فظهرت على علامات الدهشة من كلماته الرقيقةعلى زوجته .. ولم أستطع إخفاء دهشتي ونظرتإليه .
فقال لي : أعرف لم هذه النظرة .. وأعرف لمالدهشة .. آن لي أن أعترف بأخطائي .. آن لي أنأعطيها ولو جزء من حقها عندي ...
آن لي أن امتدحها ... أن أحبها ... أن أحفظهابعد موتها .
فكم طال انتظارها لهذا المدح .. وهذا الحب ..
كم طال انتظارها لابتسامة منى بخلت عليها بها
كم طال انتظارها لضحكة ... ضحكتها خارج المنزلولم آتى لها بها
كم طال انتظارها وهى تنتظرني حتى الفجر لأعودوأعوضها عن غيابي .. وإذا بي أحتد عليها ..
وأوبخها على أتفه الأسباب
فكم طال انتظارها لكلمة رقيقة .. كانت ستكفيهابعد تعب طول النهار في مراعاة بيتي ,, وأولادي .. وكنت أتلفظ بأقسى الكلمات وكأنها لا قيمةلها
كم طال انتظارها لهدية بسيطة ... وقد كانتستسعدها وردة ... ولم أكترث ولم أهتم بمشاعرهاحتى في المناسبات الخاصة لدينا .
وكم طال انتظارها إلى خروجها معي .. في حمايتي ... ممسكا يدها أمام الناس افتخارا بها ....
زوجتي .. أم أولادي ..... هي لي .. وأنا لها .. تملأ عيني ... وأملأ عينها .
وما أخذت منى سوى تلك الجدران ... وهذا السجنالتي عاشت .. وماتت فيه .
كم طال انتظارها لحبي الذي لم أظهره لها أبدا .. وقد كانت كلمة ...أحبك .... ستزودها قوةواحتمالا على قسوة الأيام
كنت أخرج من بيتي في أبهى زينة .. أضع أحدثالعطور .. وألبس أغلى ملبس .. ذاهبا إلى عملي ... وأخرج من عملي مبكرا .. مستبدلا رجوعي
إليها بجلوسي مع أصحابي ... أضحك .. وأمرح ... لأعود إليها وقد نفذ كل شيء جميل لدى .. أعودإليها مرهق .. متعب .. عابس الوجه .. سليط
اللسان .
كم طال انتظارها لمجرد مكالمة تليفون من عمليلن تكلفني شيء ... أسألها فيها عن أحوالها ... وكيف قضت يومها .. وأشعرها باهتمامي ....
وأقول لها كم أفتقدها ....... كنت لا أهتم ...... ولا أفعل .
كنت أمشى في الأرض هباءاً .. مختالا ...مطمئناأنها في المنزل دائما تنتظرني ... فأين كانتستذهب ...؟
وكم ضجرت من لا مبالاتي .... وعدم انتمائي لها ... ولبيتي ... ولأولادي .
وكم حاولت النقاش ... والحوار معي في هدوء .. وكانت لا تحصد منى سوى قسوتي ... وجفائي .
وكم طال ليلها وهى تبكى وتنتحب .. في انتظاري ... أكفف دمعها ... وأضمها إلى صدري .. وأشعرها بالأمان .. والحماية ... ولم أفعل .. لم أفعل .
أظل ملتصقا في مكاني متعاليا .. متكبرا .. حتىيغلبني النعاس ... ويعلو شخيري حتى الصباح .
وإذا بي أراها في الصباح التالي .. ولم يغمضلها جفن من البكاء ...
كم طال انتظارها لكلمة حق منى .. على لساني ... كلمة .. آسف .... حقك عليا ..
أظل صامتا كالجبل .. ألبس .. وأتزين كعادتي .. وأتعطر .. ,أخرج بكل بساطة وأتركها بين الهموالكرب ... بين اليأس س والانكسار .
وكم طال انتظارها وهى مريضة .. لأسألها ما بك .. وأهتم بإحضار طبيب ودواء .. وعندما كنتأعلم أنها كانت عند طبيب ما .. أسألها سؤالاعابرا ..
جبر خاطر ... ولا أسألها عن مصاريف العلاج .. أو كم دفعت ... وأعطيها ... أو حتى أذهب معها
يتبع