الموضوع: كتاب الماركسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/05/2006   #11
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

Thumbs up كتاب الماركسية...الجزء التاني عشر.


الفصل الثاني عشر:

الماركسية والنسوية
لقد كان هناك دائما اتجاهين مختلفين في مسألة تحرير المرأة:
النسوية والاشتراكية الثورية. والنسوية هي التأثير المهيمن على حركات المرأة التي اندلعت في الدول الرأسمالية المتقدمة خلال الستينات والسبعينات من هذا القرن.
تبدأ النسوية من فكرة أن الرجال دائما ما يضطهدون النساء، وبأن هناك شيئا ما في التكوين البيولوجي أو النفسي للرجال يجعلهم يعاملون النساء ككائنات أدنى منهم.
وهذا يؤدي إلى فكرة أن التحرر ممكن فقط بعزل النساء عن الرجال، سواء بالانفصال الكامل للنسويات اللاتي يبحثن عن "أساليب حياة متحررة" أو الانفصال الجزئي للجان النساء، الاجتماعات الانتخابية أو الأحداث التي تهم النساء فقط.
إن هناك الكثيرات ممّن يدعمن هذا الانفصال الجزئي يدعون أنفسهن بـنسويات اشتراكيات.
ولكن في السنوات الأخيرة، سادت داخل حركة المرأة أفكار النسويات الراديكاليات عن الانفصال الكلي ، ثم انتهت الأفكار الانفصالية مرة بعد أخرى كجناح متطرف بعض الشيء إلى تأدية خدمات اجتماعية من نوعية خدمة اللاجئات مثلا.
ولقد قاد هذا الفشل المزيد من النسويات في اتجاه آخر - اتجاه حزب العمال.
يؤيد هؤلاء فكرة أن وضع النساء في الأماكن المناسبة لهن كعضوات في البرلمان أو مسئولات نقابيات أو مستشارات محليات سوف يساعد جميع النساء بعض الشيء على تحقيق المساواة.
أما تقليد الاشتراكية الثورية فهو يبدأ من مجموعة أفكار مختلفة تماما.
إن ماركس وإنجلز، وهما يكتبان في عام 1848، قد طرحا - أولا - فكرة أن اضطهاد المرأة لم ينبع من الأفكار الموجودة في عقول الرجال ولكن من تطور الملكية الخاصة ومعها ظهور مجتمع قائم على الطبقات.
وبالنسبة لهما، فإن النضال من أجل تحرير المرأة لم ينفصل عن النضال لإنهاء المجتمع الطبقي بكامله - أي النضال من أجل الاشتراكية.
أشار ماركس وإنجلز كذلك إلى أن تطور الرأسمالية المبني على نظام المصنع قد أتى بتغيرات عميقة في حياة البشر، وخاصة في حياة النساء.
فلقد أُعيدت النساء مرة أخرى للإنتاج الاجتماعي والذي كن قد استُبعِدن منه تدريجيا مع تطور المجتمع الطبقي.
أعطى هذا للمرأة قوة كانت كامنة بداخلها ولكن لم يسيطرن عليها من قبل أبدا.
امتلكت النساء كعاملات منظمات بشكل جماعي استقلالا أكبر وقدرة على النضال من أجل نيل حقوقهن.
ولقد كان ذلك متناقضا بشدة مع أسلوب حياتهن من قبل عندما كان دورهن الرئيسي في الإنتاج يتركز في الأسرة مما جعلهن يعتمدن تماما على رب الأسرة - الزوج أو الأب.
من هذا استنتج ماركس وإنجلز أن الأساس المادي للعائلة، وبالتالي اضطهاد المرأة، لم يعد موجودا؛ كما أن الذي منع المرأة من الاستفادة من هذا كان حقيقة أن الملكية ظلت في أيدي القلة.
