عرض مشاركة واحدة
قديم 09/03/2005   #4
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي


كتب معماري:

منذ أيام دعوت إلى غرفة مكتبي مربية أولادي يوليا لكي ادفع لها حسابها..
قلت لها:
-اجلسي يا لوليا.. هيا نتحاسب.. أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود، ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبيها بنفسك... لقد اتقنا على ان أدفع لك ثلاثين روبلاً في الشهر..
-أربعين...
-كلا.. ثلاثين.. هذا مسجل عندي.. كنتُ دائماً أدفع للمربيات ثلاثين روبلاً. حسناً، لقد عملتِ لدينا شهرين...
-شهرين وخمسة أيام..
-شهرين بالضبط.. هكذا مسجل عندي.. إذن تستحقين ستين روبلاً.. نخصم منها تسعة أيام آحاد.. فأنتِ لم تعلّمي كوليا في ايام الآحاد بل كنت تتنزهين معه فقط.. ثم ثلاثة ايام أعياد...
تضرج وجه يوليا، وعبثت أصابعها بأهداب الفستان، ولكن... لم تنبس بكلمة!!
-نخصم ثلاثة اعياد، إذاً المجموع اثنا عشر روبلاً.. وكان كوليا مريضاً أربعة أيام ولم تكن دروس.. كنتِ تدرسين فاريا فقط... وثلاثة ايام كانت اسنانك تؤلمكِ فسمحت لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء... إذاَ اثنا عشر زائد سبعة.. تسعة عشة.. نخصم...الباقي.. همم.. واحد وأربعون روبلاً... مظبوط؟
احمرّت عين لوليا اليسرى وامتلأت بالدمع، وارتعش ذقنها. وسعلت بعصبية وتمخطت.. ولكن.. لم تنبس بكلمة!!
-قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً. نخصم روبلين.. الفنجان أغلى من ذلك، فهو موروث، ولكن فليسامحك الله! علينا العوض.. نعم، وبسبب تقصيرك تسلق كوليت الشجرة ومزق سترته.. نخصم عشرة.. وبسبب تقصيرك أيضاً سرقت الخادمة من فاريا حذاء. ومن واجبك أن ترعي كل شيء، فأنت تتقاضين مرتباً. وهكذا نخصم أيضاً خمسة.. وفي العاشر من كانون الثاني أخذتِ مني عشرة روبلات..
فهمست يوليا:
-لم آخذ!
-ولكن ذلك مسجل عندي!
-طيب، ليكن...
-من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين.. الباقي أربعة عشر...
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع... وطفرت حبّات العرق على أنفها الطويل الجميل. يا للفتاة المسكينة!
وقالت بصوت متهدج:
-أخذت مرة واحدة.. أخذت من حرمكم ثلاث روبلات.. لم آخذ غيرها..
-حقاً؟ انظر.. وأنا لم أسجل ذلك! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة، الباقي أحد عشر.. ها هي نقودك يا عزيزتي! ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد... تفضلي...
ومددتُ لها احد عشر روبلاً...
فأخذ هذا المخلوق الضعيف النقود شاكراً سيده عاجزاً عن فعل أي شيء.
وعندما خرجت من الغرفة قال السيد لنفسه ما أسهل ان تكون سالباً للحقوق في هذه الدنيا واكمل عمله غير مهتم بصوت البكاء الصادر من الخارج........

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
 
 
Page generated in 0.02351 seconds with 10 queries