السؤال الذي حيَّر جميع العلماء، ولا يزال يُحيِّر الدنيا كلها؛ بل وقد حيَّر القديس يوحنا كاتب الإنجيل، وبالأكثر جداً حيَّر المسيح نفسه: لماذا لم يؤمن إسرائيل بالمسيح؟ مع أن المسيح جاءهم خصيصاً: "إلى خاصَّته جاء، وخاصَّتُه لم تقبله" (يو 1: 11)، جاء بحسب المواعيد تماماً، ووِفْقَ جميع النبوَّات وكل العلامات التي أشارت إليه سابقاً وتمَّت فيه.
ولكن أعجب ما في هذا كله، أن الرؤساء والفرِّيسيين تحيَّروا في أنفسهم: لماذا لم يؤمنوا به؟ فقد التفوُّا حوله مرة في عيد التجديد وهو في الهيكل يُعلِّم، وقالوا له: "إلى متى تُعلِّق أنفسنا؟ إن كنتَ أنت المسيح فقُلْ لنا جهراً. أجابهم يسوع: إني قلتُ لكم ولستم تؤمنون!..." (يو 10: 24و25).
أما لماذا لم يؤمنوا، فالقديس يوحنا يعطي هنا السبب:
+ "لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا... قد أعمى عيونهم وأَغْلَظ قلوبهم؛ لئلا يُبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم" (يو 12: 39و40).
والقديس متى يؤكِّد نفس الكلام عن لسان المسيح نفسه: "من أجل هذا كلَّمهم بأمثال". هنا وكأنها نيَّةٌ مُبيَّتة من الله أن يسمعوا ولا يفهموا، لأنهم وهم مبصرون لا يُبصِرون، وبينما هم سامعون لا يسمعون ولا يفهمون:
+ "فقد تمَّت فيهم نبوَّة إشعياء القائلة: تسمعون سَمْعاً ولا تفهمون، ومُبصرين تُبصرون ولا تنظرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلُظَ، وآذانهم قد ثقُلَ سماعها. وغمَّضوا عيونهم، لئلا يُبصروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم" (مت 13: 14و15).
أما القديس مرقس فيذكر هذه النبوَّة مرتين:
1. "فبالأمثال يكون لهم كل شيء، لكي يُبصروا مُبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا، لئلا يرجعوا فتُغفر لهم خطاياهم" (مر 4: 11و12).
2. أما المرة الثانية فقالها موبِّخاً تلاميذه:
"أَلاَ تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تُبصرون، ولكم آذان ولا تسمعون، ولا تذكرون؟" (مر 8: 17و1
أما القديس لوقا فيقولها مختصرة:
+ "وأما للباقين فبأمثالٍ، حتى إنهم مُبصرين لا يُبصرون، وسامعين لا يفهمون" (لو 8: 10).
والقديس بولس يقولها في نهاية سفر الأعمال:
+ "حسناً كلَّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلاً: اذهب إلى هذا الشعب وقُلْ: ستسمعون سمعاً ولا تفهمون، وستنظرون نظراً ولا تُبصرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وبآذانهم سمعوا ثقيلاً، وأعينهم أغمضوها. لئلا يُبصروا بأعينهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا، فأشفيهم" (أع 28: 25-27).
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|