واليوم، فإن العامل الهام الذي يُبقي النساء مضطهدات هو الطريقة التي تنظم به الرأسمالية نفسها - خاصة تلك الطريقة التي تستخدم بها الرأسمالية شكل معين للعائلة من أجل التأكد من أن عمالها يربون أطفالهم لكي يصبحوا الجيل القادم من العمال.
فهي إذن ميزة كبيرة، أي أنه في حين أن الرأسمالية تدفع للرجال لكي يعملوا - وبشكل متزايد للنساء أيضا - فإن النساء سيكرسن حياتهن وبدون مقابل للتأكد من أن أزواجهن صالحين للعمل في المصانع وأن أطفالهن سيقومون بنفس العمل في المستقبل.
أما الاشتراكية، على العكس من ذلك، سوف تعمل من أجل أن يتحمل المجتمع ككل الكثير من الوظائف التي تقوم بها الأسرة والتي تثقل كاهل النساء.
ولكن هذا لم يعنِ أن ماركس وإنجلز ومن خلفوهم ظلوا يرفعون شعار "القضاء على العائلة".
فلقد كان مؤيدو العائلة قادرين دائما على تعبئة العديد من أكثر النساء عرضة للاضطهاد لتأييد مسألة العائلة، كما أنهم رأوا أن شعار "القضاء على العائلة" كان بمثابة رخصة لأزواجهم ليهجروهن هن ومسئولية الأطفال.
وفي مقابل ذلك، حاول الاشتراكيون الثوريون دائما توضيح أنه في مجتمع اشتراكي أفضل لن تجبر النساء أبدا على الحياة البائسة الضيقة الأفق والتي هي ما تقدمه العائلة لهن في أيامنا الحالية.
والنسويات طالما ما رفضن هذا النوع من التحليل.
فبعيدا عن الاقتراب أكثر من النساء واكتشاف مواطن قوتهن لتغيير العالم وإنهاء الاضطهاد الذي يمارَس عليهن - وأيضا مواطن قوتهن الجماعية في مواقع العمل - قامت هؤلاء النسويات بالنظر إلى النساء كمعذبات. فنجد أن حملات الثمانينيات، على سبيل المثال، قد ركزت على قضايا مثل الدعارة والاغتصاب أو تهديد الأسلحة النووية للنساء وعائلتهن.
إن كل هذه الأمور تنطلق من نقطة أن النساء كائنات ضعيفة.
تبدأ النسوية من افتراض أن الاضطهاد يطغى على الانقسام الطبقي.
إن هذا الافتراض يؤدي إلى نتائج لا تمس المجتمع الطبقي إطلاقا، ولكن كل ما تفعله هو تحسين وضع بعض النساء - واللاتي يصبحن أقلية.
لقد انتهت حركات المرأة بان تسيطر عليها نساء "الطبقة الوسطى الجديدة" - مثل الصحفيات، الكاتبات، أساتذة الجامعات والدرجات الأعلى من ذوي الياقات البيضاء.
أما العاملات من أمثال السكرتيرات أو من يعملن في الأرشيف أو مشغّلات الماكينات فقد تم استبعادهن.
إن مسألة تحرر المرأة تصبح حقيقة فقط خلال فترات التغيير الجذري والمدّ الثوري، وهي تصبح حقيقة ليس فقط بالنسبة للأقلية ولكن لكل نساء الطبقة العاملة أيضا.
فلقد أنتجت ثورة 1917 البلشفية مساواة أكثر بكثير للنساء عن ذي قبل مما عرف في العالم.
أصبح الحق في الطلاق والإجهاض ووسائل منع الحمل حرية متاحة للجميع.
كما أصبحت مسئولية الاهتمام بالأطفال والأعمال المنزلية ملقاة على كاهل المجتمع ككل .
وكانت هناك بدايات للمطاعم الجماعية والمغاسل والحضانات مما أعطى للنساء حرية أكبر بكثير للاختيار والتحكم في حياتهن.
وبالطبع، لم تنفصل هذه الخطوات التقدمية عن مصير الثورة ذاتها.
