يُوعَدُ المرشحون للانضمام لجماعة الإخوان بأنه في حال قبولهم فإنهم سوف يحصلون على العديد من المنافع الشخصية: إمكانيات أكبر لتحقيق تقدم مهني مع سهولة أكبر في الحصول على ترقية ، و نمط معيشة أكثر رفاهية و مساعدتهم في التخلص من العوائق و العقبات التي تقف أمامهم أثناء تقدمهم . و بمعنى آخر فإن شبكة تبادل المصالح هذه والتي تقوم على مبدأ مساعدة’الأسلاف لخلفائهم’ سوف تتكفل بنفسها إلى أن تحقق غاياتها .
الطريقة الوحيدة كي تزدهر جماعة الإخوان هي أن يبقى العالم في جهل تام عن حقيقة من يكونوا . و عن طريق إقناع الناس بأن هناك فرق ضئيل بينهم وبين الرجال الآليون فإنه يمكن استخدام هؤلاء الرجال الآليون للمحافظة أبدا على السلطة التي تشكل أساس جماعة الإخوان . إن السلطة دائماً تصبو للسلطة و هذا لن ينتهي ما لم تنحصر كل السلطة في يد أولئك الأكثر طموحاً لنيلها وحدهم دون غيرهم .
في القرن الماضي ونتيجة لتسارع التطور التقني ، وخاصة في مجال الاتصالات ، حاولت النخبة تحقيق طموحاتها بسرعة أكبر مع تحديد أكبر لأهدافها التي أصبحت أكثر علنية ، فهي تريد : إنشاء حكومة عالمية و نقد عالمي وبنك عالمي و جيش عالمي والتحكم بآراء البشر . هذا التحكم الذي يصل ذروته عندما ينفذون المخطط المرسوم الذي يمثّل زرع الناس برقائق إلكترونية موصولة مع كمبيوتر مركزي ، و تدمير أي بدائل لنظامها ، و وضع كميات ضخمة من المال لتحقيق هذه العمليات. أصبحت الخطة الشريرة للنخبة تُعْرَفُ بشكل عام لدى الباحثين باسم النظام العالمي الجديد .
إن طريقة تنظيم العلاقة بين الجماعات داخل جماعة النخبة هو معقد بالتأكيد كونه يتم إخفاء النشاطات خلف ستار العديد من المنظمات التي تتباين في مدى سريتها . كل شيء يعتمد على مبدأ تسلسل السلطة الهرمي ابتداءً من قلة قليلة من النخبة في القمة الذين يشكلون ’العين المُرشدة’ (All-Seeing-Eye) ويملكون السلطة المطلقة نزولا نحو الأسفل نحو أولئك الذين في القاع ، الذين يشكلون الغالبية وليس لديهم أي فكرة عن الأجندة الحقيقية التي يمدهم بها من هم في الأعلى . وفي جميع مستويات التابعين من القاعدة وصولاً للقمة ، فإن أولئك الأكثر طموحاً ووحشية يتم انتقاؤهم كي يشغلوا مناصب تتزايد أهميتها ويتم اطلاعهم أكثر و أكثر على الأجندة الحقيقية . ويتم تحقيق ذلك بشكل أكبر و في كل مستوى من مستويات الهرم من خلال عملية التَرَاتُبيَّة (COMPARTMENTALISATION) التي هي عبارة عن عملية يطبق فيها مبدأ ’حاجة المعرفة’، وبهذه الطريقة فحتى أولئك الذين في نفس المستوى من مستويات الهرم لا يعرفون سوى القليل جداً عن زملائهم وعن دور هؤلاء الزملاء ضمن الخطة الشاملة . إن الغالبية العظمى من الأشخاص العاملين لتعزيز أهداف النخبة ، المتعلقة بإقامة النظام العالمي الجديد ، يقومون بذلك عن جهل تام للصورة الكبرى . لكن البعض الآخر ( المجهولين ) لديهم فكرة أكبر نوعاً ما عما يحصل.
تم إنشاء الولايات المتحدة الأميركية من قبل هذه النخبة كي تُستخدم في تنفيذ خطة التحكم بالعالم . وأميركا هي المحور الذي يدور حوله عملية التحكم . تم تمويل و دعم رحلة كريستوفر كولومبس عبر الأطلسي من قبل مجموعة الإخوان ، وكانت أشرعة سفنه تحمل صليباً أحمر على خلفية بيضاء وهذا يرمز لفرسان الهيكل (فرسان الهيكل: نظام فروسية تطور فيما بعد ليشكل الماسونيين وغيرهم من الجماعات ، وترمز الوردة الحمراء أو الصليب الأحمر في شعارات هذه الجماعات للدم و الابيض يمثّل السائل المنوي وفقاً لطقوسهم الشيطانية ).
قبل كولومبس بقرن تقريباً وصل فرسان الهيكل إلى أمريكا الشمالية وبدؤوا يتاجرون ويستغلون السكان الاصليين هناك . ومنذ ’اكتشاف’ أمريكا صار تاريخها عبارة عن تاريخ لمجازر و التطهير العرقي وفرض السلطة المطلقة والعبودية و استغلال الناس وعبادة الثروة .
إن رئيس الولايات المتحدة ، المعروف بشكل عام على أنه أكثر الرجال نفوذا في العالم، هو مجرد مستعبد يخضع لطاعة أسياده الإخوان . حتى أنه قد لا يكون بالضرورة من بين الأعضاء ذوي المكانة العالية في الإخوان حيث أنه من الحكمة الاختباء خلف أدوات القمع و الفساد ، والتحكم بالأمور من خلف الستار .
إنني لا أسعى إلى إدانة هؤلاء الناس نتيجة لاعتقاداتهم -كل واحد يجب أن يكون حراً في بناء معتقداته الخاصة-لكني أشعر بأنهم فعلاً قد ضلوا الطريق نتيجة لسعيهم لتنصيب أنفسهم أسياداً على الأكثرية و عملهم على إخفاء الحقيقة . لقد سمحوا لأنفسهم أن يجعلوا الناس عبيداً عندهم وأيضاً صاروا المُنَفِذِين الأساسيين للأفكار الشيطانية التي أوصلت هذه الأرض إلى حافة الدمار.
إن تقديم المعلومات بشكل موجز هي عبارة عن عملية صعبة ويعود ذلك إلى التعقيد في العلاقات بين هؤلاء الناس والمنظمات والأحداث . لقد حاولت أن أبسط الموضوع بأكبر قدر لكن ما أورده هو مجرد ما يظهر من الجبل الجليدي الذي ما تزال غالبيته تغوص تحت البحر . ويجب أن نتذكر أيضاً أن الأشياء لا تقتصر على البياض والسواد ، وليس هناك أحد "سيء كلياً" أو "جيد كلياً"، إن مثل هذا التبسيط هو جزءٌ من المكيدة التي تشجعنا على أن نحاكم جيراننا كي نختلق الكراهية و النزاعات .
سأصير يوماً ما أريد......(محمود دوريش)
لازم يضل شي جواتنا عم يقول لأ (مارسيل خليفة)
|