الصباح التالي شاهد العمال وهم يزيلون التمثال إياه.
المرة التالية التي رأيت فيها محمد سلمان، والذي كان قيد الإقامة الإجبارية بمنزله، عندما شحن إلى مقر حزب البعث لكي يصوت لصالح قيادة الرئيس بشار الأسد في سنة 2000.
كان يشرب القهوة وأعصابه مشدودة، زملائه كانوا خائفون من التلوث ذلك قاموا بالابتعاد عنه لمسافة عشرين قدم ـ كمنطقة حاجزة من الإشعاع الملوث ـ قمت أنا وبصحبة أحد هؤلاء بكسر الطوق واقتربت منه سائلا عن صحته، بدا عليه الارتياح قليلا... وتشجع بعض البعثيين الآخرين واقتربوا منه.
كنت أحب أحمد، المترجم والمعاون لخليفة زهير، كان الرجل يدخن بشراهة وهو ما كان ينزعه أحيانا من وضعية الساخر الخشن ذو الميول الأدبية في نظرته للعالم وكان كثير الترديد لبعض أبيات الشاعر الإنجليزي "بليك"، أحمد هذا كان يعاني من قلب ضعيف، ولم يؤل جهدا في شرح "تعاليم البعث" مع إدارة عيناه في جميع الاتجاهات، كان كثيرا ما يقول لي " يجب أن تعدني يا روبرت بأن لن تخبر أحدا عما أقوله لك" عندما ينهي تعليقاته الشارحة أولا، ثم يتبع ذلك بوصف نزيه وحقيقي للحياة تحت حكم حافظ الأسد، في ذات مرة أخذ يحكي كيف سيكون رد فعل زملائه عندما يختفي "القائد العظيم"... قال لي ".. في بلدي تدمر، الناس سوف يخرجون حاملين الأزهار لكي يضعوها على المقابر الجماعية في الرمال، وفي مكاتبنا بمعبد الحقيقة سوف نجلس نحن بالسجائر في أفواهنا وكل واحد منا يراقب الرفاق الآخرين من طرف عينيه ليسجل ردود فعلهم عن وفاة القائد العظيم"
وفي ذلك اليوم المرتقب، تصرف قاطنوا معبد الحقيقة تماما على هذه الصورة، ولكن للأسف لم يكن هنالك أية أزهار على المقابر الجماعية في تدمر، ولكن عندما استقرالوضع لبشًار في مكتبه، أخذت نسمة رقيقة تتحرك خلال دهاليز المعبد ولكنه نسمة بعثية معتنى بها جيدا.
عندما كنت أمزح معهم بخصوص "القواعد الحديدية السابقة"، كان التربيت على الظهر وكيل المديح لبشًار.
ألا ترون؟ في هذا الأسبوع، وزير الإعلام الجديد ـ الطبيب الجراح المثقف باسم محسن بلال ـ أخذ يروي كيف كان يناقش دائما تقاريري عن اللواء غازي كنعان، وزير الداخلية السابق الذي تفجر دماغه في وضع بائس عند ارتفاع حرارة التحقيق في مقتل رفيق الحريري
لقد صدمت عندما علمت أن كلا من عادل وأحمد ماتوا من أزمات قلبية بالسنوات الماضية، إسكندر كان قد مات منذ زمان، محمد سلمان لا يزال "يعيش بالمنزل" أما زهير الذي احتفظ برأسه بفضل تدخل سلمان، فهو ينشر الآن مجلة خاصة بالخيلً
الخيل؟ سألت القوم بالمعبد، نعم أجابوني واسم المجلة "الأصيل" وتوزيعها كبير... " سكان دمشق يا مستر روبرت لا يتكلمون كثيرا عن الأحصنة"
بالطبع، استمرت صحيفة سيريا تايمز في الصدور وكبر حجمها ومازالت مملة كالعادة... فيه تكرر... الوزارة تؤكد على الوحدة الوطنية كما يقول العنوان الرئيسي لها في أحد الأيام.
وكانت بعض الصحف الأخرى تنقل الاتهامات اللبنانية ضد سوريا بكونها كانت وراء مقتل الحريري، المجلات في فندقي تتحدث عن قمع الأكراد السوريين...
نوافذ المعبد لا زالت تحمل الأوساخ المتراكمة ولا زالت المصاعد تستغرق 15 دقيقة لكي تصل إلى الطابق العاشر.
هذه هي سوريا الجديدة ولقد تغيرت بعض الأمور في معبد الحقيقة.
وهم يصفون هذا المكان ، أذكًر نفسي... "بمحور الشر"
عن صحيفة الإنديبتدت اللندنية
مدري عووووووووو,,,, مدري نيوووووووووووو.
يا طالب الدبس من طيز النمس ... كفاك الله شر العسل
مافي الله لتروح اسرائيل.