.
- ساندور كوتشيش (المجر): سجل 11 منها 6 برأسه. وحارس المانيا الغربية توريك كان الوحيد الذي استطاع صد ضربة راسية لهذا اللاعب في المباراة النهائية.
- فيرنيك بوشكاش (المجر): صانع العاب و"جنرال" المنتخب المجري الذي لم يخسر اي مباراة بين 1950 و1954، اصيب في المباراة النهائية بعد عرقلة من الالماني ليبريتش: - المباراة النهائية اقيمت في 4 تموز/يوليو في وفازت فيها المانيا على المجر 3-2 في برن امام 60 الف متفرج. سجل موروك (10) ووران (18 و84) اهداف المانيا وسجل بوشكاش (6) وتسيبور (

هدفي المجر. قاد المباراة الحكم الانكليزي لينغ.
مثل المانيا الغربية: توريك وبوزيبال وكولماير وايكل وليبريتش وماي وراه ومورلوك واوليفر ووالتر وفريتز والتر (قاءد المنتخب) وشافر. المدرب هيربدغر.
مثل المجر: غروسسيتش وبوزانسكي ولانتوس وبوتزيك ولورانت وزاكارياس وتسيبور وكوتشيش وهيديغكوتي وبوشكاش (قائد المنتخب) وتوث. المدرب سيبيتش.
السويد 58
اقيمت كأس العالم عام 1958 في السويد من 8 الى 29 حزيران/يونيو بمشاركة 16 منتخبا: 12 من اوروبا و3 من اميركا الجنوبية، و1 من اميركا الشمالية.
وقدمت البطولة الى العالم نجما في السابعة عشرة من عمره هو البرازيلي بيليه واسمه الاصل ادسون ارانتس دوناسيمنتو.
وقاطعت الدول العربية التصفيات لمشاركة اسرائيل وفشلت بعض الدول العريقة من التأهل وابرزها ايطاليا بطلة العالم مرتين والاوروغواي بطلة العالم مرتين ايضا.
وسجلت مشاركة المنتخبات البريطانية الاربعة وهي انكلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا للمرة الاولى والاخيرة. واقيمت البطولة في غياب مؤسسها الفرنسي جول ريميه الذي توفي قبل سنتين.
وعموما فان منتخبي البرازيل وفرنسا خطفا الاضواء في هذه البطولة باحرازها اللقب والثانية لحلولها ثالثة، علما بان احدا لم يرشحها للعب اي دور بعد نتائجها السيئة قبيل المونديال.
ولم يلعب بيليه اي مباراة في الدور الاول قبل ان يشركه المدرب في الدور ربع الناهئي ضد ويلز فسجل هدف المباراة الوحيد، ثم لعب دورا كبيرا في تخطي فرنسا في نصف النهائي (5-2) فسجل ثلاثة اهداف، قبل ان يتألق في النهائي ليقود فريقه الى احراز اللقب على حساب السويد (4-2) مسجلا هدفين.
وبات بيليه الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما و8 اشهر و8 ايام اصغر لاعب يفوز بكأس العالم، كما نجح المنتخب البرازيلي في ان يصبح اول فريق من خارج اوروبا يظفر بالكاس على ارض اوروبية. وضم المنتخب البرازيلي انذاك ماريو زاغالو (مدرب المنتخب حاليا) وغارينشا وفافا وديدي.
وسجل في البطولة 126 هدفا منها 7 ركلات جزاء وطرد لاعبين. وتوج الفرنسي جوست فونتين هدافا برصيد 13 هدفا وهو رقم قياسي في بطولة واحدة لم يحطم حتى الان.