فلقد أدت المجاعة والحرب الأهلية وهلاك القسم الأعظم من الطبقة العاملة وفشل الثورة عالميا إلى الهزيمة الحتمية للاشتراكية في روسيا نفسها، وتحول بالتالي التحرك تجاه المساواة إلى عكسه تماما.
ولكن السنوات المبكرة للجمهورية السوفيتية أظهرت ما يمكن للثورة الاشتراكية أن تحققه، حتى في أشد الظروف سوءا.
واليوم، فإن احتمالات تحرر المرأة أفضل كثيرا في بريطانيا، وربما ينطبق هذا أيضا على دول رأسمالية متقدمة أخرى- فهناك عاملتان من ضمن كل خمسة عمال.
إن تحرر المرأة يمكن أن يتحقق فقط من خلال القوة الجماعية للطبقة العاملة.
وهذا يعني رفض الفكرة النسوية عن منظمات مستقلة للمرأة.
فمن خلال عمل العاملات والعمال معا كجزء من حركة ثورية موحدة، يمكن هنا فقط أن يتم تدمير المجتمع الطبقي ومعه اضطهاد المرأة.

الفصل الثالث عشر:

الاشتراكية والحرب
اتسم القرن الحالي بأنه قرن الحروب.
لقد قتل عشرة ملايين شخص في الحرب العالمية الأولى، 55 مليون في الحرب العالمية الثانية، و2 مليون في الحرب في الهند الصينية.
أما الآن، فإن القوتين النوويتين العظميين في العالم، وهما أمريكا وروسيا، تمتلكان وسائل تدمير الجنس البشري بكامله عدة مرات.
إن تفسير هذا الرعب يعتبر من الأمور العسيرة بالنسبة لأولئك الذين ينظرون إلى المجتمع القائم كأمر مسلّم به.
فهؤلاء مدفوعون لاستنتاج أن هناك دافع فطري أو غريزي في البشر يقودهم للاستمتاع بالمذابح الجماعية.
ولكن الحقيقة هي أن الجنس البشري لم يعرف الحرب دائما.
لقد لاحظ جوردون شيلد عن أوروبا في العصر الحجري ما يلي:
"يبدو أن أهل الدانوب الأوائل كانوا قوما مسالمين، فأسلحة الحرب بالمقارنة بأدوات الصيادين لم تكن موجودة في مقابرهم.
إن قراهم افتقدت للدفاعات العسكرية."
ولكن، "في المراحل الأخيرة للعصر الحجري الحديث، أصبحت المعدات الحربية هي الأكثر ظهورا…"
إن الحرب لا تنتج عن عدوانية بشرية فطرية، بل هي نتيجة انقسام المجتمع إلى طبقات. فمنذ 5000 أو 10000 سنة مضت وعندما ظهرت طبقة من أصحاب الأملاك لأول مرة، كان عليها العثور على وسيلة للدفاع عن ثروتها.
بدأت تلك الفئة في إنشاء قوات مسلحة ثم دولة أضحت منفصلة عن باقي المجتمع؛ وفيما بعد، أصبح نهب مجتمعات أخرى وسيلة ثمينة للمزيد من تراكم الثروة.
عني انقسام المجتمع إلى طبقات أن الحرب أصبحت مظهرا دائما للحياة الإنسانية.
لم تستطع الطبقات الحاكمة المالكة للعبيد في اليونان القديمة وروما البقاء بدون حروب مستمرة والتي كانت توفر المزيد من العبيد.
وكان على ملاك الأراضي الإقطاعيين في العصور الوسطى أن يتسلحوا بقوة حتى يخضعوا عبيد الأرض المحليين، وأيضا ليحموا غنائمهم من ملاك الأراضي الإقطاعيين الآخرين.
وعندما بدأت الطبقات الرأسمالية الحاكمة الأولى في الظهور منذ 300 أو 400 سنة مضت، اضطرت هي أيضا اللجوء للحرب باستمرار.
