القصيدة (27)
(نغمات نرجسية)
من الريح طبــــعي فعــندي نسيم ولكن فـــي الريــح أيضــاً دمـــار
إذا ما غضـــبت فلا تــــعذليــــني فمن غـــضبة الريح موج البحار
تطـــاولت فـــكراً وعقـــــلاً ولكن زمـــاني هـــذا زمــان الصــــغار
يكذب فيه الصـــدوق ويـــــــرقى به الهنـــــــقعي جــــهاراً نــــهار
حنـــاناً بنفســــي تقمصت نفسي وأعبــــد ذاتـــي بـــدون اختــيار
غريـــباً ولـــدت وأبــقى غريـــباً مشـــاراً إلـــيه غريـــب الديــــار
يـــقد سلاســـل دهـــري غروري فـــقد ولد الظـــلم فـــي المتـــرار
ألا يـــــا ابنة العز نفسي اكفهري وظلــي علـــى أهبــــة الإنفـــجار
زمـــان حـــقير وشـــعب ذلـــــيل فطيـــحي عتـــياً يمــــيناً يســــار
فإن يعـــلقن فـــــي حذائي سفينة أزيلــــه نفــــخاً كــــأن الغـــــبار
كذلك طبــــاعي ولـــم تفــــهميها وهـــذا فــــرق وكــــان القــــرار
فأنت انتــــهيتي ولا زلـــت أبـــدأ لقد أنزل اليوم عـــندي الــــستار
ففي الــدهر حلو وفي الــدهر مر وأكـــثر هـــذا الزمــــان الـــمرار
ألا كـــــم خشـــيت بألا تكونــــي على قدر حزني وما قلـت صـــار
فقولي وداعـــاً لشـــخص أحـــب فأنت التــــي قد أضـــاع الـــمرار
لقد كان حبـــك شـــبه أنتــــــحار إذا مـــا ارتبـــطنا فـــذاك أنتـحار
27/5/2002
القصيدة (2
(كتاب من ورق الحب)
هدوء الليل برأسي شفة
ينطق حرف النجم على ذكراي وذكراك كتاباً
فدعيني الآن أقلب فيه الصفحات
لكني ملهوف جداً
حتى أقرأ آخر عطر
من آخر زهرة حب فيه
تركت سطور حياتي مختصراً
ذاك لأني قبل لقاءك لا أعرفها
لم أعرف من كتب الحاء مع الباء بقلبي
وكنت أظن الكاتب مات
أسمر عيني في أول سطر
وأتابع
ماذا في السطر الثاني ؟
احذر
فسيأتي مرتفع عشقي
والحب سينهض بعد سبات
مكتوب فيه : لقيت الحب ثم عشقت على مهل
و .......
ما بعد الواو له سر ويطول الشرح
سنتركه سرياً في عجل
ونسافر في سفن القصة حتى المرسى
أحب الحب بلا مقدمات
من قبل سنين أربع
عاشت في زهور الحزن
لكنك جئت
وليس لقلبي علم
صادفتك فيه
بصوت فيروزي الصبح
لكن صباحي ممس كان
فلم أسمعك تغنين
لأني: لا أحد مثلك يفهمها الآن
لأنك أني
حملت بذاكرتي شيئين
بياض اللؤلؤ وفماً مخلوقاً في آخر لحظة
وبذوراً كانت تنمو رغماً عني
حتى صارت ماء حياة
ثم لقيتك لوناً أخضر
وسبقنا في كل حدائق هذا الكون طلوع الصبح
وصوت الماء
وزقزقة العصفور الدوري بقلبينا
سبقنا كل العشاق إلى الكوثر
يعرفك النجم ويعرفني
أكثر من أمي حبيبين
كنا نسهر في الحب ويسهر
كنت أكبر
كنت أكبر من لفظي والشفتين
وأكثر
أكثر من نور عيوني
لما أسأل نفسي : يا أنت إلى أين
ومتى ...... أو كيف لماذا؟!
