[صياد الطيور]

حملة ألمانية لمكافحة الدعارة في كأس العالم

قرب إنطلاق مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه ألمانيا في التاسع من حزيران ( يونيه) المقبل، ولمدة شهر كامل، لازال الحديث مستمراً ودائراً حول العديد من المشكلات
التي قد تعترض المونديال تنظيمياً لاسيما منه قضية الدعارة التي باتت تستأثر باهتمام كبير من قبل كافة القطاعات الألمانية والدولية، حتى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) عبر عن قلقه من تأثيرها السلبي، محذراً من خطورة ممارسة الدعارة أثناء كأس العالم.
ومع إزدياد المخاوف الحادثة أصلاً من ظاهرة الدعارة وازدياد تجارة البغاء في المونديال، وما يتبعه من إجبار النساء اللواتي يتم استقدامهن خصيصاً من دول شرق أوروبا لهذا الغرض، بادرت شخصيات وجمعيات ألمانية مختلفة بإطلاق حملة كبيرة من أجل مكافحة الدعارة أثناء المونديال الألماني.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعرب الشهر الماضي عن قلقه من التأثير السلبي للدعارة المقننة في ألمانيا على كأس العالم المقبلة، مؤكداً في الوقت ذاته بأنه لا يملك الوسائل الكافية لوقف تلك الظاهرة، لكن رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وجه نقدا واضحا للألمان قائلاً بأن الجزء الاكبر من المشكلة ( الدعارة) يقع علي عاتق الدولة المنظمة، وليس على الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويرى مراقبون أن الطلب على بيوت الدعارة سيزداد بشكل جلي وملحوظ أثناء كأس العالم، الأمر الذي يتسبب تلقائياً في جلب المزيد من النسوة من أجل ممارسة الدعارة، بهدف جني أرباح إقتصادية متوقعة وهائلة من هذه التجارة بالنسبة للمشغلين وليس بشكل كبير للعاملات في ذلك.

إنتقادات لاذعة تواجه ألمانيا على خلفية بيوت الدعارة قبل المونديال

وتهدف الحملة الألمانية التي تأتي قبل نحو 3 أسابيع من انطلاق المونديال إلى التعريف بهذه الجريمة، وكشف أبعادها ، إلى جانب المساهمة في منعها بشتى الطرق والتقليل من أضرارها كونها قائمة لا محالة.
ويقول القائمون على هذه الحملة أن من أبرز أهدافهم جذب تعاطف الزائرين للحدث العالمي الكبير في ألمانيا ، وذلك من خلال تعريفهم بالظروف الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية الصعبة التي تعانيها تلك النسوة اللواتي يجبرن على ممارسة البغاء والدعارة .
وتدل إحصائيات رسمية على أن 80% من النساء العاملات في الدعارة بألمانيا من أصول أجنبية، ويعشن بأوضاع غير قانونية ويخضعن لسيطرة المنظمات الإجرامية.
وفي الوقت الذي تقول فيه أوساط ألمانية حسنة الإطلاع بالشأن الاقتصادي أن استضافة كأس العالم يعطي الألمان دفعة قوية لما تحويه من منافع اقتصادية يمكن أن تتحقق بعد استضافة البطولة،إلى جانب تحسين نظرة العالم إليها من خلال هذا المحفل الدولي الكبير، إلا أن الانتقادات اللاذعة لازالت تحاصر ألمانيا بصورة كبيرة خاصة حول بيوت الدعارة التي تسببت في مشاكل كبيرة مؤخرا .
ونقل موقع " دويتشه فيله" الألماني عن رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونسييف"، وراعية هذه الحملة، في ألمانيا هايدي سيمونز قولها، أن هذه الحملة هامة جداً ، مشيرة إلى أنها تعي أن الكثيرين يظنون أن الدول الأوروبية الغنية مثل ألمانيا لا يمكن أن تشهد مثل هذه الظاهرة( الدعارة) ، وأنه بالتالي لا يجب عمل الكثير.
أكثر من 80 % من الأجنبيات يعملن في بيوت الدعارة بألمانيا

وتابعت :" نريد أن نوضح أن على الباحث عن هؤلاء الفتيات التفكير فيما يطلب.. على الأقل يجب أن يشعر بالعطف عليهن... فمع كل السعادة والحماس للعب، يجب أن يضعوا في اعتبارهم ألا تكون النساء والفتيات مجبرات على فعل ما يقلل من قيمتهن وآدميتهن".
وتحظى الحملة الألمانية بدعم كبير من عدد من المنظمات والهيئات التي تحاول توعية الجماهير الكروية بعدد من الوسائل أبرزها اللوحات الإرشادية والكتيبات والنشرات وبطاقات التهنئة وأغطية زجاجات البيرة، حيث ستحتوي هذه النشرات على رقم الخط الساخن، حيث يمكن الإبلاغ عن أي حالة تثير الشكوك.
وتلقى الحملة الألمانية لمكافحة الدعارة والتي ستركز نشاطها في المدن الكبرى التي تستقبل مباريات كأس العالم مثل هامبورج ، برلين ، ميونخ ، فرانكفورت ولايبزبغ، اهتماما كبيرا من قبل الشرطة الألمانية التي تدعم الحملة.
وترى قيادة الشرطة الألمانية أن هناك حاجة ماسة لتغيير القوانين الخاصة بهذه الجريمة، لدرجة أن كونراد فرايبرج رئيس الشرطة وصف العقوبة المقررة على الإتجار بأغراض النساء بأنها " مخجلة" ، مطالباً في الوقت ذاته أن يكون هناك تعاون دولي لحل المشكلة يمر عبر الجمارك، لأن الأمر لا يجب أن يعتمد على تحريات الشرطة فقط.
يذكر أن ألمانيا تعد من الدول التي قامت بتشريع الدعارة عام 2003، كما أنها أعلنت عن استقدام 40 ألف عاهرة للعمل بها خلال فترة كأس العالم ، نظرا لأنها تراها فترة جذب هائلة للسائحين من مختلف أنحاء العالم، وقد اتخذت خطوات من شأنها أن تزيد منه حيث تعتزم بناء مركب ضخم يضم العاهرات ترقبا لزيادة النشاط التجاري علي هامش المونديال.