أولاً: مجاناً: لأن الإنسان ليس لديه ما يقدمه فهو مفلس بمعنى الكلمة (رو23:6، رؤ17:22) ولأن المسيح دفع الحساب كاملاً لذا يقدمه للإنسان مجاناً.
ثانياً: بنعمته: أن التبرير بنعمة الله وليس بمجهود بشرى ففي رسالة بولس الرسول إلى تيطس بعد أن يذكر وصف الإنسان بحسب الطبيعة الساقطة يقول: «ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملنها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا 00 حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية» (تي3: 2-7). وفي رسالته إلى المؤمنين في مدينة أفسس بعد أن يذكر أيضا وصف حالة الإنسان وفساد طبيعته, يقول «لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أف2: 8و9)، وفي رسالته إلى المؤمنين في مدينة رومية يقول «فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال. وإلا فليست النعمة بعد نعمة. وإن كان بالأعمال فليس بعد نعمة. وإلا فالعمل لا يكون بعد عملاً» (رو11: 6). إن الإنجيل الوحيد القادر على أن يخلص هو إنجيل نعمة الله كما أعلن في يسوع المسيح، وكل إنجيل آخر هو كاذب وتحت اللعنة (غل1: 6-9). والنعمة هي غنى الله وعطائه غير المحدود على حساب المسيح لأناس غير مستحقين نهائيا لهذا العطاء. إذاً لا يمكن للإنسان أن يتبرر عن طريق ثقته في نفسه أو عن طريق أعماله الصالحة أو حسن أخلاقه أو حتى تدينه أو عضويته في الكنيسة أو اشتراكه في الأنشطة الدينية لكن بقبوله عمل المسيح الكفاري على الصليب.
ثالثاً: بالفداء الذي بيسوع المسيح: كلمة فداء تعنى اقتناء الشيء بدفع الثمن فيه من أجل إطلاقه حراً. وهذا ما فعله المسيح لأجلنا على الصليب فهو قد اشترانا ليحررنا وكان هو البديل الذي تحمل العقوبة نيابة عنا. لقد وفى ديننا وأنقذنا من العبودية وعلى أساس الفداء امتلكنا الفادي نفسه الذي هو برنا.
رابعاً: بالدم: يقول الرب في سفر اللاويين «لأن الدم يكفر عن النفس» (لا17: 11) لذلك لا يوجد ما يمحو خطايا المذنب من أمام عيني الله إلا دم المسيح ففي رسالة رومية بعد أن يذكر حالتنا بأننا ضعفاء 00 فجار 00 خطاة 00 يذكر أنه «مات المسيح لأجلنا» ثم يقول «فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب» (رو5: 6-9) وكلمة كفارة تفيد الترضية والتغطية وتسكين الغضب والمصالحة.
خامساً: بالإيمان وبالإيمان وحده: يقول الرسول بولس للمؤمنين في مدينة رومية «لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطية» (رو20:3) وفي الرسالة إلى أهل غلاطية يقول «إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس 00 لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما» (غل2: 16) وأيضا «لأنه أن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب» (غل2: 21). ويقول الرسول بولس منادياً في مجمع أنطاكية بيسيدية عن المسيح «وبهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى» (أع39:13)، ويقول في اختباره الشخصي «وأوجد فيه (في المسيح) وليس لي برى الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان» (في9:3). ويقول للمؤمنين في رومية «وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء. بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق» (رو3: 21و22)، ثم يقول «إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس» (رو28:3)، ويقول محصلة الكلام النهائية في (رو1:5) «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح». نعم يسوع المسيح الذي لم يفعل خطية لكن الله جعله ذبيحة خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2كو21:5) بل الذي صار لنا من الله حكمة وبرا وقداسة وفداء (1كو30:1) الذي صار لنا ثوب الخلاص ورداء البر (أش10:61، غل27:3).
في رسالة بولس الرسول الأولى إلى المؤمنين في كورنثوس يذكر أوصاف الذين لا يرثون ملكوت الله (1كو6: 9و10)، ثم يقول في (ع11) «وهكذا كان أناس منكم، لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا».
إن الناموسية من جانب واحد تتفق مع الجسد فالإنسان بطبيعته يرغب في التدين، بمعنى أنه يريد الممارسات والوصايا والفرائض ويلاحظ المناسبات المقدسة ويصوم (غل10:4)، ومن خصائص الجسد إنه يحب أن يفتخر بإنجازاته الدينية – كم من الصلوات رفعها أو كم من العطايا قدمها ولنا في كلمة الله أمثلة عن ذلك: مثل الفريسي في (لو18: 9-14)، والرسول بولس في سرد اختباره (في3: 1-10).
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|