[مناجي العقول2]

من واقع الحياة

تقابل اثنان شاب وفتاة وأحب كل منهما الأخر
وبعد مضي سنة تقريبا فرق الزمن بينهما
وظلوا ينتظرون ساعة اللقاء ولا يدرون متى تكون
ولكن كل واحد منهم متأكد بأنه سوف يلتقي بالآخر
وأن الطرف الثاني يبادله نفس الشعور
وبعد فراق دام سنتين تم اللقاء صدفة
وبعدها عرفت الفتاة مكان عمل الشاب وصارت تزوره في عمله
بين فترة وأخرى وبعدها فكر الشاب بمستقبله مع فتاة أحلامه
وكان تفكيره منطقيا
أولا ترك حبه في قلبه وفكر في عقله كيف سوف تستمر الحياة
فهو يعمل موظف براتب لا يبقى منه شيء في نهاية الشهر وقال في نفسه كيف أربط مصيري بمصير هذه الفتاة فأنا لا أملك منزلا
لأسكن فيه ولا أستطيع أن أسكن مع أهلي لأن البيت صغير جدا
وبعد طول تفكير توصل إلى الحل
وقابل الفتاة وقال لها سأكون معك صريح جدا وأرجو منك أن لا تجري وراء عواطفك وضعي العواطف جانبا ولنتكلم بالمنطق وشرح لها وضعه
وقالت لهو أنا على استعداد أن أنتظرك حتى نهاية العمر
أجابها قائلا لنفترض أننا اتفقنا وبعد مضي عشرة سنين لم أوفق
وجاء الأجل مبكرا ففي هذه الحالة أكون قد جنيت عليك وفاتك قطار العمر
وهنا قالت ولماذا لاتفرض العكس
فأجابها فكرت في ذلك فأنا شاب وعندما يكون عندي الإمكانيات
استطيع الزواج ولو كان عمري 50عاما
ووضع الشاب يختلف عن وضع الفتاة وما أريده منك هو
إذا تقدم إليك رجل مناسب أن لا ترفضيه
وإذا لم يأتي النصيب وتوفقت في عملي فإنني سأتقدم وأطلبك
قالت لهو سأنتظرك ويكون هذا قدري
فرفض بشده وقال لا أريد أن أراك أبدا وأرجو أن تنسي كل شيء
وتظاهر بعكس مايخفي بداخله لكي يجبرها على تنفيذ ما قاله لها
وصار كلما حاولت زيارته يتهرب منها ولا يقابلها
وبعد مضي سنة تقريبا زارته في عمله وتفاجئ بها وجها لوجه
فحاول الهرب فرفعت يدها اليمنى ليرى بريق خاتم الخطوبة يزين إصبعها فعاد مبتسما وسلم عليها وبارك لها وتمنى لها حياة سعيدة
وهو في قمة السعادة وقدم لها بعض الأشياء اللازمة للعروس وكان اللقاء الأخير بينهما وبعد ذلك اللقاء لا يعلم عنها شيئا
إن قمة السعادة في أن ترى من تحب سعيدا
أرجو أن أقرا أرائكم بكل صراحة
شاكرا لكم قراءة موضوعي