بصراحة آلمني جدا خبر اعتقال ميشيل كيلو
بالنسبة للمقالة أنا قرأتها و بصراحة كريمبو لم أجد فيها أي تملق لجهة معينة و إنما هو تحدث عن التمايز الطائفي الاجتماعي ..
اعترف بأنني عندما بدأت قراءة المقالة ضربت على وتر حساس هو أني أصلا ابن ضيعة و من دخلاء المدينة لكن بصراحة و عندما تابعت قراءتها اكتشفت كم المقالة موجعة فقط كما هي الحقيقة
خلفية تاريخية
تحدث عن تجييش ابناء الريف، مع أني ضد القول بأن ابناء الريف و خاصة الساحل يعيشون عالة على الدولة.. فالزراعة هناك مردودها أفضل من باقي انحاء سوريا و لكن لا بد من الاعتراف بأن حالة التنميط و نشر الصورة المغلوطة لأبناء الريف على أنهم متسلقي جيش و أمن هي حقيقة واقعية مع أن الريف فيه من الفقراء و الطبقات المتوسطة و حتى الغنية التي تمتهن الزرعاة و العلم و الحرف الأخرى (في الريف و خارجه) لكنها لا تبرز للعيان كما تبرز الصورة الاستعراضية التي يظهر فيها اصغر عنصر أمن بسيارة جيب واز مقرقعة (و هي سيارة معركة و سيارة حقلية و ليست للتنقل و المواصلات في المدينة أصلا) و هنا أحب أن أشير أن الكثير من العسكريين من الطائفة العلوية و غيرها من أبناء الريف و من غيرهم من أكثر الناس نظافة و استقامة و في اليوم التالي لتقاعدهم أو الشهر التالي بأكثر تقدير يستقلون المواصلات العامة من سرافيس و غيره و هم لم يخرجوا من سنين خدمتهم الطويلة إلا ببيت و بعض الهدايا بعيد الجيش و هم غالبا ممن يتم تسريحهم باكرا و يعيشون و يموتون مع إنجازاتهم الشجاعة بصمت .. بينما التطبيل و التظمير و المظاهر الاستعراضية الفارغة من سيارات مفيمة (و يالدزينة) و قسائم البانزين و المنازل المنفوضة و و و تكون من نصيب البقية المتملقة التي تجيد لعق الأحذية و التي تمارس سلوكها كالكلاب المدربة المربوطة بسلاسل ذهبية و الجاهزة للنباح و الإخافة و حتى العض و النهش على طلب السيد الذي لا يبخل برمي العظام و حتى اللحم لحيواناته الغير أليفة و المدللة (يعني ما يبرز للعيان ليس المنجز و من أدى واجبه بصمت و لكن من امتهن الفساد)
المهم:
اعتقد ان ميشيل كيلو أراد الإشارة إلى الحالة العامة التي أوصلنا إليها حكم باسم الوطنية و الأمن القومية و الشعارات الطنانة الرنانة التي مللنا سماعها حتى فقدت معناها و غدت كالعلكة التي علكناها لساعات طويلة فذهب نكتها و سكرها و لم يبقى منها سوى قوام مطاطي يتحلل كل لحظة
بينما الحقيقة ما جرى هو تعميق الهوة بين المواطنين و دحرهم إلى عمق كهوفهم الطائفية و نشر التحفز بينهم و تبادل الاتهامات : (لا أقدم رأي فيما يلي و لكن الصورة الدارجة في الأذهان)
فالعلويين : ضباط و مدراء أمن ظالمين فاسدين ابناء ضيع همجيين..الخ
السنيين : طائفة متعصبة ظلامية تريد أن تسحق باقي الأقليات بأقرب فرصة
المسيحيين : طائقة من الوصوليين المتعصبين لبعضهم الذين يكرهون جميع المسلمين و الذي يمسحون جوخ للجميع ظاهريا
باقي الأقليات: تتوزع بين هراطقة و ضيعجية و بدع و و
بغض النظر عن التاريخ لكن في القرن العشرين كان هناك فرصة حقيقية لبناء دولة تنبذ الطائفية و تستخرج من السوري أعظم معاني الإبداع و الوعي بدل أن تدفع به دفعا إلى وديان الجهل و الطائفية لتستثمر المشاعر و تضع الوطن على كف عفريت
بصراحة أرى مقالة ميشيل كيلو مؤلمة كالواقع ، ربما لا ترسم صورة لكامل المجتمع لكنها تعبر عن خطر حقيقي موجود ربما حملت قليلا من التعميم و لكن اتصور لخدمة النص
تحيا سوريا!
الحرية لسوريا و السوريين
I'm going to buy this place and start a fire
Stand here until I fill all your heart's desires
Because I'm going to buy this place and see it burn
Do back the things it did to you in return
|