عرض مشاركة واحدة
قديم 16/05/2006   #1
شب و شيخ الشباب MesHaL
عضو
 
الصورة الرمزية لـ MesHaL
MesHaL is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
مشاركات:
131

إرسال خطاب MSN إلى MesHaL
افتراضي الزرقاوي كمرشح لجائزة الشيخ أسامه للسلام العالمي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره، ومصرف الأمور بأمره، ومستدرج المشركين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله، وجعل العاقبة للمتقين بفضله، الذي أظهر دينه على الدين كله، والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى , محمد إمام الهدى والتقى , وعلى آله وصحبه أجمعين , والتابعين وتابعيهم باحسان إلى يوم الدين ..
تطلقُ بعض وسائل الإعلام العالمية و تلك الناطقة بالعربية (ولا أنسبهم للعرب تنزيها) على المجاهدين لقب " إرهابي " , و يخصون قادتهَم أمثال الشيخ أسامة بن لادن و الظواهري و الزرقاوي بمزيد من ألفاظ التشويه و الإنتقاص كلفظ "دموي" , أو تعبير " أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء " , ضمن حملة إعلامية منظمة تقودها أمريكا و المعسكر الغربي الصليبي و يساعدهم فيها أذنابهُم في العالم العربي و الإسلامي .
و كثيرا ما يتأثر عوام المسلمين بقصدٍ أو من غير قصد بهذه الحملة , بل إن كثيرا ممن يطلق عليهم " دعاة " -و هم ليسوا إلا دعاة على أبواب جهنم- يروجون لمثل هذه الأكاذيب إرضاء لأسيادهم الطواغيت , فيضلون الكثير من العوام في بلاد المسلمين من أصحاب العقيدة المهترئة و الثقافة الضحلة ,
و لكن , دعنا نقف اليوم و نلقي نظرة تاريخية إلى قضية الإرهاب هذه ..
لا ألومُ أمريكا إن سمتْ أسامة بن لادن و الزرقاوي ب" إرهابيين " , و لا يستطيع أن يلومها أحدٌ , فإن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم صاحب الخلق الرفيع , من أرسله الله رحمة للعالمين يقول : " الحرب خدعة " (1) , فإنها بالنسبة للأمريكان , عديمي الأخلاق و المروءة , أكثر من خدعة , ومن حق امريكا أن تحاول خداعنا , مستعينة بكل قواها و أحلافها في العالم الصليبي , و لكن المشكلة تكمن في المسلمين الذين يقبلون لأنفسهم أن يُخْدعوا ..
إن وقوع المسلمين ضحية لخداع أمريكا و حلافائها عار على المسلمين , و نصر لأعدائهم يحق لهم أن يفخروا به ,خاصة إن علمنا إنعدام البعد الأخلاقي لدى العدو ..
نعم قادة أمريكا الكذبة يسعون أيضا لخداع شعبهم و استعباده و سوقه إلى حتفه عن طريق السلطة الرابعة , إلا أن هذا لا يعنينا نحن المسلمين , بل يعنينا أن لا نقع ضحية لخداع أمريكا و حلفائها ..
إن خداع المسلمين في الحرب الإعلامية يعد هدفا استراتيجيا لأمريكا تستطيع من خلاله عزل الحركات الجهادية عن الشعوب , و تجفيف منابعهم و مواردهم البشرية و العسكرية و الإقتصادية و الفكرية , و وقوف الإعلام الناطق بالعربية إلى جانب أمريكا في حربها الإعلامية لا يخرج من كونه "خيانة عظمى" للأمة الإسلامية , و هذه الخيانة ما كانت لتحدث لولا خيانة الأنظمة في البلاد الإسلامية التي توالي أمريكا موالاةً تخرجها من دائرة الإسلام , ولهذا السبب , فإن أمريكا صنفت جل الأنظمة في العالم الإسلامي في تقريرها عن مكافحة الإرهاب بأنها دولا " حليفة " أو " مكافحة للإرهاب " , ليكون ذلك شهادة من أمريكا على كفر تلك الحكومات في بلاد العرب و المسلمين و تآمرهم على المجاهدين و أنصارهم...
ماذا كان يمكن لأمريكا أن تصف أسامة بن لادن أو الزرقاوي ؟
ليس لأمريكا كقوة إمبريالية استعمارية أن تصف أعداءها إلا بما يشينهم و يعيبهم, وهذا السلاح الإعلامي يوجهه دوما القويٌ ذو الإمكانات الهائلة إلى عدوه الضعيف , فما كان لفرعون أن يسمي موسى إلا بما يعيبه , لأنه عدوه , و يهمه كسب المعركة الإعلامية ضد خصمه , فقال :
"قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "(2)
وكذلك فعل كفار قريش في حربهم مع رسولِ الله صلى الله عليه و سلم في مكة, فقالوا عنه ساحر و مجنون ,
"وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ"(3)
بل لقد كانت الحرب الإعلامية التي قادها أبو لهب عمٌّ رسول الله صلى الله عليه و سلم أشدَّ ضررا بدعوة الإسلام مما فعله أي مشرك آخر , حيث كان يتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يعرض نفسه على الناس و يقول :
أنا عمه و أعرفه , ألا لا ترفعوا برأسه قولاً، فإنه مجنون يهذي من أم رأسه..
فيصرف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاءت سورة المسد تبشره بالإسم - من دون المشركين- بالنار إلى يوم القيامة جزاء على ما فعل .
وما أكثر أحفاد أبي لهب من بني جلدتنا , ممن يدعون معرفة الإسلام و ينتسبون إلى طلبة العلم ,و يخذلون المجاهدين و يطعنون في جهادهم , و يسلقونهم بألسنة حداد أشحة على الخير , فيعيقون نصرة الدين و يصدون عنها , فتبا لهم تبا كما تبت يدا أبي لهب و تب..
إن السلاح الإعلامي لا يقتصر على الصراعات الدينية كما هي الحرب اليوم بين المسلمين و الصهيوصليبيين , بل يمتد ليكون سلاحا فتاكا يشهره أصحاب الإمكانات الإعلامية الهائلة و القوة المادية الضخمة ضد أعدائهم الضعفاء , و تبقى تلك الدعاية الإعلامية الكاذبة طاغية على أدبيات ذلك العصر إلى أن تسقط القوة المادية الراعية لتلك الأكذوبة , فتشرق شمس الحقيقة , و يسجل التاريخ الأحداث بحيادية كبيرة دون أن يرضخ للظالم القوي أو يخاف من آلته الإعلامية , أما الاكذوبات و التلفيقات و الإفتراءات فتجد طريقها ممهدا إلى مزبلة التاريخ ...حيث تلقى مصير أصحابها و منتجيها.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04148 seconds with 10 queries