أخرجَ من معطفهِ الجريدة
و عُلبة الثقابِ
و دونَ أن يلاحظَ اقترابي
و دونما اهتمامِ
تناولَ السُكرَ من أمامي
ذوّبَ في الفنجانِ قطعتين
و في دمي ذوّبَ وردتين
لملمّّني
بعثرني
ذوّبني
شربتُ من فنجانهِ
سافرتُ في دخانهِ
و ما عرفتُ أين
كان هُناك جالساً
و لم يكن هُناك
يُطالعُ الأخبار
و كنتُ في جِوارهِ
تأكلني الأفكار
تضربني الأمطار
يا ليتَ هذا الرجلَ
المسكون بالأسرار
قبلَ أن يقرأني
فكّر أن يقرأني
في عيوني
أجملَ الأخبار
و بعدَ لحظتين
و دونَ أن يَراني
و يعرفَ الشوقَ الذي إعتراني
تناولَ المعطفَ من أمامي
و غابَ في الزحام
مُخلّفاً وراءهُ الجريدة
وحيدة مِثلي أنا
وحيدة ....
|