واضح أن الإنجيليين الأربعة مع بولس الرسول، جاء اقتباسهم من إشعياء وفيه شيء من التفاوت بين الاختصار والتطويل، وبين التخفيف من ثقل الكلام وعنفه، وبين التدقيق في إظهار ثقله وعنفه، والآن إلى سفر إشعياء النبي:
+ "في سنة وفاة عُزِّيـَّا الملك، رأيتُ السيد جالساً على كرسيٍّ عالٍ ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل... فقال (لي): اذهبْ وقلْ لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا. غلِّظ قلب هذا الشعب، وثقِّل أُذنيه، واطْمُسْ عينيه؛ لئلا يُبصر بعينيه، ويسمع بأُذنيه، ويفهم بقلبه، ويرجع فيُشفى" (إش 6: 1-10).
واضحٌ هنا من نبوَّة إشعياء أنها تنقسم إلى قسمين واضحين:
القسم الأول: وصف الحال على ما هو عليه: "اذهب وقلْ لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا". فهو تقرير عن حال عيونهم التي تبصر ولا تبصر، وآذانهم التي تسمع ولا تسمع.
أما القسم الثاني: فهو أن يقوم إشعياء النبي بمهمة غاية في الخطورة، وهي الأساس في النبوَّة: "غلِّظ قلب هذا الشعب، وثقِّل أُذنيه، واطْمُسْ عينيه؛ لئلا يُبصر بعينيه، ويسمع بأُذنيه، ويفهم بقلبه، ويرجع فيُشفى".
وعلى ضوء هذا التقسيم في نص النبوَّة، نجد أن القديسين متى ومرقس ولوقا وبولس أخذوا بالنص الأول للنبوَّة، وهو تقرير حال من صميم واقع الشعب أن عيونهم تبصر ولا تبصر، وآذانهم تسمع ولا تسمع.
ولكن الوحيد الذي أخذ بالقسم الثاني من النص، وهو العملية الإضافية التي قام بها إشعياء بالروح، هو القديس يوحنا الإنجيلي والرسول؛ ولكن دون أن يذكر الفاعل، وهو الروح، على يد النبي الذي غلَّظ القلب، وثقَّل الأُذن، وطَمَسَ العين، ولكن جعله بصيغة الغائب: "قد أعْمَى عيونهم، وأغْلَظ قلوبهم".
واضح هنا أن الشعب، وبالأكثر جداً المعلمين والرؤساء، أصبحت لهم عيون تبصر ولا تبصر، وآذان تسمع ولا تسمع، فأضاف إليها الروح أن أكمل عماها وأكمل صممها، وأغْلَظ قلوبهم فوق غلظتها وختم!! لقد أغلق ولا أحد يفتح!!
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|