[Syria Man]

القصيدة (11)

(وكيف أنسى؟)
ألا يـا طــيب هاتــــيك اللـيالي وأيــام المحـــــــبة والوصـــــال
سـواد اللـــــيل ذكرني عيونــاً فضـيعت اليــمين مــن الشـــمال
عيونــــاً تسـكن الأرواح فيها وترميـــــني ببــــحر من خـــيال
رماني رمـش عينيها فقـــلبي قتيل الحــب من غــــير القـــتال
رأيـت الـنور في ذاك المـــحيا جمــــالاً فــــوق آلاء الجـــــمال
وحيد الخـــلق لا تشــبيه فــيه فريــــــداً كالإله بــــلا مــــــــثال
وكــفر راح يسبيــني بصــوت يذيب الصـخر في قلــب الجــبال
وينطق مثــلما وحي ويوحــى فإن قالـــــت فـــإن الــدر غـــال
أعيـــــدي الـــقول آلافاً وألــفاً وتــــكراراً كــحـــبات الرمـــــال
فإن الـقــلب يبكـي ما تقولـــي لأن لابـــد مــن يـــوم الــــرحال
إلـــهي ألأنت قــدرت التلاقــي فـــقدر بالـــفراق الــى الـــزوال
وأفرح كل ذي قلب حزيـــــــن فما قلـــب من الأشـــواق خـــال
فإن الأرض عاشـــقة الثريــــا وإن الشمـــس عاشــــقة الهلال
ألم تر يـــوم فرقتـــنا دموعـــاً كخمر سال في غـض الــدوالــي
ألم تـــر كــيف لم تنـطق شفاه لأن الدمـــع مرســــال الــــغزال
لقد حار الـكلام علـى لسانـــي وحـــار الحـــال من أفعال حالي
فــما هـــنيت في حــاء وبـــاء وما هنـــيت فـــي صـــــاد ودال
تقـــول النــاس إن الــحب داء وأوهــــام وأضــــغان الليالــــي
فلو تنسى أقول وكيف أنســى وأشـــواقي تنـــــاديها تعالـــــي
ألا يــــانـــاس كلــكم عـــــذول فصــمتاً واســـمعوا مني مقالي
صعيب إن نســـياني صعــــيب محـــال في محــــال في محـــال

16/5/2000
القصيدة (12)

(الوصف فوق ودون)
إن الــــغرام جنـــــــون أو قول كمن فيكـــون
وأنــــت نـــجم بعـــــيد ترنـــو اليـــه العـيون
خداك عــــطر الليالـــي والنهد ســـر فيـــكون
تلك الرمـوش ســجون فبهن تحلو الســجون
إن دل يـــوم نســـــــيم تغار مــنك الغصـــون
كأن عشـــــقك ديــــــن والعاشـــقون ديـــون
يا من مجيئك صــــمت يدهى اللسان السكون
أنت الجمال المـصطفى في كـل شــــئ يـــبين
والآن أكــمل وصــــفي والوصف فوق ودون
تبقين من نسل حـــوى ونـــسل حوى خؤون

القصيدة (13)

