عرض مشاركة واحدة
قديم 30/03/2006   #64
شب و شيخ الشباب ابن سورياااا
عضو
 
الصورة الرمزية لـ ابن سورياااا
ابن سورياااا is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
الوطن العربى
مشاركات:
447

افتراضي بقلم الدكتور زغلول نجااار


اقتربت الساعة وانشق القمر‏;‏ وهؤلاء قد لا يعلمون أن عمر الأرض التي نحيا عليها يقدر بنحو خمسة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن عمر مادة كل من الأرض والكون المحيط بها يقدر بنحو عشرة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن بعثة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كانت منذ أربعة عشر قرنا فقط‏,‏ ونسبة هذا التاريخ إلي ملايين السنين التي مضت من عمر كل من الأرض والكون يؤكد قرب نهاية العالم‏.‏ ولذلك يروي عنه‏(‏ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏)‏ قوله الشريف‏:‏ بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي‏.‏ وهي قولة حق خالص‏,‏ وإعجاز علمي صادق لأنه لم يكن لأحد في زمانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أدني تصور عن قدم الأرض إلي مثل تلك الآماد الموغلة في القدم‏;‏ وهذا كاف للرد علي الذين قالوا إن في استهلال سورة القمر بالقرار الإلهي اقتربت الساعة وانشق القمر إيحاء بأن انشقاق القمر مرتبط باقتراب الساعة‏,‏ بمعني أنها إذا جاءت انشق القمر‏,‏ لأن المعجزة قد وقعت فعلا علي زمن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ وقد يشير إلي ذلك وجود شق كبير بالقرب من القطب الجنوبي للقمر علي الوجه الذي لا يري من فوق سطح الأرض يزيد طوله علي‏225‏ كيلو مترا ويدعمه عدم تماثل نصفي القمر الحالي‏,‏ ويؤكده وصف القرآن الكريم لنهاية القمر بابتلاع الشمس له‏(‏ لا بانشقاقه‏)‏ وذلك كما جاء في قوله‏(‏ تعالي‏):‏
فإذا برق البصر‏,‏ وخسف القمر‏,‏ وجمع الشمس والقمر‏(‏ القيامة‏:7‏ ـ‏9).‏

ويأتي العلم في قمة من قممه مؤكدا تباعد القمر عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة مما يشير إلي حتمية دخوله في مجال جاذبية الشمس فتبتلعه‏,‏ وإن كان ذلك ـ كغيره من إرهاصات الآخرة سوف يتم بالأمر الإلهي‏:‏ كن فيكون‏,‏ وليس بالسنن الدنيوية التي يبقيها لنا ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ لإثبات إمكان وقوع الآخرة‏;‏ بل حتميتها‏.‏
وبعد فراغي من الإجابة علي سؤال السائل الكريم وقف بريطاني مسلم عرف نفسه باسم داود موسي بيدكوك‏
(DavidMusaPidcock)‏
وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي البريطاني‏,‏ واستأذن في إمكان إضافة شيء إلي ما قلته في إجابتي فأذنت له بذلك فقال‏:‏ إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينا‏,‏ فقد شغفت بعلم مقارنة الأديان‏,‏ وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرا وتوجهت بها إلي مسكني‏,‏ وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر ثم توقفت متسائلا‏:‏ كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة علي إعادته إلي سيرته الأولي؟ فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية الكريمة قد صدتني عن الاستمرار في ذلك‏...!!‏

ولكن لعلم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بمدي إخلاصي في البحث عن الحقيقة أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارا بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني
B.B.C
واسمه جيمس بيرك‏
(JamesBurck)‏
وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين‏,‏ وجري عتاب علي الإسراف المخل في الإنفاق علي رحلات الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات‏,‏ والأمراض‏,‏ وانتشار الأمية بين البالغين‏,‏ ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني‏.‏
ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق علي رحلات الفضاء ليس مالا مهدرا لأنه يعين علي تطوير تقنيات تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية‏,‏ ويمكن أن تعود بمردودات مادية وعلمية كبيرة‏,‏ وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل علي سطح القمر علي أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات‏.‏ فسأل المحاور‏:‏ هل كان كل ذلك لمجرد وضع العلم الأمريكي علي سطح القمر؟ وجاءت الإجابة بالنفي‏,‏ وبأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا‏;‏ فسأل المحاور‏:‏ ألم يكن من الأجدي إنفاق تلك المبالغ الطائلة علي عمارة الأرض؟ وجاء الجواب بأن الرحلة أوصلتنا إلي حقيقة علمية لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد‏...!!‏

فسأل المحاور‏:‏ وما هذه الحقيقة العلمية؟ فكان الجواب أن هذا القمر كان قد انشق في يوم من الأيام ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدا وغائرة في جسم القمر‏,‏ تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر وأعراضها بين نصف الكيلو متر وخمسة كيلو مترات وتمتد إلي مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة‏.‏ وتمر هذه الشقوق الطولية الهائلة بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها علي تسعة كيلو مترات‏,‏ ويزيد قطرها علي الألف كيلو متر‏,‏ ومن أمثلتها الحفرة العميقة المعروفة باسم بحر الشرق‏
(MareOrientalis).
وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات‏
(ImpactofAsteroid-SizedObjects)‏
أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر‏
(RimaeorLunarRilles)‏
فقد فسرت علي أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي‏
(TensionalCracks)‏
أو متداخلات نارية علي هيئة الجدد القاطعة‏,‏ ولكن أمثال هذه الأشكال علي الأرض لا تصل إلي تلك الأعماق الغائرة‏,‏ ومن هنا فقد فسرت علي أنها من آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه‏.‏
يقول السيد بيدكوك‏:‏ حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز‏,‏ وتساءلت‏:‏ معجزة تحدث لمحمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قبل ألف وأربعمائة سنة يثبتها العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة‏,‏ وبهذا الوضوح الذي لا يخفي علي عالم في مجال علم الفلك اليوم‏,‏ فلابد أن يكون القرآن حقا مطلقا وصادقا صدقا كاملا في كل خبر جاء به‏;‏ وعلي الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم‏,‏ وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينا‏.‏

ولا أستطيع أن أصف لكم وقع هذه الكلمات‏,‏ ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها علي كل الحضور من المسلمين وغير المسلمين فقد هزت القلوب والعقول‏,‏ وأثارت المشاعر والأفكار‏,‏ ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علي كل شيء شهيد‏(‏ فصلت‏:53).‏


المصدر الدكتور زغلول نجار
 
 
Page generated in 0.03249 seconds with 10 queries