وأصحاب سوبر ماركت الإعجاز العلمى أصبحوا يبيعون الآيات المقدسة والجليلة كما تباع الشامبوهات فى سوق بور سعيد التجارى،عندنا فلك بالنخاع وبيولوجى بالبيض وآيات عن النسبية بزيت المنك، ولا يتساءلون وهم فى غمرة البيع ونشوة التجارة، هل هذه المعانى إنفرد بها القران بمعزل عن المناخ الثقافى السائد وقتها من أدب ولغة وطقوس وعادات وتقاليد ، فالقران الكريم يحترم عقل الإنسان ، وأعظم ما فيه هو تفاعله مع هذا المناخ وحواره مع الثقافات المختلفة الموجودة حينذاك فأصبح بذلك كتاباً حياً، إيقاعه مع إيقاع الظروف ومتغيرات الواقع بدون أى نشاز فكان أن نشأت علوم مثل الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وما ألوان ذلك من علوم قرآنية تعتمد على هذا التفاعل والحوار.
ولنفسر أكثر للقارئ الكريم ولنختر فى البداية آية من سورة النازعات وهى الآية رقم 30 "والأرض بعد ذلك دحاها" وهى الآية التى إرتكن عليها أصحاب سوبر ماركت الإعجاز فى إثبات ان القرآن يساير أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض وهو الشكل البيضاوى" الدحية هى البيضة"، ولننظر فى شعر زيد بن عمر بن نفيل لنجد أنه ذكر نفس هذا المعنى فى أبياته فهو يقول:
دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
فهل نقول ان زيداً بذلك القول صار نبياً وان قصائده قران لما تحويه من إعجاز علمى !!
وأيضاً قصة الرقم سبعة والتى يتندر بها الدكتور مصطفى محمود فى معظم حلقاته ويقول أنها سر كونى خطير أشار إليه القران فى آيات كثيرة بها الرقم سبعة مثل سورة المؤمنون آية 17 "وبنينا فوقكم سبعاً شدادا" … ولننظر فى شعر امين بن عبد الله الثقفى الذى يقول:
بناها وابتنى سبعاً شداداً بلا عمد يرين ولا حبال
سواها وزينها بنور من الشمس المضيئة والهلال
وآخر ما نذكره فى هذا المجال من أشعار هو الشعر الذى يرد على أصحاب سوبر ماركت الإعجاز الذين استخدموا الآية رقم 45 من سورة النجم وقاموا بلى عنقها لكى تتسق مع شعاراتهم كنوع من تحلية البضاعة أمام الزبون، الآية هى "وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى" وإستخدموها لإثبات أن القرآن قد سبق الغرب فى إثبات أن الرجل هو المسئول عن تحديد جنس المولود ولنسمع شعر زوجة أبى حمزة العينى والذى هجرها بعد ان ولدت بنتاً فقالت:
ما لأبى حمزة لا يأتينا … ظل فى البيت الذى يلينا
غضبان ألا نلد البنينا تا لله ما ذلك فى أيدينا
ونحن كالأرض لزراعينا ننبت ما قد زرعوه فينا
السؤال الثانى المهم والذى لابد أن يطرحه أصحاب السوبر ماركت على أنفسهم هو إذا كانت هذه الآيات بهذا الوضوح والجلاء فلماذا لم يصل بهم البحث والدروس وإمعان القراءة فى هذه الآيات إلى اكتشاف النظريات من قلب كلماتها وعباراتها فنكون بذلك قد سبقنا بحق وأضفنا ألى العلم والتكنولوجيا وأرحنا الغرب الكافر بدلاً من إنتظار هذا الغرب حتى يبحث ويكلف نفسه عناء مادياً وذهنياً ومعامل ورسائل ومؤتمرات حتى يخرج بالنظرية ثم نقول له "وضحكنا عليك كنت حاقولها"، مثلنا مثل على بابا الذى كان ينتظر عصابة "الأربعين حرامى" أمام المغارة مع الفارق الضخم طبعاً بأننا نحن الذين نسرق مجهود الغرب على الجاهز ولكننا نسرقه بمزاجهم، وبعد ان يكون قد أصبح موضة قديمة عندهم، ومع فارق بسيط آخر وهو أنهم قد خرجوا من المغارة منذ زمن طويل لينظروا للأمام ويستمتعوا بدفء شمس المستقبل ،أما نحن فقد أغلقت علينا المغارة ونسينا كلمة السر وظللنا ننظر للخلف وتحت أقدامنا باحثين عن مفتاح ،فلا نحن تذكرنا السر ولا عثرنا على المفتاح وللأسف ظلت جلودنا تقشعر من برد التخلف والثقة المزيفة والتعالى الكاذب.
http://www.arabtimes.com/MIXED5/DOC53.html
فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
- انجيل مرقس 12:32
موقع مسيحيات فقط
http://www.answer-me-muslims.com/
|