(ولادة الموت في الشهر التاسع)
مقدمة:
كتبت بعد أحداث (11 أيلول) التي هزت العالم لا تصف الواقعة ولكن ولكن لتسجل في صفحة التاريخ دهراً من المرارة والقهر.
نيويورك دكت وسام الدم وناحت على طفلها مريم
قصاصاً وكنتم أسلتم دماء فذوقوا العذاب بما كنتم
بشعري صرخت فلسطين تسبى أجاب الصدى أننا نعلم
رسمت لهم كيف يخصى العراق زنيم أيا أنت من ترسم
ومن فرط رأفتهم بالجراح على كل جرح مشى منسم
بصقت شتمت بأونا الكلام فمطوا الشفاه ولم يفهموا
ولما أصابع أيلول قامت أحسوا البعاص وما ترجموا
بهذي الأصابع يندى الزناد ويشرق من جوفه برعم
وأقسم أن القصاص الرصاص وبالنفط يخطا من يقسم
لقيت الرصاص وحذرته توقى البريء الذي منهم
أجاب سأفقاً عين الزهور أولاء بريئهم مجرم
بضاعة حزني مليون صنف وفي كل صنف بها مأتم
تمزق أبوب كتبت القوافي وأسطع أبوابها مظلم
ألا يا زمان النزوح تكلم فجولاننا للمآسي فم
إلام ستبقى مزابل صمت بجوف الرعاع وتسترحم
فإن قيل نازح نودي جمع وبعض اليقايا لكي ييلطموا
فبعض يقيء وبعض يخاف وبعض يسائل من ذا هم ؟
وذاك يفاخر أنه جرذ وتجت التراب له قمقم
لو أن النزوح يزور الجرايذ فيعلم إن كان لا يعلم
أسبع وستون جرحاً بقلبي ونكسة حزني لا تفهم !
تطيب البرايا جميعاً فتغدو سواراً وجولاني المعصم
حنانيك طفلاً عيونه تفقى وشيخاً بطعناتهم يوسم
وأماً تبول لتشرب أخرى ويسقى الرضيع ومن يفطم
ويذبح حلم به ثورة وتنسف في ليلة الانجم
ولحم يذب ورب يسب فيا عرب هبوا وحاشاكم
أتنظر كل السبايا دماهم فإن قيل عرب تراهم عموا
وكيف يساوى بأطفال خمر دموع تإن لها زمزم
أدنوا الذين ومهما يكونوا أدين اللذين أدانوهم
يقولون تشمت بالميتين وذلك عار ومستعظم
أقول وألف شريد يقول وأحرف أوجاعنا معجم
إذا كان زرع هناك حصد ومن يزرع الحزن لا يبسم
حبيبة لا يخدعوك فأنت طهارة فجروهم مأثم
تعالي أخبرك ما ليس يخفى ولكن يجرح أو يكتم
أخبرك شارون بغي عتيق وبوش وأولاده تختم
ومجمع ندد يشجب طوراً وأكثر أطواره يخدم
فصلي لهدم عروش الكروش بذاك ستبنين ما نحلم
نيويورك دكت وواشنطن تعملق ياغ ويستقزم
ولكن أعد حنيناً عراقاً وجولان أيضاً لمن يرقم
وطنباً وأماً وقدساً وطفلاً وبؤساً وشيخاً ومن أبكموا
يهوديت كانت وتبقى خراباً بسفر يعهد من أسلموا
وصهيون تحفر للعرب قبراً سنصبح نسياً ومأتم
تشير إلينا الأصابع هراءً وتسأل يا عرب من أنتم ؟


القصيدة (14)

(لوزية العينين)
مقدمة:
حين لا يستطيع اللسان .... ينطق القلب .
وحين تعجز الكلمات .... يبوح الصمت .
وحين أسافر تكون بوصلتي .... أنت .... يا لوزية العينين .
لوزية العينين هاتي مركباً علي أسافر في دموعك والمطر
وأهز مجداً في بغير دراية كالعازف النشوان لا يدري الوتر
قدر ترى ألا ترتل صبوتي إلا مياه العشق أو مثل القدر
أو أنت تبتيل الصلا مفروضة محبوبة ويداك تقرؤها السور
أمواجك الصفراء تصبغ عالمي بالليل والنجمات أن يحلو السهر
ماذا أزفت الى الشاقل مرة تأتي بأخرى واثنتين على الأثر
داعبت تفاحي فزاد برودة لكنه بعد المناغاة انصهر
وآثار عشق الروح ضوءاً ساطعاً وانداحت الأقمار باقات زفر
يا هذه الريح التي تغتال شمعي نازفاً لولا دريت المستقر
لا تمسكي السفر المهاج في دمي كالخمر والأشواق واللحن الأغر
قد جاء خلفي ألف خلف خائن ما أكثر الخاءات فينا والغجر
أغلقت أبواب الجنان بوجههم وفتحت جنة وجنتيك على القمر
فوق السراط المستقيم تعانقاً أهديهما روحين قد مرت ومر
لازال عندي من سرابك دمعة وفراشة تهفو إلى زهر الضجر
مثل بأمثال وذاكم دهرنا فإذا كذبت الآن أصدق في الخبر
أنا لست أعرف ما الهوى أو دربه وهواك لم يلمس فؤادي والبصر
وكلامك المجروح حمل زهرة وأفاض عطراً إنما عني انحسر
لو تعلمين محبتي لعلمت من جعل الطيور الغر تهفو للزهر
وعلمت من صاغ البحار قوافياً و كيف الصيف يستجدي المطر
وعلمت ناراً في الهوى لا تتقي جمع الغرام إلى الغرام وما اختصر
يا دميتي لا تحمل الأوراق نبضاً شاعراً من شاعر جاز الصور
عجز الكلام فصار صمتي ناطقاً صمت الجمال المشتهىوقت السهر
إني أحبك ألف ألف قصيدة نغماتها فاضت علة كل البشر

