عرض مشاركة واحدة
قديم 13/05/2006   #13
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي


السيد الرئيس،
لقد كان الحادي عشر من سبتمبر/ايلول حدثاً وحشياً بالغ الفظاعة. وقتل الأبرياء أياً كانوا وفي أي مكان من بقاع العالم، فعلة شائنة مدانة ومروعة. هذا وقد كانت حكومتنا قد أعلنت على الفور عن اشمئزازها من عمل اولئك الجناة الذين اقترفوا هذه الفعلة وقدمت تعازيها للثكلى وذوي الضحايا وأعربت عن تعاطفها ومواساتها.
ويقع على كاهل جميع الحكومات واجب يتمثل في حماية أرواح وممتلكات مواطنيها والحفاظ على أمنهم وكرامتهم. وحسب ما توافينا به الصحف ونطلع عليه من الإعلام فإن حكومتكم تسخر أجهزة أمنية ضخمة وأنظمة استخباراتية قوية لتأمين الحماية لمواطنيكم - بل إنها تطارد خصومها في الخارج. لم يكن الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عملية عادية. فهل كان لمثل هذه العملية أن تنفذ أو أن يخطط لها حتى من دون تنسيق وإسناد استخباراتي وخدمات أمنية توفرها هذه الأجهزة والانظمة، أو أن تكون هذه المؤسسات والأجهزة مخترقة، إلى حد كبير؟ وبالطبع فما هذا الا تكهنات جهات خبيرة مجربة ومحنكة، ثم لماذا ظلت الأوجه المختلفة للهجمات سراً طي الكتمان؟ ولماذا لم نحط علماً بهويات اولئك الذين قصروا في النهوض بمسؤولياتهم؟ ولماذا لم يتم تحديد تلك الأطراف المسؤولة والمذنبة، ولم تقدم للعدالة لمحاكمتها؟
وعلى عاتق جميع الحكومات في العالم تقع مهمة توفير الأمن والطمأنينة وراحة البال لمواطنيها، وعلى مدى سنوات امتدت حتى الآن، ظل الشعب في بلدكم وفي البلدان المجاورة للبقاع المضطربة، أبعد ما يكون عن الأمن والأمان وطمأنينة البال، فبعد أحداث 11/،9 وبدل الانصراف إلى مواساة الناجين، وتضميد جراح المفجعين والتخفيف من آثار صدمة الشعب الأمريكي الهائلة التي أقضت مضجعه جراء تلك الأحداث، لم تنشط بعض وسائط الاعلام الغربي ولم تتحرك سوى لتعميق المخاوف وترسيخ حالة الهلع وتضخيم الاحساس بانعدام الأمن والأمان. ودأب بعضها على الإلحاح بشكل متواصل على الحديث عن رجحان احتمالات وقوع هجمات اخرى جديدة، وأصرت هذه المؤسسات على تأجيج مخاوف الناس. فهل هذا المسلك يخدم الشعب الامريكي او يراعي مصالحه في شيء؟ وهل يمكن لأحد أن يقدّر أو يحسب حجم ما لحق من ضرر وخسائر نتيجة الخوف والهلع؟
المواطن الامريكي ظل يعايش حالة رعب دائم من وقوع هجمات جديدة يمكن ان تضرب في أي لحظة وفي أي مكان والشعور بالأمن تلاشى في الشوارع وفي أماكن العمل وفي الدور والمنازل، وانتشرت حالة الفزع في كل مكان، فمن ذا الذي سيحسّ بطعم السعادة في ظل هذه الأجواء؟ ولماذا راحت الآلة الاعلامية الغربية تؤجج نيران المخاوف وتذكي الشعور بانعدام الأمن والأمان بدل أن تسهر على اشاعة الاحساس براحة البال وتعزيز الشعور بالأمان؟
يعتقد بعض الناس أن هذا النهج في التهويل والتخويف وتوتير الأجواء هو الذي مهد السبيل، وكان الذريعة والمبرر لشن الهجوم على أفغانستان، ومرة أخرى لا بد لي هنا من الاشارة إلى الدور الذي لعبه الاعلام، وفي ميثاق العمل الاعلامي وأصوله الحقة فإن نشر الصحيح من المعلومات وايراد التقارير بدقة ونزاهة بشأن أي حدث أو قصة، إنما هي مبادئ راسخة وعقيدة ثابتة في أدبيات العمل الاعلامي وتغطياته، وهنا ينبغي علي أن أعرب عن شديد أسفي بشأن ما تبديه بعض وسائل الاعلام الغربي من استهتار بهذه المبادئ وازدراء لهذه القواعد. وكانت الذريعة الرئيسية التي فرشت الأرضية لمهاجمة العراق وغزوه، إنما هي وجود اسلحة دمار شامل، وظل هذا الزعم يتكرر بشكل متواصل ليصدق الرأي العام في نهاية المطاف هذه المزاعم ويمهد السبيل لغزو العراق.
ألا تضيع الحقيقة ويمحى أثرها في مناخ من الخداع والافتراء والتحايل والتضليل؟ ومرة أخرى فتح المجال على مصراعيه أمام طمس الحقائق وضياعها، فكيف يستقيم هذا مع ما سبق وذكرناه آنفاً من القيم والمبادئ؟
وهل يضيع ما يعلمه الله العظيم من حق وحقائق أيضاً؟
السيد الرئيس،
يتجشم المواطنون في كافة بلدان العالم عناء قيام حكوماتهم، ويتكبدون تكلفة ونفقات اضطلاعها بمسؤولياتها وقيامها بمهامها نظير ان تنهض حكوماتهم بأعبائها وتتمكن من خدمة مواطنيها.
