16/05/2006
|
#2
|
عضو
نورنا ب: |
Apr 2006 |
مشاركات: |
131 |
|
لم يكن ويليام والاس , الفارس الأسكتلاندي الشهير , الذي يعد الآن رمزا للبطولة و الفداء في أعين الأسكتلانديين , إلا إرهابيا مجرما و سفاحا خائنا في إعلام المملكة الإنجليزية المستبدة في عهد إدوارد الملك , ولقد حوكم بتهمة قتل المدنيين العزل و خيانة الملك و حُكِم عليه بالإعدام , و تم قتله بأسلوب شنيع ,حيث بترت أطرافه و حرقت أمعاؤه أمام أعين الناس , ليكون عبرة للإسكوتلانديين الثوار

وليام والاس , بطل تاريخي في أعين الإسكتلانديين و الغرب قاطبا, و مجرم في عين الملك الإنجليزي إدوارد
لو كان ويليام والاس الآن يقاتل القوى العظمى التي احتلت بلاده , لكان " إرهابيا و سفاحا " مطاردا في السهول و الوديان و الكهوف , و كان اسمه يتصدر قائمة المطلوبين لأمريكا تماما كأسامة بن لادن و الزرقاوي ,أو لعله سيكون من نزلاء سجن غوانتنامو أو أبو غريب , هذا هو الثمن الأغلى الذي يدفعه أبطال الأمم المسحوقة في صراعهم مع قوى الشر المستبدة , و لهذا كانوا و مازالوا " أبطالا " في أعين المستضعفين الذي لا يلتفتون كثيرا إلى المسميات الملفقة التي يطلقها الجبابرة في خضم المهانة التي يتجرعونها يوميا على يد سجانيهم و محتليهم .

الكتب و المواقع الإلكترونية الأسكوتلاندية التي تتحدث عن تاريخ النضال الأسكوتلاندي , تذكر أن السير ويليام والاس قد حوكم بتهمة قتل المدنيين (و عدم استثناء أي راهب أو كنيسة في قتاله) , بالإضافة إلى خيانته المزعومة للملك الذي لم يقسم على الولاء له في حياته.(4)
اليوم , يُظِهر العالم الغربي بزعامة أمريكا إعجابا منقطع النظير في شخصية القائد الأسكوتلاندي ويليام والاس , بل لقد أصدرت مؤسسة هوليوود السينمائية الأمريكية فلما تاريخيا عن حياة ويليام والاس يصوره كبطل اسطوري , لا يقبل التفاوض مع المحتل المستبد , و يقتل الخونة الأسكوتلانديين ممن تآمروا و تعاونوا مع الإنجليز المحتلين , و لا يثنيه أيٌ "ميزان قوى " أو " مصالح آنية " عن هدفه , و كأنه قائد مقدام لنسخة " أسكوتلاندية " من تنظيم القاعدة , يتقاطعون بالشجاعة و النضال و عشق الحرية و يفترقون باللغة و العقيدة .

فلم القلب الشجاع , نال على جائزة أوسكار للأفلام , بالرغم أن بطل الفلم كان إرهابيا قاتلا في نظرالقوى الإمبريالية الإنجليزية في عصره..
(5)
|
|
|