لحني في الحب مزاجي العينين
يمسك كل بنات الجنة والحور العين بدون يدين
صبرت مصابرة الصاءم ... حتى يفطر
يترنق بالشفق المغرب والله وأكبر
صبرت ولكن كنت أصبر
كل مداخل هذا العشق ستنمو
في آخر زاوية في الشارع
والأبواب مغلقة
وغرفة حب
والأضواء الخافتة الصوت
كل ضلوع الحب شهود
عيني في عينك والأشواق
وما الكون سوى لحظة صدق حين تحب
سجل عني ما يأتي :
إن الحب وجود
أين الحب يكون وكيف ؟
وهل في الماضي أو في الحاضر مولود
وإلى أي حدود يبلغ ؟
حد الهمس وحد اللمس وحد الله
فحتى الله يحب
وحتى الأرض وكذاك الأم
فإذن : ليس هناك حدود
ويمارس أين ؟
اخرج عن قانون الناس تمارس حبك حيث تشاء
فوق القمر
بين حبات المطر
وفي أحضان العود إن يشدو الوتر
لكن أبعد طيفك عما عواء الذئب
ذئاب الناس لحود
ماذا أكتب فيك الآن ؟
هل أكتب أنك روح الروح
ونبض القلب
ولغز الآه
وأصل الدمع
وأصل الفرحة عندي
بل أكتب أنك كل الأشياء
هل تنبت زهرة حبينا بعد فناء
أيأتي الصفاء
فيرقص عراس التمني
ويلبس ثوب بياض الثلج
كأن النقاء
ويزهر بيني وبينك
ورد بغير ذبول
علم منا يعطش أنا يكتب عنا
وروداً وماء
ويكتب أني آخر اسم لدى العاشقين
وأنك فاتنة الذكريات
وبحر الدموع
واسم يباهي سمو السماء
12/6/2002
القصيدة (29)
(الآية الأولى من سورة الثورة)
-1-
بمل بالنار
وبالبارود توضأ
اقرأ أنك حق الله بهذي الأرض
قرآنك يبدأ من اقرأ
قد صار رصاصك مسبحة تقتل صارات الصهيون
تذبح هاء الذبح وتفني النون
لكن النون فلسطين تذهي نون الصهيون وتبدأ
-2-
عيونك تسبح في أفق القدس
وتشهد أنك قدس الأشياء
ورامالله
أرضك باقية قد رام الله
تاريخك أنت وليس صباح الدين
ولا كل الخلفاء ... ولا كل الأمراء ... ولا كل القواد والقوادين.
نصرك فيك خيوط تمتد لعرش الله ومن ينساه
حرموك ثياب العرس وزفوا التاريخ إليهم
نور عيونك يثقب آذان الصمت ويمحي الأبصار لديهم
لا زلت تنادي العرب عربك في صحراء تاهوا
لا صوت لديك
لكن بالصمت ونزف الجرح تصيح بهم
ياعرب النفط
يا عرب الغرب
يا عرب الشرق
يا ناس ... يا إفلاس ... يا ... يا ... ياهو
يكفيك تنادي عربك في صحراء تاهوا
-3-
تبقى وحدك لكنك شمس الدهر فما تفقأ
وحديد عيونك كيف يذل؟
لو رشوا فيها ناراً أو ماءً
رشاشاًمن إنتاج يهوديت
غازاً شمعونياً من صنع التلموء
عبثاً ذاك وتخزى
حاخامات الدنيا
كلا .... كلا .... فحديد عيونك لا يصدأ
-4-
لست قديماً كي تبلى
كالثوارة ... ولست جديد
أين ولدت وكيف ولدت؟
عمرك عمر الأرض وعمر الله
لا أحد يعرف بالتحديد
هل يأتي يوم يخرج هذا المحتل المختل ؟
ذلك قدر ليس بعيد
لا يأس فما دمت تريد
فأن الله يريد
-5-
حقداً ... حقداً ... حقداً لا تفصح عنهم
احمل حقداً نارياً فجهنم هذا الكون قد اقتبست
وحروق جهنم لا تنسى
قتلوا أمك : لا تنسى
وذوائب أختك تغتصب الآن فلا تنسى
صار الأطفال كعود ثقاب محروق
هذا العالم لا يأسى
وزوجك جأت فيها البطن
وأخرجت الأمعاء لينهشها كلب
شهداؤك تنخر فيها ديدان
أبشع صور
قيح ساح بكل الأرض
وشرب القيح تلوك الكأسا
يا أنذل ما شهدت عين
طفل إرهابي ... يحمل حجرا
يقتل في زاوية ...
