
رغم الفرصة الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب الأرجنتيني للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة في التاريخ, يسيطر القلق والخوف على الفريق قبل خوض فعاليات البطولة ضمن المجموعة الثالثة الصعبة في الدور الأول والتي تضم إلى جانبه منتخبات هولندا وصربيا وكوت ديفوار.
والسبب الرئيسي في قلق وفزع المنتخب الأرجنتيني لا يتعلق بقوة المجموعة بقدر ما يتعلق بالذكريات السيئة للفريق في آخر بطولة خاضها في نهائيات كأس العالم عندما خرج من الدور الأول للبطولة التي جرت في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
وكان المنتخب الأرجنتيني خاض كأس العالم قبل أربع سنوات وهو المرشح الأقوى للفوز باللقب ولكنه خسر أمام منافسه العنيد المنتخب الإنكليزي وخرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول.
وتزامن الأداء الهزيل للمنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2002 مع ظهور منافسه العنيد المنتخب البرازيلي بمستوى رائع ساعده في إحراز اللقب للمرة الخامسة في تاريخه مما جعل الخروج المهين للمنتخب الأرجنتيني من الدور الأول للبطولة غير مقبول لدى مشجعي الفريق في العاصمة بوينس آيرس.
وسرعان ما ترك المدير الفني للفريق مارسيلو بييلسا المنصب لمواطنه خوسيه بيكرمان بعد أن فاز بييلسا مع الفريق الأرجنتيني الأولمبي بذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الاولمبية بأثينا 2004.
ولم تؤثر الكبوات التي تعرض لها المنتخب الأرجنتيني في بعض المباريات التي خاضها في بداية رحلة تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم على وصوله للنهائيات حيث جمع 34 نقطة من المباريات الـ18 التي خاضها في التصفيات ليحتل المركز الثاني خلف البرازيل بفارق الأهداف فقط ويصل للنهائيات
للمرة الرابعة عشرة في تاريخه.
وبعد أن حقق المنتخب الأرجنتيني عشرة انتصارات في 18 مباراة خاضها في التصفيات وحقق فارقا من الأهداف بين ما سجله وما اهتزت به شباكه وصل إلى 12 هدفا يبدو أن الفريق لن يكون منافسا يسهل التغلب عليه في نهائيات ألمانيا على الرغم من التوتر الكبير في الفريق وازدحام وسط الملعب بعدد من اللاعبين الذين
تتشابه مواهبهم.
ولكن الهزيمة التي مني بها الفريق أمام نظيره الانجليزي 2/3 وديا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كشفت عن عدد من أوجه القصور في دفاع الفريق.
السؤال الذي يشغل بال الجماهير الأرجنتينية حاليا هو هل يستطيع خوان رومان ريكيلمي نجم خط الوسط وصانع ألعاب الفريق أن يتحمل مسئولية قيادة نجوم المنتخب الأرجنتيني لتحقيق طموحات جماهيرهم ؟
يتمتع ريكيلمي نجم فريق فياريال الاسباني بمستوى متميز وعالمي كما يتسم أداؤه بالسرعة كما أنه نموذج رائع للاعب خط الوسط المعاصر الذي يقوم ليس فقط بدور المهاجم بل بدور المدافع أيضا, لكن ما يثير قلق الجماهير الأرجنتينية هو إمكانية افتقاد اللاعب للثقة بعد الكارثة التي تسبب فيها، عندما أهدر ضربة الجزاء التي احتسبت لفياريال قبل نهاية مباراته مباشرة أمام آرسنال الإنكليزي في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا مما حرم الفريق الإسباني من التأهل للمباراة النهائية.
لقد مضى 20 عاما منذ اعتماد المنتخب الأرجنتيني بصفة أساسية على "رقم 10" للفوز بكأس حيث فاز الفريق في بطولة 1986 في المكسيك بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا وافتقد الفريق طوال السنوات الماضية وجود اللاعب الذي يرتدي القميص رقم 10 ويمكنه قيادة الفريق إلى الفوز باللقب, وما زال لاعبو ومشجعو الأرجنتين يعيشون حتى الآن على ذكريات الفوز بلقب كأس العالم 1986.
ولكن من المؤكد أن المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني خوسيه بيكرمان يضم حاليا العديد من النجوم الموهوبين الذين يساندون ريكيلمي في تحقيق أحلام التانغو الأرجنتيني.
من هؤلاء النجوم يبرز خافيير سافيولا مهاجم إشبيلية الإسباني وبابلو أيمار من فريق فالنسيا وكارلوس تيفيز المحترف في كورينثيانز البرازيلي وهيرنان كريسبو مهاجم تشيلسي الانجليزي مما يؤكد أن الفريق الأرجنتيني سيكون متألقا في الناحية الهجومية.
وقد يكون اللاعب الشاب ليونيل ميسي الورقة الرابحة في المنتخب الأرجنتيني إذا استعاد لياقته للمشاركة في البطولة وقد يكون سببا بلياقته ومهارته في الفوز باللقب.
وربما يكون خط الدفاع هو نقطة الضعف الكبرى في صفوف المنتخب الأرجنتيني ولكن مع عودة غابرييل هاينزه مدافع مانشستر يونايتد الإنكليزي من الإصابة التي أفسدت عليه الموسم المنقضي 2005/2006 أصبح الموقف أفضل من ذي قبل.
ويعاون هاينزه في خط الدفاع كلا من فابريزيو كولوتشيني وروبرتو أيالا نجمي ديبورتيفو لاكورونا وفالنسيا الإسبانيين ونيكولاس بورديسو مدافع إنتر ميلان.
ويرى العديد من الخبراء أن المنتخب الأرجنتيني يتمتع بفرصة كبيرة في هذه البطولة ومنهم المدير الفني للمنتخب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا الذي قال "إذا نظرنا لقوة الفرق المنافسة أعتقد إن أكبر منافس لنا سيكون المنتخب الأرجنتيني".