كانت هذه المقدمة .. في سردِ سيرة الموقرة...
هي زانية تمارسُ البِغاءَ في مخدعِها.. تعاقرُ الخمرَ تحتَ الضوءِ الأحمرِ ..وتسهرَ اللياليَ على نغماتِ الفُجرِِ والرذيلةِ..
ولكنها عفيفة تريدُ أن تكونَ حرةً .. لذلكَ قتلت وتابت وتبنت !!
فلا ندبَ عليها ولا عتب..عذرها لنفسِها أنها نتاجُ جـِماعاً جماعياً غيرُ شرعيْ..
تريد أن يؤمنَ الجميعُ بحتميةِ دخولِها الجنة.. فزادَ خُشُوعها قبل يومِ الحسابْ..
أمعاناً في الإلحاد ,, تُهللُ وتستغفر وتُناجي سراً في العَلن لتصبحا مباركةً متقشفة..توشحت بالسوادِ لتُخفيَ السوادْ ,, أحبتِ الأيتامَ ليحبَها الايتام ,, فلا شرَ من مُحب ,, ولا بأسَ مِن تعبْ ..
قلتُ - من أين فَاحَ النتنْ ؟؟ أعفةٌٌ وأدبٌ و مخدعً ونخبْ!!
حَاولتٌ كشفَ الجريمةِ فتَبارتِ الأقلامُ في كبحِ هذا العارْ ..الشنار.. متسلحةً بكلِ خبرةٍ ,, ومُتأملةٍ بكلِ صُرةٍ...
ودَارُ الأيتامِ كما لو أنها مقام للعزاءِ والعويلِ ..قاسِمُها الهلعِ والوليل.. من هولِ هذهِ الجريمةِ في حقٍ هذهِ المسكينةٍ..العفيفةٍ ...
خَرَجت إلى الأيتامِ فأستبشروا .. فكَبرت وهلَلَت ..بعدَ أن بسملت..
وبصوتاً واثقاً سألت :-
من أنتَ يا هذا ؟؟ ومن تكونَ لتستبيحَ حرمةَ ذاتي؟؟
فقلت أنا الخُلاصـ ـ ـ ـه..
فقاطعتني بحدةً.. ستعرف الخلاصة يا خلاصة.. خذوه إلى المقصلةْ ..
فَتَعالتِ الصيحاتُ مكبرةً مباركة..وتسارعتْ الخطوات إلي سائرة..
فبينَ ركلاً و وكزاً من الأيتام المؤمنين..خطرت لي فكرة.. أعلنت الرجوعِ ..فإذا بيّ تَتخاطفُني الأحظان..وأقَبلُ في الأوجان..أهلا بكَ حينَ رجعت....
فباركَ اللهُ في من هداني.. وإلا قد كنتُ من ضحايا المقصلة.. كما حالُ من أستفسرَ قبلي في شؤون الزانية ..