وصى أمنية
حاول أن يحملها البحر
فتاه عن السفن المرسى
أثداء تقطع ... عين تفقأ ... رحم يثقب
كنيسة مهد تضرب
والأقصى ... الأقصى ... الأقصى ينهب يارب
نابلس تنادي
من ألقى السمع شهيد القلب
صبرا ... شاتيلا ... قانا ... وجنين أبيدن
هل أحد يدري ما يجري؟
أو يفهم سم الأفعى في فمه
يا سم الأفعى فهمك صعب
ستطوف ... ويلحقنا الطوفان
فلا وطن ناوي
لا ملجأ أو درب
ونخنث كل مرار الدنيا
حتام يحلي العلقم ؟
حتام ستبقى زهوتنا
والشرف الحر ميتم
أضاع الأم وضاع الأب ؟
حتام سيربوا فينا الخوف
أحبوا الأوطان قليلاً
أسمع أن لديكم عيد الحب
-6-
أخجل من قلمي أني أكتب حبراً
كيف الحبر يساوي الدم
أخجل من أمي أني لازلت هنا
وطفل فلسطين هناك
يناغي كل الأبواب تسد
ويبحثعن أم
أهرب مني كيف أنام
أهرب من عهر الأقلام
أهرب ممن باع القدس قصيدة شعر تافهة
وعلى اللفظة ألف وسام
ألف وسام
غث كلام
قصف وحام
مسك ختام
أخجل حين يصير الدمع سلاحاً
والكلمة حلماً ممنوعاً تحتاج جوازاً
عوجاء مفاهيم الأيام
من يقلب فينا الأوهام ؟
من قال بأن رضاع الذل فطام ؟
ونعقد قمة أحلام ونقول تمام
تمام
وراء أمام
وتضيع بغيب لا يدري معنى النور ومعنى الظلمة والإظلام
وماذا بعد؟
أسائل نفسي ماذا بعد ؟
أصبحنا جثثاً تقرف حتى أن تركلها الأقدام
-7-
لا تسأل عن (نحن)
وساءل عن (هم)
فأين العرب إذاً من هم ؟
لا تسأل ...
لسنا عرباً
هنالك أبطال جنين ومخيمهم ما أعربهم !
أما نحن فعرب النرد
وعرب الشاي يمز
ولحى مسدلة تفتي أن أولاء انتحروا
يا ربع الكبسة والرز
ولحاكم كصوف الخرفان بها شوق للجز
لم يبق غيرك
حتى غيرك لم يبق
مكة تعرف أن حزامك كل الدنيا
مكة تعرف أن حزامك كل الدنيا
آيات الأخرس
فيها كل بنات التاريخ
كرامة عز قد رفعت
كانت دنيا
لم يبق غيرك وسترقى
تذرى كل فتاوات الحزي وتمحى
ويمحى (باول) والقمات و (جورج الغش)
وشيء آخر يبدأ بالشين
يغص بنفسي أن أذكره
من يعرف شكل الخنزير الإفريقي
فليسأله فقد يعرفه
أما أنت : فآيات تدخل و القارعة
انس الجامعة
اقرأ : صوت حزامك ينسفهم
يثبت أنك كل رهان وقت الحزة واللز
صيحوا يا أمريكا
صيحوا يا أمريكا .... يا ماسون
يا أمما ً لن تعرفنا يوماً
يا ألف قرار تخديري
يا (ميتشل) تقسيماً آخر
هذي رقعة شطرنج نعرفها
وقرار الأمة
قبل الجلسة .... بعد الجلسة ... وسط الجلسة .
عند الجلسة .... طز
-8-
من يصبح ناراً يصبح (هم)
يخلص من لغة هذي ال (نحن) ويمسي (هم)
يا من في الناس يشاركني
بحزام النسف لهذا الصمت
يحاصركم ويحاصر (هم)
وليتبعني خلف الواد
فإني الآن الآن سأصبح (هم)
-9-
مهما مدوا الأيدي في رحم زمانك والليمون
ستزهر
ما زلت بعد كروم الزيتون
لا زالت عندك بعض وريقات تثبت أنك من عزة
وأني من جولان الحزن
وأني يوماً سوف أكون
يكثر عند الناس وداع الأوطان
يكثر فينا الظن ويبقى الإثم ظنون
يكتب فينا الصمت كتاب اللاعودة
منسي الصفحات
ليحيا الكاتبون
نون وما يسطرون
تأخر وعد الله ولكن آت
والنازحون واللاجئون لابد عائدون
20/4/2002
ملاحظة : القصيدة السابقة هي القصيدة الحائزة على المركز الأول في المسابقة الشعرية على مستوى جامعة دمشق .