عرض مشاركة واحدة
قديم 22/03/2006   #3
صبيّة و ست الصبايا whiterose
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ whiterose
whiterose is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
4,570

افتراضي


أما الضواحي خارج الأسوار فأهمها حي بانقوسا ،و يبدو أن الاسم جاء من كلمتي ( بان قوسها ) أي ظهر قوسها ، و هو حي قائم على مجموعة من التلال خارج الأسوار أمام باب الحديد ، وكان الأشراف أصحاب العمائم الخضراء ، و الدلال باشي ، و هو قائد الدالاتية يقيمون فيها (و هم الجنود الكروات الذين يعملون تحت إمرة العثمانيين ) ، و توجد عائلات حاليا تسمى ( الدالاتي و دلال باشي ) .
و كان المسيحيون يقيمون في ضاحيتي الهزازة و الجديدة ، و كان الفقراء يقيمون في ضاحيتي المشارقة ، و قربها الوراقة.
- و إذا ما دخلت أزقة المدينة ، تبدو الشوارع معتمة و كئيبة ، بسبب ارتفاع الجدران الحجرية للبيوت على الجانبين ، و لا يمكن أن يرى المرء سوى بضع نوافذ عالية مكسوة بالشبك ، و لكن هذه الأزقة أنيقة و مرصوفة جيدا ، و في غاية النظافة ، و تقطع الأزقة أحيانا أقواس متعاقبة ، تمنحها مشهدا جميلا .

- و تأتي الجوامع كأول الأبنية العامة أهمية ، وكانت تعتبر سبعة أو ثمانية منها الأكثر أهمية ، و لجميعها مأذنه واحدة فقط .
و تلحق ببعض الجوامع بيوت خيرية تسمى الخانقاه ، و تخصص لاستقبال المتدينيين الذين يعتمدون على الصدقات .

- أما الخانات فهي ثاني الأبنية العامة من حيث الأهمية ، و هي عبارة عن أبنية مربعة مؤلفة من طابق أرضي و طابق علوي واحد ، يحيطان بباحة داخلية فيها بركة ماء ، و يقسم الطابق الأرضي إلى غرف على الجانبين ، أما الطابق العلوي ففيه شرفة داخلية مطلة على الباحة ، و على جانبها الغرف .
و يستعمل الطابق الأرضي كمستودعات و زرائب و دكاكين لعرض البضائع ، أما الطابق الأول فمخصص لاستقبال و إقامة المسافرين ، و يقيم بعض الأوربيين فيها بصفة دائمة .
و يحرس الخان ( الاوضة باشي ) ، الذي يعمل تحت إمرة أغا الخان ، و يغلق باب الخان الكبير عند المغيب ، و يبقى الباب الصغير - الذي يسمى خوخة - لدخول الزوار ليلا .

- أما الأسواق و البازارات ، وعددها تسع و ثلاثين ، و كلها مسقوفة ، و التي لو وضعت إلى جانب بعضها بعضاً ، لبلغ طولها خمسة عشر كيلومتراً ، و هي عبارة عن غرف حجرية صغيرة متلاصقة ، على شكل ممرات طويلة ضيقة ، بحيث يتعين على المشتري الوقوف خارجها .
و يختص كل سوق ببيع بضاعة معينة ، و تغلق أبوابها عند الغروب أيضا ، و يطوف في داخلها حراس ، و الغريب أن بوابات السوق الحديدية كانت تقفل بأقفال و مفاتيح خشبية ، طول المفتاح حوالي الشبر ، و بثخانة الإبهام تقريبا .
و يحمل الحراس عصي و فوانيس ، و كل شخص يسير بدون فانوس ، يعتبر مشبوها ، و تتم ملاحقته .

- وكانت أهم السرايات - و هي القصور التي يقيم بها الحكام و الأثرياء - هي سرايا إسماعيل الباشا والي حلب ، و التي كانت تقع قرب مديرية الأوقاف حاليا في ساحة بزة ، وفيها بستان و دولاب ماء و أحواض ، و تقع على مساحة تبلغ حوالي السبعة دونمات ، و قد هدمت و دثرت ، اثر زلزال في بدايات القرن التاسع عشر .
و كانت السرايا محاطة بجدار مرتفع جدا ، و تتألف من مدخل رئيسي له بوابة ، يليها فناء يؤدي إلى باحات اصغر فيها مكاتب و ثكنات الجند .
يليها بوابة ثانية تؤدي إلى فناء أوسع غير مرصوف ، على جانبيه إسطبلات تتسع لاربعمئة حصان ، و فيه فسقية يأخذ منها السقاءين الماء للعامة ، و يطل عليه الديوان حيث يقابل الباشا العامة ، و إلى جانبه حجرات سكن الباشا و حريمه ،و سكن الضباط و الحاشية .
و توجد بالإضافة إلى هذه السرايا ، خمس أو ست سرايات يقطنها الاغاوات و الافندية ، توجد أمامها ساحة للخيول تشرف عليها واجهة رئيسية خارجية ، فيها أكشاك خشبية ناتئة ، و بوابة مقوسة مزدانة بالرخام ، تؤدي إلى باحة ثانية فيها صف من الأعمدة عليه رفراف خشبي بارز ، و برك ماء صغيرة ، و في صدر الباحة إيوان يرتفع عن سطح الأرض ، و في صدره مصطبة خشبية مفروشة ، و تكون الأرض عادة مفروشة بالسجاد الفارسي ، و بجانب الإيوان غرفة للخدم تسمى العتبة .
و تحيط بالباحة حجرات مستطيلة ، ذات نوافذ مزينة برسوم وآيات قرآنية و أبيات شعرية.


لا تـــحــــزن لأن الحزن يزعجك من الماضي
ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن لان الحزن يقبض له القلب
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح
ويتلاشى معه الأمل لان الحزن يسرُّ العدو
ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد
ويغيِّر عليك الحقائق
سعود الشريم
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02859 seconds with 10 queries