لقد كان عليهم خوض حروب مريرة في القرون 16، 17، 18 و19 من أجل إرساء سيادتهم على بقايا الحكام الإقطاعيين القدماء.
نجد مثلا أن أكثر الدول الرأسمالية نجاحا مثل بريطانيا استخدمت الحرب لتوسيع ثروتها والوصول إلى ما وراء البحار، ونهب الهند وأيرلندا ونقل ملايين البشر كعبيد من أفريقيا إلى أمريكا، وهي في كل ذلك كانت تحول العالم كله إلى مصدر للنهب لنفسها.
وهكذا، فلقد بنى المجتمع الرأسمالي نفسه عن طريق الحرب.
فلا عجب إذن أن كل أولئك الذين عاشوا فيه آمنوا بأن الحرب هي شيء "حتمي" و"عادل" في نفس الوقت.
ومع ذلك، فالرأسمالية لا يمكن أبدا أن ترتكز بالكامل على الحرب.
لقد أتت معظم ثروتها من خلال استغلال العمال في المصانع والمناجم، وكان هذا شيئا يتعطل أحيانا عندما ينشب صراع داخل "البلد الأم" ذاته.
لقد أرادت كل طبقة رأسمالية وطنية السلام في بلدها بينما تشنّ الحرب في الخارج.
ولذلك، فبينما شجعت تلك الطبقات التمسك بـ"الفضائل العسكرية"، هاجمت أيضا وبضراوة "العنف".
إن أيديولوجية الرأسمالية تمزج بطريقة متناقضة تماما وبإفراط العبارات العسكرية والسلمية.
أما في القرن الحالي، فقد أصبحت الاستعدادات للحرب أكثر أهمية للنظام من أي وقت مضى. كان الإنتاج الرأسمالي في القرن التاسع عشر مرتكزا على الشركات الصغيرة التي تنافس بعضها البعض، كما كانت الدولة مجرد مؤسسة صغيرة تنظم علاقات تلك الشركات ببعضها وبينها وعمالها.
ولكن في القرن الحالي، ابتلعت الشركات الكبيرة معظم الشركات الصغيرة قاضية بذلك على المنافسة داخل كل دولة. فالمنافسة بدأت تتجه نحو العالمية أكثر وأكثر بين الشركات العملاقة في دول مختلفة.
لا توجد دولة رأسمالية عالمية لتنظيم هذه المنافسة.
ولكن بدلا من ذلك، فإن كل دولة على حدة تبذل كل الضغوط الممكنة لمساعدة طبقة الرأسماليين بها على الحصول على ميزات ليتفوقوا على منافسيهم الأجانب.
فصراع الحياة والموت بين الرأسماليين المختلفين يمكن أن يصبح صراعا للحياة والموت بين دول مختلفة، كل بترسانتها الضخمة من الأسلحة المدمرة.
أدى هذا الصراع مرتين إلى حروب عالمية.
كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية حروبا إمبريالية نتجتا عن خلافات بين تحالفات دول رأسمالية من أجل السيطرة على العالم.
ثم جاءت الحرب الباردة كاستكمال لهذا الصراع حيث اصطفت فيها أقوى الدول الرأسمالية ضد بعضها البعض في الناتو وحلف وارسو.
بالإضافة إلى هذا الصراع العالمي، احتدمت العديد من الحروب الساخنة في أجزاء مختلفة من العالم.
عادة كانت هذه صراعات بين دول رأسمالية مختلفة حول مسألة من يجب أن يسيطر على منطقة معينة، مثل الحرب بين العراق وإيران التي اندلعت في عام 1980.
ولقد أذكت كل القوى الرئيسية نيران الحرب ببيعها أكثر التكنولوجيا العسكرية تعقيدا لدول العالم الثالث.
إن هناك الكثير من الناس الذين يقبلون باقي خصائص النظام الرأسمالي ممن لا تعجبهم هذه الحقيقة الكئيبة.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05423 seconds with 10 queries