والسؤال الذي يرد هنا هو: “ما الذي جلبته مئات المليارات من الدولارات التي تنفق في كل عام لتغطية نفقات غزو العراق؟ وما الذي عادت به على المواطنين؟”.
وكما تدركون يا فخامة الرئيس فإن الناس في بعض ولايات بلدكم يتضورون من الجوع ويكابدون الفاقة. وهناك آلاف من المشردين الذين لا يجدون داراً تؤويهم. وتشكل البطالة مشكلة ضخمة عندكم. وبالطبع فإن هذه المشكلات موجودة بصورة أو بأخرى في بلدان أخرى أيضاً، فإذا ما أخذنا هذه الأحوال والظروف في الحسبان، فأنى يمكن تفسير أو تبرير هذه النفقات المهولة التي أهدرت في الحملة على العراق، وكيف يمكن ان يستقيم هذا مع ما سبق ذكره من مبادئ؟
وما أوردناه ما هو إلا غيض من فيض من بحر طام من المظالم والضيم الذي لحق بشعوب العالم في جميع أرجاء الأرض، بل وفي بلدكم أيضاً. إلا ان وجهة نظري الرئيسية التي آمل ان توافقني الرأي على بعضها على الأقل إنما هي: ان أولئك الذين يمسكون بزمام السلطة انما يتولون الأمر لبرهة من الزمن ولا يحكمون إلى الأبد، إلا ان اسمهم سوف يسطره التاريخ وسيصدر العالم عليهم حكمه ان عاجلاً أو آجلاً.
ورئاساتنا هذه التي نتولى الآن، سوف تخضع لتمحيص وتدقيق صارم من قبل الشعوب والناس كافة. فهل يا ترى أفلحنا حقاً في تحقيق السلام والازدهار والرخاء، أم اننا جلبنا الشقاء وانعدام الأمن وانحسار السلام وشيوع البطالة والفقر والحرمان؟
فهل حقاً قصدنا إلى إقامة العدل وسعينا لذلك أم اننا جرينا وراء المصالح الخاصة ودعمناها؟ سوف نحاسب على هذا المنهج الذي سلكناه، إذ اننا بإجبار فئات ضخمة من الشعوب على العيش في وهاد الفقر ومكابدة الشقاء، استبدلنا مرضاة الله عز وجل برضى حفنة من الأثرياء والأقوياء المتنفذين.
وهل دافعنا عن حقوق المحرومين أم تجاهلناها؟
وهل نافحنا عن حقوق كل شعوب الأرض وأنصفناهم، أم اننا فرضنا عليهم خوض حروب غاشمة، وتدخلنا بصورة غير مشروعة في شؤونهم، وأنشأنا سجوناً جهنمية حبسنا بعضهم في غياهبها؟ وهل جلبنا السلم والأمن إلى العالم أم نشرنا أشباح التخويف والتهديد والترهيب؟ وهل أفصحنا عن الحقيقة أمام شعوبنا وجهرنا بها تجاه الشعوب الأخرى في أنحاء العالم أم اننا قدمنا نسخة مشوهة محرفة عنها؟
هل ناصرنا الشعوب المحتلة ووقفنا إلى جانب المظلومين المضطهدين أم دعمنا من يقهر هذه الشعوب من الظلمة والمحتلين وأيدنا المعتدين؟ وهل انطلقت إدارتنا التي تسوس الأمور لترعى السلوك العقلاني الرشيد وتشجع عليه، لتعلي من شأن المنطق والأخلاق وترسي دعائم السلام والعدل وتنهض بالتزاماتها وتعهداتها خدمة للشعوب ونشراً للرخاء والازدهار والتقدم واحترام كرامة الشعوب وحقوق الانسان، أم اننا لجأنا إلى لغة القنابل والمدافع؟
ألم نلجأ إلى التهديد والوعيد، وأشعنا الخوف، وتجاهلنا الشعوب، وقمنا بإعاقة تقدم أمم أخرى والوقوف في سبيل نهضتها؟ ألم ننتهك حقوق الانسان ونهضم حق الشعوب الأخرى في العالم؟ أليس هذا هو بالضبط ما تقوم به إدارتكم؟
وفي الختام فإن شعوبنا وشعوب العالم بأسره سوف تقاضينا بميزان ما إذا كنا بالفعل أوفياء للمبادئ التي أقسمنا عليها اليمين حين تولينا دفة الحكم والتي تتمثل في خدمة شعوبنا، وهي مهمتنا الكبرى، والحفاظ على إرث الأنبياء عليهم السلام، أم اننا تنكبنا عن هذا كله وخنا رسالتنا؟

[COLOR=darkorchid]أقبح الأشياء أن يصبح كل شئ في الحياة جميل!![/COLOR]
[COLOR=darkgreen]~+++~[/COLOR]
[COLOR=darkorchid]لا تحدثني عن الحب دعني أجربه بنفسي[/COLOR]
[COLOR=darkgreen]~+++~[/COLOR]
[COLOR=darkorchid]ليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي..الشخصية[/COLOR]
[COLOR=darkorchid]هي في النهاية مجرد رؤيه لأفكاري..!![/COLOR]
[COLOR=darkgreen]~+++~
[COLOR=Blue][COLOR=DarkRed]Akhawi[/COLOR]@[/COLOR][COLOR=DarkRed]Group[/COLOR]
[/COLOR][B][COLOR=red]*♥أنا أسير قلب حبيبتي ومتشرد في هواها♥*[/COLOR][/B]
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03785 seconds with 10 queries