15/2/2002

القصيدة (15)

(مفتاح القلوب)
كم سهد الحب للعشاق أجفانا كم مبصر قد غدا في الحب عميانا
فالعشق مفتاح أبواب القلوب وقد يأتيك في السر أو في الحهر أحيانا
لا يعرف الحب أعماراً يجئ بها طفلاً وغراً وشيباناً وفتيانا
والعاشقون ببحر الحب إن غرقوا صاروعبيداً له وكان الحب سلطانا
فابن الملوح مذ هاجت لواثجه في حب ليلى أضاع العقل رضيانا
يلملم الدر من دمعاتها طرباً يصبو ويحفو إذا ما طيفها بانا
إذا رآها بخير صار في فرح أو أن تمس بشر ظل سهدانا
وروح ليلى كطير في جوانحه قد صانه مثلما للروح قد صانا
يا رب ليل مع النجمات يسهره والبدر تملأ كأس النجم سلوانا
يخاطب النجم والأسحار قد نزلت يا نجم أوصل إذا استطعت شكوانا
يانجم هو وهي والروحان واحدة يا نجم إن أفين الحب أشجانا
يشكو ورجع الصدى ما مسمع أحداً كالطير في قفص يهتاج يأسانا
كالمرتجي الغصن من صحراء قاحلة كالمبتغي من سبيل الماء نيرانا
يبكي وتضحك ذات الغنج لاهية دون اكتراث به إن عز أوهانا
صباً يظل بها حتى وإن نفرت كشارب البحر لا ينفك عطشانا
ناديت ياقيس ياليلى ولا أحد ليلاك يا عصرنا المحموم دنيانا
انظر إلى حالة العشاق في زمن صارت قلوبهم صخراً وصوانا
الحب أثمن من حلم نضيعه في زخرف ونقول الدهر أغوانا
الحب في عالم الأرواح مسكنة لقاؤه يوصل الأزمان أزمانا
في عالم الطين يغدو الملتقى كذباً فالآن قد هان ذاك الحب قد هانا
وكم سخرت من العشاق كلهم من سالف الدهر حتى وقتنا الآنا
قد ضيعوا العمر في أحلام واهية وما بنوا من قصور صار دخانا
لكن رأيتك تختالين زاهية جعلت ماكان مثل الحلم ما كانا
صار الفؤاد يصب الدمع في جسدي والقلب يدمع مثل العين أحيانا
ما أنصفوا الوجه في تشبيهه قمراً ما أنصفوا القد في تشبيهه بانا
قالوا عشقت؟ نعم إني أهيم بها واليوم أهدي إليك الروح قربانا
عيناك بحر وما أدري شواطئه أرنو إليه فأغدو منه ظمآنا
أما الشفاه فما أحلى تبسمها والحمر في لثها تسبيك نشوانا
أنت المليكة يا عشقاً أرق له فلا تجوري فإن العشق أضنانا
أوقفت هذا الزمان الكهل مندهشاً كأنما صرت للأيام وبانا
نسيت عندك أزماني وأمكنتي وما ذكرتك الا ذبت أحزانا
يا ويح نفسي أما قد كنت في رغد فلا أبيت حزين القلب حيرانا
لو أن لي علماً بالحب يحرمني نوم الليالي لما أحببت إنسانا
لكنه قد يسبي القلوب فمن لا يرتقي بهواه رام خسرانا
كنت الطبيب أداوي كل من عشقوا واليوم بت صريع العشق ولهانا

5/11/1998