اردنا ان نضع ميزانا نقارن به ما بين الموسيقى العالمية وموسيقانا او بين علماء الموسيقى في الغرب وعلماء الموسيقى العرب نجد ان الموسيقى العربية غنية في كل مفردات علم الموسيقى. وفيها من الغنى ما يدفع المفكرين ان يبحثوا ويستخرجوا اسرارها ويخرجوا بنتيجة وهي ان كفة الميزان دائما تكون لصالح الموسيقى العربية، ولأن العرب يمتلكون موسيقى غنية متكاملة فإن فيهم علماء وباحثون خلقتهم هذه الموسيقى.
بعد الثورة الصناعية التي حدثت في اوربا عمد اهل الغرب الى لملمة موروثهم الموسيقي فبلوروه ووضعوا له المناهج والدراسات النظرية والعملية وخلصوا الى مقامين رئيسيين هما (المايجر ويقابله في موسيقانا العجم) و(الماينر ويقابله في موسيقانا النهاوند). عندها نضجت الموسيقى العالمية واصبحت جاهزة من الناحية العملية، اما الموسيقى العربية التي تأثرت زمنا طويلا بدأت تنهض وتنضج في بداية القرن المنصرم لتواكب التطور الفكري والعملي والاجتماعي، فكما هو معلوم ان اول شيء يتأثر في هذه التغيرات هي الموسيقى كما ورد ذلك في مقدمة ابن خلدون فالموسيقى هي اسمى لغة تتخاطب فيها الشعوب ويكتشف بعضها ثقافة وعلمية البعض الاخر. اذن لابد لنا ان نهذب موسيقانا ونجعلها اللغة العصرية المتطورة.
|