عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2006   #4
شب و شيخ الشباب MesHaL
عضو
 
الصورة الرمزية لـ MesHaL
MesHaL is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
مشاركات:
131

إرسال خطاب MSN إلى MesHaL
افتراضي


وكذلك كان المقاتل الثوري "تشي غيفارا" في نظر الإعلام الأمريكي الإمبريالي , فمن خصائص الآلة الإعلامية الإمبريالية أنها لا تعرف لعدوها فضلا , و لا تقبل منه صرفا و لا عدلا , فما دمت في خانة "الضد " , فأنت معرض لكل أنواع المسبات و الإفتراءات و التلفيقات مهما كان فيك من صفات إنسانية نبيلة تقدرها البشرية كالشجاعة و التضحية و الإخلاص للفكرة . لست هنا لنقاش أيديولوجية تشي جيفارا الماركسية الملحدة , أنا هنا لأوضح كيف كان الإعلام الأمريكي ينظر إلى تشي جيفارا و نضاله من أجل فكرته , و كيف حاول تشويه حقيقة كفاحه لصرف الناس عن التعاطف مع الرمز الأحمر , خاصة في مناطق أمريكا الوسطي و اللاتينية , حيث يعتبر تشي جيفارا مثلا أعلى لهم , خاصة في ظل التدخل الأمريكي في شئونهم و محاولتها جاهدة للسيطرة على مواردهم و إذعانهم لهيمنتها . إن شعبية جيفارا جاوزت المحيطات تماما كما كان كفاحه (6) , فالرجل ترك الوزارة و السلطة و فضل القتال ببندقية صدئة مع ثلة من رفاقه في أدغال بوليفيا ,وبالرغم من إصابته بمرض الربو الذي تزيد حدته في بيئة الغابات , بقي "تشي" يقارع أعداءه حتى قتلته القوات البوليفية العميلة لأمريكا , ليبصح رمزا لمقاومة أمريكا و القوى الرأسمالية الاستعمارية إلى يومنا هذا ,و صمدت أسطورة جيفارا في الذاكرة حتى بعد أن انهار المعسكر الشيوعي و اندثرت أيديولوجيته.. إن جيفارا بطل في نظر الشعوب التي دانت بالشيوعية يوما ما , بل لقد أصبح اسطورة رمزية لليسار الثوري في كل أنحاء العالم , و أصبح الكثير من الغربيين يقدرونه و يبجلونه , متناسين حقبةً من الزمن كان فيها جيفارا "إرهابي " ,



مجلة دير سبيجال الأسبوعية الألمانية قارنت بين جيفارا و غاندي و كتبت العنوان التالي على غلاف عددها الصادر عام 2005: ثوار أوربا السلميون : غاندي و تشي جفارا

بل لقد اختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن المئة الأهم في القرن المنصرم , و صنفته ضمن الأبطال و الرموز , وكتب آريال دورفان معرفا بتشي (7):

في الوقت الذي قتل فيه أرنيستو جيفارا داخل أدغال بوليفيا في شهر أكتوبر من عام 1967, كان قد أصبح أسطورة ليس لجيلنا , ليس فقط في أمريكا اللاتينية , بل في العالم أجمع ..



مجلة التايم الأمريكية , تضع جيفارا في خانة الأبطال , و تعتبره رمزا للثورة ..

إلا أن الإعلام المعادي لتشي جيفارا كان دوما يصفه بأنه قاتل إرهابي , وهذا ما ذكره موقع الموسوعة الإلكترونية (Wikipedia) حين ذكر أن المعارضين لتشي جيفارا , بما في ذلك الكوبيين الذين نفوا بعد الثورة , قد وصفوه بأنه قاتل و إرهابي ..(



بل إن الكثير من الأقلام الأمريكية المأجورة , التي تستخدمها الإمبريالية الأمريكية كسيف ماض تضعه فوق رقاب أعدائها الذين يؤرقون أطماعها الاستعمارية , كانوا -و مازال بعضهم- يصفون تشي جيفارا بأوصاف ليست أخفُّ مما يصفون به أسامة بن لادن و الظواهري و الزرقاوي , فكتب ألفورا ليوسا , مدير مركز الازدهار العالمي في أمريكا مقالا مطولا ينعت فيه تشي جيفارا بأنه آلة قتل (9): "لم تكن آلة القتل بدم بارد -أي تشي جيفارا - قد وصلت إلى مدى قسوتها حتى سقوط نظام باتيستا و تعيين كاسترو له كمدير لسجن لا كابانا " ليستمر في ذكر أمثلة على إرهاب تشي جيفارا المزعوم و قسوته ,


ينسى الكتاب الأمريكيون جرائم أمريكا التي تسببت بقتل الملايين ,فيصفون جنودهم ب"مقاتلي الحرية" , و أعداءهم ب"آلة القتل "..

كما وصف الكاتب الأمريكي ويليامز مايرز (10) تشي جيفارا بأنه "سفاح مريض نفسي "!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03002 seconds with 10 queries