[me2]

حلقة عسكرية

شاءت أو ساءت ظروفي أن أعيش وأكبر "بالعمر" في مجتمع يقال عنه "أولاد الضباط" كنتيجة شبه طبيعية لأبن ضابط, يسبح في مسابح الضباط ويسكن في مساكنهم ويختلط بأبنائهم.

الضابط هو بالبداية والنهاية ضابط .. يعني سواء كان مسلم أم مسيحي أم درزي أو حتى علوي .. ولو أن البعض يصبغ الضباط بصبغة علوية .. وهذا خطأ يفرض نفسه على الكثير من المنتقدين.

وفي سوريا تحول الكره الطائفي أو السياسي أو أي كره , من كره للطائفة العلوية ألى حقد على الجيش وهو المؤسسة الوطنية التي تستلزم أكثر من مجرد اجماع على الاحترام لدولة أراضيها محتلة وأمنها مهدد.

طبعا لا دخان بلا نار .. فالجيش تدخل "خطأ" في مشاريع سياسية أحيانا وطائفية أحيانا وطبعا دائما بقرار سياسي لاطائفي , ولكنه يجب أن يبقى المؤسسة الوطنية الجديرة بالثقة.

والجيش مزراب للخزينة , وهذا يثير الحفيظة الباطنية للجميع . و الجيش يسير سيارات كبيرة ومؤذية داخل المدن تسبب الكثير من الحوادث.

والجيش يستلزم أداء الخدمة الألزامية والشباب يكرهها ويعتبرها مقبرة.

والجيش يعطي لأبناء الضباط الحق بقيادة سيارات حديثة وبطريقة جنونية أحيانا.

والجيش عجز عن تحرير الأرض وحفظ الكرامة.

والجيش الذي لاتعد مصائبه حارس للنظام ضد المعارضة التي كانت ستفتت النظام لولاه.

طيب: ماذا لو تخيلنا الوطن بلا الجيش ؟؟

لمن لم يقرأ رواية صلصال حتى الأن ,ويحب التبحر في بحار هذه الطبقة من المجتمع , أنصحه بأن يفعل.

كل ماذكر أعلاه هو استطراد , ما أردت قوله هو أنني ألتقيت ببعض الأشخاص الذين ذكروني بأيام زمان وتذكرت مايلي:

أن أحد أولاد الضباط كان يصرف مليون ليرة أسبوعيا.

أن أحد أولاد الضباط قال لي عن أن أحد أولاد الضباط أنه لايمكن لاأحفاده أن ينهو حرق مايملكه, بفرض أنو شخصيا ابتدأ بالحرق.

أن أحد أولاد الضباط كان يتلذذ باستعمال المسدس لاطلاق النار بين أقدام "أصدقاؤه".

أن أحد أولاد الضباط أصبح من كبار تجار الوطن .. أحد ؟؟ أظن أن الكثير منهم.

وأن أحد أولاد الضباط أصبح طبيبا و الآخر مهندس وأنهم يعيشون حياة طبيعية سورية مائة بالمائة.

نصيحة للشباب ألا يستثنو أولاد الضباط من حساباتهم وألا ينبذوهم كالحشرات ... فهم سوريون ويلزمهم القليل من الاختلاط والاندماج مع المجتمع بشكل صحي .

أخيرا أحببت لكم مايلي مما قرأت ل توفيق البكري:

لا تعجبوا الظلم يغشى أمة فتبوء منه بفادح الأثقال

ظلم الرعية كالعقاب لجهلها ألم المريض عقوبة الاهمال